«المنادى».. مهنة العاطلين: يهتف على الزبائن والعمولة عند الشراء
![«مصطفى» وشباب غيره يمتهنون «المنادى» للهروب من البطالة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/10418512201548271904.jpg)
«مصطفى» وشباب غيره يمتهنون «المنادى» للهروب من البطالة
عشرات الشباب ينتشرون حول محطات مترو «الشهداء وجمال عبدالناصر والعتبة»، وفى إشارات مرور منطقة وسط البلد، فى شكل لافت للنظر للعب دور «المنادى»، المهنة التى اخترعها أصحاب المحال التجارية لجذب الزبائن من مسافات بعيدة ومناطق مختلفة، فيهتف «المنادى» بنوع ومميزات السلعة، ويقنع الزبون باصطحابه فى رحلة تستغرق دقائق للوصول إلى المحل.
المهنة التى جذبت كثيراً من الشباب العاطل، تتحدد أجرتها وفقاً لعدد الزبائن الذين يجلبهم «المنادى» للمحل، فيتقاضى عمولة عن كل زبون قام بالشراء، ويكون صوته وطرق إقناعه هى مصدر رزقه، وسبيله لأكل العيش.
«قرب قرب.. بدل رجالى.. بدل بدل بدل»، نداء يكرره محمد علاء، أحد العاملين بهذه الوظيفة، يومياً أمام محطة «جمال عبدالناصر»، فيأتى صباحاً من منزله فى منطقة إمبابة، ويقف فى نفس المكان لساعات طويلة ليصطاد الزبائن، على حد وصفه: «مش معايا شهادة، وبقالى سنة باشتغل بصوتى فى الشارع. حاجة أحسن من مفيش، وأفضل من إنى أنزّل مراتى تشتغل».
1000 جنيه، هو متوسط الربح الذى يحصل عليه «علاء» خلال عمله كـ«منادى» لمدة شهر: «ساعات الواحد بيقعد بالأسبوع مش لاقى زبون أوديه للمحل»، ويحصل على عمولة تقدر بـ20 جنيهاً مقابل بيع قطعة واحدة لكل زبون: «مش ملاحق مصاريف للعيال، معايا 3 عيال كلهم فى مدارس.. ابنى اللى فى تانية ابتدائى بادفع له 750 جنيه مصاريف الدروس».
يستعين به أصحاب المحلات لجلب الزبائن من مناطق بعيدة
وبحسب «علاء»، فإن أكثر الزبائن الذين يصطحبهم إلى محل بيع البدل، مقبلون من محافظات إقليمية: «بيكون جاى مش عارف المحلات الكويسة، واللى بتبيع بأسعار متهاودة، وباقنعه آخده للمحل عندنا».
«350 جنيه فى القطعة الشتوى والناس مستغلياها»، يقولها بسخرية مصطفى عبدالرحيم، الذى يعمل «منادى» لصالح محل ملابس بمنطقة «الإسعاف» منذ عام فقط: «كنت جاى من أسيوط أدور على شغلانة ومالقتش غير المنادى، قلت أحسن من مفيش».
يقف «مصطفى» عند إشارات المرور، ويحاول استقطاب الزبائن: «الواحد صوته بيروح من الندا على الزباين طول اليوم، وباحاول ألفت نظرهم بأى طريقة»، ويدخر كل ما يتكسبه لتجهيز نفسه والاستعداد للزواج: «شباب كتير جاية من الصعيد تشتغل زيى منادى، وبنفضل طول اليوم واقفين على رجلينا، وننادى على الزبائن، وبالليل بننام فى المحل».
أكثر ما يثير استياء «مصطفى» هو تضييق الشرطة عليه فى بعض الأحيان: «ساعات بيمنعونا نقف خاصة على سلم المترو، حقهم لكن إحنا عاوزين ناكل عيش، المحلات من غير الندا مش هتشتغل لأنها بعيدة».