"السجن والجدار والغاز".. أدوات "ترامب" لإرهاب المهاجرين

كتب: محمد حسن عامر

"السجن والجدار والغاز".. أدوات "ترامب" لإرهاب المهاجرين

"السجن والجدار والغاز".. أدوات "ترامب" لإرهاب المهاجرين

منذ قدومه رئيسا للولايات المتحدة، اعتمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة تقوم على التشدد إزاء التعامل مع المهاجرين، في بلد لطالما عرف باستقباله المهاجرين، والولايات المتحدة بالأساس هي بلد المهاجرين. إلا أن استحسان قواعد الحزب الجمهوري الأمريكي لهذه السياسات جعلت "ترامب" يتمادى فيها، خاصة أنه نجح عبر خطاب شديد اللهجة حيال المهاجرين.

ومن بين أبرز القرارات التي أخذها الرئيس الأمريكي قرار في مايو الماضي يوجه فيها الاتهامات الجنائية ضد كل من يقومون بعبور الحدود واتهامات تقودهم للسجن حتى لو كانوا أول مرة يعبرون الحدود.

واتخذ لاحقا قرارا لا يسمح لأطفال المهاجرين بالبقاء مع ذويهم، والتفريق بين الأسر وأطفالهم بوضعهم في أمكان منفصلة، القرار الذي أبطل بقرار قائي مضاد لاحقا.

وفي أكتوبر الماضي أعلن "ترامب" أنه يفكر في إصدار أمر تنفيذي قال إنه يهدف إلى منع حق حصول الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير أمريكيين أو مهاجرين بطريقة غير شرعية على الجنسية الأمريكية.

وينص التعديل 14 من الدستور الأمريكي على اعتبار "جميع الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة أو الحاملين لجنسيتها والخاضعين لسلطتها القضائية، مواطنين للولايات المتحدة ومواطنين للولاية التي يقيمون فيها". إلا أنه رغم ذلك قال "ترامب" وقتها إنه يحق له اتخاذ القرار.

تعهد الرئيس الأمريكي في نوفمبر الماضي  باتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين الشرعيين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، وأكد أن السلطات قررت وصع المهاجرين في مخيمات لحين استكمال إجراءات ترحيلهم.

أيضا في نهاية العام الماضي أخذت إدارة "ترامب" قرارا بنشر أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي على الحدود مع المكسيك، منع قافلة مهاجرين قادمة من دول أمريكا الوسطى عبر المكسيك، وسط انتقادات حادة من معارضيه.

ولوح "ترامب" مرار إلى استخدام القوة لمنع هؤلاء المهاجرين من دخول الولايات المتحدة، وبالأمس، أطلقت قوات حرس الحدود الأمريكية الغاز المسيل للدموع على المكسيك لمنع مجموعة من المهاجرين من عبور الحدود المكسيكية الأمريكية عند "تيخوانا".

وأصبحت تيخوانا نقطة ملتهبة في النقاش حول السياسة الأمريكية المتعلقة بالهجرة والذي زادت حدته بعد وفاة طفلين من المهاجرين بسجون أمريكا وإغلاق جزئي للحكومة الأمريكية نتيجة مطلب الرئيس دونالد ترامب من أعضاء الكونجرس بتخصيص خمسة مليارات دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

وفي نوفمبر حدثت واقعة مماثلة أطلقت خلالها القوات الأمريكية الغاز المسيل للدموع على المكسيك لتفريق مهاجرين مما دفع المكسيك للمطالبة بإجراء تحقيق.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سخرت في تقرير أمس من قرار "ترامب" بشأن بناء الجدار على الحدود مع المكسيك والذي تسبب في إغلاق للحكومة، والذي بدوره تسبب في إغلاق محاكم منها الهجرة في البلاد، وبالتالي فإنه للمفارقة الساخرة فإن طلبات الترحيل بشأن مهاجرين التي تنظر فيها هذه المحاكم سوف يتم تأجيلها وتتأجل بهذه الطريق لسنوات إضافية.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك نحو 400 قاضي يتعاملون مع قضايا الهجرة طلب منهم عدم القدوم إلى العمل او الاستماع إلى القضايا، وبحسب الصحيفة فإن عدد القضايا المتراكمة بشأن المهاجرين بلغت 1.1 مليون حالة.


مواضيع متعلقة