تفاصيل أزمة معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى بين أمريكا وروسيا

تفاصيل أزمة معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى بين أمريكا وروسيا
- بوتين
- ترامب
- الحرب الباردة
- معاهدة دولية
- الصواريخ النووية متوسطة المدى
- بوتين
- ترامب
- الحرب الباردة
- معاهدة دولية
- الصواريخ النووية متوسطة المدى
حالة من الجدل أثيرت على مدار شهرين، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، مع روسيا، وتبادل التهديدات والهجوم بين البلدين، غير أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، بادر بالإعلان عن أن واشنطن مدعوة للمشاركة في مؤتمر حول معاهدة الصواريخ معربا عن أمله في حضور الدبلوماسيين الأمريكيين.
وقال ريابكوف لوكالة "سبوتنيك": "جميع الزملاء الذين لهم علاقة بهذا الأمر مدعوون، ونأمل أن يجد الأمريكيون فرصة للمشاركة في هذا الحدث".
وكان ريابكوف قد أشار في وقت سابق إلى أن موسكو تخطط في 18 يناير لعقد إحاطة إعلامية لسفراء الدول الأوروبية وشركاء روسيا.
وفنّدت وزارة الخارجية الروسية اتهامات الولايات المتحدة لروسيا بانتهاك معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ووصفت هذه الإدعاءات بعديمة المضمون، حيث أكد ريابكوف، أن واشنطن تواصل تقديم المعلومات المزيفة للشركاء، وتتهم موسكو زورا بانتهاكات جديدة للمعاهدة.
وأضاف: "كل ما نسمعه ليس أكثر من تأطير دعائي للنهج الأمريكي التخريبي، ومحاولة للف موقفهم الفارغ بغلاف حلو المذاق، وتعبير عن عدم رغبتهم بالتعاون الموضوعي معنا، كل هذا يقدمونه لشركائهم في الناتو على أنه حقيقة صادرة عن أعلى مؤسسة".
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن الجانب الروسي يفضح باستمرار الأساليب التي تستخدمها واشنطن، وقال: "سنستمر لاحقا في التأكيد على أن هذه المزاعم المعسولة فارغة من مضمونها ولا قيمة لها، فكلّها مزيفة وتهدف إلى خداع شركاء واشنطن في الناتو وتضليل المجتمع الدولي بشكل عام".
وترجع الأزمة إلى 20 أكتوبر الماضي، حيث أعلن الرئيس الأمريكي بشكل مفاجئ أن بلاده ستنسحب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، قائلا إن "روسيا لم تلتزم مع الأسف بالاتفاقية ولذلك سننهيها وننسحب منها".
فيما اعتبرت روسيا القرار الأمريكي "حلما" بالهيمنة على العالم من خلال بقائها القوة الوحيدة فيه، إذ أكد مصدر في وزارة الخارجية لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية الحكومية، أن الولايات المتحدة "تحلم" بأن تكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على العالم بقرارها الانسحاب من معاهدة حول الأسلحة النووية تربط بين واشنطن وموسكو منذ الحرب الباردة.
وتعتبر المعاهدة التي أعلن ترامب نيته الانسحاب منها، أبرمت مع موسكو خلال فترة الحرب الباردة، أي قبل 31 عاما، حيث نصت على ألغاء فئة كاملة من الصواريخ الجوالة والباليستية، التقليدية والنووية ذات المدى المتوسط، يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر.
ووقع عليها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، مع الزعيم السوفيتي الراحل ميخائيل غورباتشوف في ديسمبر عام 1987، لتكون المعاهدة الأولى والوحيدة من نوعها بين القطبين.
فيما صدق على المعاهدة مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1988، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يونيو من العام نفسه، على أن يكون اسمها الرسمي هو "المعاهدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهوريات الاشتراكية للاتحاد السوڤيتي للقضاء على صواريخهم متوسطي المدى وقصيرة المدى".
ووضعت المعاهدة حدا لأزمة اندلعت في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ "إس إس 20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية، حيث أجبرت الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخا نوويا تقليديا، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.
وأكد موقع "سكاي نيوز"، أنه في حال الانسحاب الفعلي لا يعني الأمر بالضرورة اندلاع حرب نووية بين الشرق والغرب، لكن قرار ترامب أثار مخاوف من تسارع السباق المحموم الرامي إلى تطوير وإنتاج الأسلحة النووية، لدى كلا المعسكرين، فضلا عن حلفاء واشنطن وموسكو، مضيفة أنه من الممكن أن يكون له تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأميركية في آسيا، وتحديدا تجاه الصين منافستها الإستراتيجية الرئيسية التي يخوص ترامب معها حربا تجارية.
وعقب شهرين من ذلك، وتحديدا في 6 ديسمبر 2017، تجددت الأزمة مرة أخرى، حيث أعلنت أندريا تومسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي الأمريكية، أنه على موسكو إلغاء صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية من طراز (9إم.729) وقاذفات تلك الصواريخ، أو تعديل مداها، لتجنب انسحاب الولايات المتحدة منها.
وتابعت تومسون: "إما أن تتخلصوا من النظام ومن القاذفات أو تغيروا النظام حتى لا يتخطى المدى".
وقبل حوالي 3 أيام، أعلنت الولايات المتحدة إنها تمهل روسيا 60 يوما لإنهاء ما تعتبره واشنطن انتهاكا منها لمعاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقعة عام 1987، وإلا فإنها ستبدأ الانسحاب من المعاهدة.