الزبائن: واثقون فى البضاعة.. «خامات مستوردة وسعر مناسب»
![وكالة البلح أصبحت سوقاً للفقراء والأغنياء](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/20316211941547400430.jpg)
وكالة البلح أصبحت سوقاً للفقراء والأغنياء
«مقاس مناسب، بأقل سعر، وخامة مقبولة، وأحياناً ماركة عالمية».. هكذا يبحث الزبائن من طبقات مختلفة عن ضالتهم فى الملابس المستعملة «البالة»، بشرائها لهم أو لأسرتهم وأبنائهم، يحتفظون بسر شرائها من الوكالة أو غيرها من الأسواق حفظاً لماء الوجه، بدأ شراؤهم للملابس المستعملة بفكرة ترددوا فى قبولها، لكن سرعان ما أصبحوا يشترون كل حوائجهم من الملابس المستعملة خلال السنوات الأخيرة.
يتجول داخل سوق البالة بوكالة البلح بحثاً عن بلوفر يقضى به موسم الشتاء، يفحص واحداً تلو الآخر حتى يصل إلى هدفه المناسب، «أحمد عبدالهادى» (52 عاماً)، يعمل بإحدى الوظائف الحكومية، يوضح أنه يحصل على كل ملابسه من البالة منذ نحو 20 عاماً، لأن أسعارها مناسبة لكل الطبقات سواء أصحاب الدخل البسيط أو المرتفع: «جودة الملابس هنا كمان كويسة جداً، وعندنا ثقة أنهم لما بيقولوا قطن 100% بيبقى فعلاً كده مش زى الملابس اللى بتتباع بره وبتبقى بوليستر، وضمان جودتها مع سعرها دى أهم حاجة بالنسبة لى، ده البنطلون الجينز اللى بجيبه من هنا بيقعد معايا بالسنتين، على عكس اللى بيتجاب من المحلات التانية اللى خارج الوكالة مش بيكمل كام شهر ويتبهدل خالص على الرغم من إنه جديد واللى هنا فى الوكالة مستعمل لكن اللبس المستعمل اللى هنا أفضل فى الخامة».
«عبدالهادى»: «الجينز اللى بجيبه بيقعد معايا بالسنتين».. و«إسلام»: «كنت متردد لكن أصحابى شجعونى.. ومش بقول لحد إنى بشتريها من الوكالة»
يذهب «عبدالهادى» لشراء الملابس المستعملة برفقة زوجته وأبنائه، يقول إن أبناءه أصبحوا يتفهمون الوضع جيداً: «العيال كبرت دلوقتى، وهمّا كمان بقوا بيجيبوا لبسهم من هنا، وأنا كمان بقيت عارف مقاساتهم كويس ولو حاجة عجبتنى بجيبها لهم»، يمتنع «الرجل الخمسينى» عن شراء الملابس الداخلية المستعملة لجميع أفراد الأسرة، معلقاً: «بصراحة مضمنش نضافتها على عكس الملابس الخارجية التانية اللى إحنا متعودين على طول بعد ما نجيبها من هنا بنوديها المغسلة كنوع من الراحة النفسية».
ويرى «عبدالهادى» أن الأسعار بين السنوات الماضية والفترة الحالية اختلفت بشكل كبير، متابعاً: «زمان كنت بلاقى أحلى قميص بـ30 جنيه، دلوقتى سعره يتراوح بين 100 و150 جنيه فى الوكالة، والبنطلون الجينز كان آخره 50 جنيه، دلوقتى برضو سعر النضيف منه بيبدأ من 150 جنيه ويفضل سعره يزيد حسب جودته وماركته».
«إسلام عيد» (21 عاماً)، طالب بالمرحلة الجامعية، خاض منذ 3 أعوام تجربة شراء الملابس المستعملة لأول مرة ومنذ ذلك الوقت وهو يشترى كل ما يحتاجه من ملابس من خلال الوكالة، قائلاً: «كنت بصراحة متردد فى الأول إنى أروح أشترى ملابس مستعملة فيه حد غيرى لبسها، لكن أصحابى شجعونى ونزلنا مع بعض كلنا عشان نشترى هدوم، وفعلاً لقيت فرق كبير فى السعر بين النوع ده من الملابس وبره، ده غير كمان إنها مستوردة وخامتها كويسة»، موضحاً أنه تشجع بشكل أكبر عندما علم من أصحاب محلات ملابس البالة أنه يتم تعقيم تلك الملابس قبل مجيئها إلى مصر: «دى حاجة تطمنتى أكتر، بس برضو بقيت أوديها المغسلة أهو تتنضف أكتر وكمان تتكوى وتتفرد».
يحتفظ «إسلام» بمعلومة شراء كل ملابسه من الوكالة ولا يبوح بها لأحد سوى أسرته وأصدقائه المقربين منه، حسبما أوضح، مضيفاً: «بصراحة مش حابب أقول لحد خالص، لأن مفيش حد عنده الثقافة دى لغاية دلوقتى، وأنا مش هستحمل كلمة مش حلوة تصدر من حد، وبقول للناس إنى بجيبها من محل قريب من البيت عارفنى وبيديها لى بسعر كويس»، مشيراً إلى أن غالبية ملابسه من الوكالة، ولكن فى أحيان قليلة إذا أعجبه قميص أو بنطلون جديد بسعر مناسب يقوم بشرائه، وأشار إلى أنه تمسك بتلك التجربة لأنه ما زال يحصل على مصروفه من والده ولا يريد زيادة الحمل عليه نظراً لأن لديه 3 أشقاء غيره فى مراحل تعليمية مختلفة.
«منال»: «فيه محلات خارج الوكالة بتشترى ملابس البالة منها وتبيعها على إنها جديدة ومستوردة»
أما «منال طارق» (36 عاماً)، ربة منزل، فتقوم بشراء ملابس أبنائها الصغار من محلات مختلفة داخل الوكالة، موضحة أنها بدأت شراء تلك النوعية من الملابس منذ أن رُزقت بأول أبنائها: «المصاريف بدأت تكتر علينا وقلنا نجرب مش هنخسر حاجة، وفى الأول جربت أجيب بلوزة لنفسى، غسلتها كويس الأول ولقيت خامتها حلوة وسعرها مناسب، وبعد كده بدأت أجرب هدوم للعيال بس تكون حاجة كويسة وشكلها حلو، وفعلاً بلاقى ده بس بعد لف كتير على المحلات لحد ما بقيت بروح لمحلات مُعينة»، مشيرة إلى أن أسعار ملابس الأطفال بالخارج أصبحت مرتفعة للغاية بشكل مُبالغ فيه لذلك لجأت إلى الوكالة لأن فيها ملابس مستوردة وأسعارها أقل.
ترى «منال» أن جودة الملابس بالوكالة أصبحت أقل نسبياً عن ذى قبل وبأسعار أعلى فى الوقت نفسه، مضيفة: «ده لاحظته بقالى سنتين لما باجى أمسك الهدوم حسيت إن خامتها بقت أردأ عن الأول، ولكنها ما زالت أفضل من بره بالنسبة لى»، مؤكدة أنها وجدت بنفسها بعض المحلات خارج الوكالة تشترى ملابس البالة منها وتقوم ببيعها على أساس أنها ملابس جديدة مستوردة، متابعة: «فى المواسم مكناش بنعرف نقف من كتر الزحمة، لكن دلوقتى بقى الموسم يبدأ ويخلص والسوق فاضى، والمحلات أصابها ركود كبير».