"محمد" يزور دار مسنين يوميا ليرعى "عم ناصر": "اتولدت لقيته في بيت جدي"

"محمد" يزور دار مسنين يوميا ليرعى "عم ناصر": "اتولدت لقيته في بيت جدي"
فتح عينيه على الدنيا ليرى "عم ناصر" أمامه في منزل جده بمنطقة المعتمدية في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، يعيش في المنزل تحت أعين ورعاية عائلته، نظرًا لإصابته بمرض "شلل الرعاش" الذي يجعله عاجزًا عن الحركة، وبعد مرور أكثر من 20 عامًا، يستقر "عم ناصر" في دار للمسنين، ليذهب له يوميًا ويقضي يومه معه ويرعاه ويسترجعا الذكريات.
الصيدلي محمد المليجي، صاحب الـ24 عامًا، لم ينس تلك الأيام التي قضاها في منزل جده رفقة ذلك الرجل الذي يجلس على كرسيه المتحرك، والذي عوّض به ذلك العكاز، حتى بعدما أصبح يسكن في منطقة "حدائق الأهرام" البعيدة عن المنزل القديم "بشوف عم ناصر من ساعة ما اتولدت في المنطقة لما كان قاعد عند جدي هو وحد اسمه الشيخ أدهم وبيرعاهم".
منذ ثلاث سنوات، وقبل وفاة جد "محمد" بأيام قليلة، عهد بـ"عم ناصر" لجمعية "إنقاذ إنسان" لرعايته والاعتناء به، والتي أودعته في دار المسنين الخاصة بها، ومنذ شهر أثناء تواجد "محمد" في أحد عزاءات العائلة سأل عنه ليعلم أنه في إحدى دور الرعاية بالمسنين.
"قعدت كتير أدور على الدار في المنطقة اللي قالولي عليها لحد ما لقيتها" بهذه الكلمات عبر بها الصيدلي الشاب عن إصراره على الوصول لـ"عم ناصر"، ليجده أخيرًا، وبمجرد رؤيته تذكره الرجل العجوز، حيث يحبه كثيرًا منذ أن كان طفلًا صغيرًا يشتري له تلك المياه الغازية التي يعشقها ويدمنها.
أصبحت عادة "محمد" اليومية الذهاب لدار المسنين، والمكوث مع "عم ناصر"، "بقعد معاه حوالي 3 ساعات بنتكلم في كل حاجة وبنفتكر الأيام القديمة كلها وعايش معاه يومه بالكامل"، وعلى الرغم من الوقت الذي يقضيه معه يوميًا والمسافة التي يقطعها إلا أنه لا يشعر بتشكيله عبئا عليه.
"من ساعة ما بقيت أروح لعم ناصر بدأت أشوف الدنيا بشكل تاني، واتبسطت جدا أول ما قابلته"، ليحاول الصيدلي الشاب إعادة الرجل لماضيه، حيث اصطحبه ليقضي يومًا في منطقة "المعتمدية"، وهو اليوم الذي كان أشبه بالفرح في المنطقة "الشارع اتقلب والناس كانت ملمومة عليه وهو فاكر الناس كلها".