«يُسر» قالت لزوجة أبيها: «مابحبّكيش» فعذبتها وتركتها «عارية» يومين
«يُسر» بعد تعرضها للتعذيب
«مابحبّكيش»، كلمة أطلقتها فتاة لم تتجاوز 15 عاماً من عمرها، فى وجه زوجه أبيها، كانت كفيلة بانتزاع الرحمة من قلب والدها وزوجته، فقاما بتعذيبها وتجريدها من ملابسها، وتركها عارية فى «البلكونة» لمدة يومين، دون أكل أو شرب، وسط أجواء شديدة البرودة، وحاول «الأب» تبرير فعلته بقوله إنه اضطر إلى مساعدة زوجته فى تعذيب ابنته، التى فقدت أمها قبل فترة، خوفاً من تهديداتها المستمرة له بترك المنزل، وطلبها الطلاق منه.
وكادت «يُسر محمد جابر» تفقد حياتها، لولا زيارة مفاجئة من عمتها «ماجدة ج.م»، إلى منزل شقيقها «محمد»، الذى يقيم فيه مع زوجته «نعمة م.ح»، بالإضافة إلى 3 أطفال من زوجته الراحلة، حيث فوجئت العمة بأن ابنة شقيقها مقيَّدة بالحبال، ووجود آثار تعذيب وضرب على جسدها، وحالتها الصحية متدهورة، فطلبت من والدها فكّ قيودها والتوجُّه بها إلى المستشفى، ولكنه رفض تحت ضغوط من زوجته.
ولم تتردد «ماجدة» فى الاتصال بشرطة النجدة للإبلاغ عن واقعة تعذيب الطفلة، وبالفعل جاءت قوة من قسم شرطة الدخيلة، غرب الإسكندرية، بعد دقائق من تلقِّى البلاغ، وألقت القبض على الأب وزوجته، كما تم استدعاء سيارة إسعاف لنقل «يُسر» إلى مستشفى «رأس التين»، كما قام خال الطفلة بتحرير محضر بقسم شرطة «نجدة الطفل»، اتهم فيه والد «يُسر» وزوجته بتعذيب أبناء شقيقته المتوفاة، ما تسبَّب فى إصابة الابنة الكبرى بإصابات بالغة.
عمة الفتاة تبلغ النجدة لإنقاذها.. والأب: شاركت فى تعذيبها خوفاً من زوجتى
وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمد شريف، إخطاراً بالواقعة من مدير إدارة البحث الجنائى، اللواء شريف رؤوف، بعد ورود بلاغ عمَّة الفتاة إلى قسم شرطة الدخيلة، وأثبتت التحريات صحة ما جاء فى البلاغ، وإلقاء القبض على الأب وزوجته، وإحالتهما إلى النيابة العامة، التى أمرت بحبسهما، وبعرضهما أمس على رئيس نيابة الدخيلة، المستشار مصطفى المنشاوى، أمر بتجديد حبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
«بنت أختى بتموت، هيقطعوا رِجليها، وحقها هيضيع»، بهذه الكلمات بدأ خال يُسر «منعم أحمد منعم»، 39 سنة، مناشدته لإنقاذ ابنة شقيقته، بعد تعرضها للتعذيب على يد والدها وزوجته، وأشار إلى أن التقرير الطبى، الذى حصلت «الوطن» على صورة منه، أوضح أن الطفلة تعانى من سحجات فى الرقبة، نتيجة تقييدها بالحبال، وجروح متعددة فى الساقين والقدمين، ما أدى إلى إصابتها بـ«غرغرينا» فى ساقها اليسرى، الأمر الذى يهدد ببتر الساق.
وتابع خال «يُسر» قائلاً: إنه علم بتعذيب ابنة شقيقته على يد والدها وزوجته، نظراً لأنها صرخت فى وجه زوجة أبيها بأنها لا تحبها، وتوجَّه إلى شرطة «نجدة الطفل»، وقام بتحرير محضر ضد والد الطفلة وزوجته.
وأوضح بقوله: «توفيت شقيقتى منذ عامين بعد صراع مع مرض السرطان، وتركت 3 أطفال، يُسر ورنا وعبدالرحمن، وبعد أيام من وفاتها، تزوج والد الأطفال من أخرى، وجاء بها لتعيش معهم فى نفس المنزل»، وأضاف أنهم حاولوا أخذ الأطفال ليعيشوا معهم، ولكن والدهم رفض التخلى عنهم، وتابع أن «يُسر هى الأكثر شبهاً بوالدتها، وبحكم أنها أكبرهم كانت الأكثر تعلقاً بأمها، ولم تستوعب فكرة أن يأتى والدها بأخرى لتأخذ مكان والدتها».