خبراء: رفع التذكرة لا يهدف لتحسين خدمة المترو حالياً .. وأول خط على وشك الانهيار

07:29 م | الأحد 30 ديسمبر 2018

أكد عدد من خبراء النقل أن مترو الأنفاق يُعد من أفضل وسائل المواصلات فى مصر، مشيرين إلى أن عدم تحديثه لفترة تجاوزت الـ30 عاماً، أدى لوصوله إلى حالة متردية للغاية، وأصبح على وشك الانهيار التام، خاصة الخط الأول «المرج- حلوان»، وطالبوا المسئولين بوزارة النقل بسرعة بدء تحديث بنيته الأساسية قبل توقفه عن العمل تماماً، مشيرين إلى أن رفع تذكرة المترو فى الوقت الحالى لا يهدف لتحسين الخدمة.

وقال الدكتور حسن مهدى، أستاذ الطرق والنقل بجامعة عين شمس، إن أسباب انهيار الخط الأول «المرج- حلوان» هو عدم الصيانة الدورية عليه خلال الفترات الماضية، إلى جانب الشبكة الهوائية للخط الأول، حيث يبلغ طولها 45 كم، وهذه الشبكة تعمل على خطين أى بمعدل 90 كم، وتنقل جهداً كبيراً من الكهرباء، قد يصل لنحو 1600 فولت أمبير للقطار الواحد.

وأضاف «مهدى»، لـ«الوطن»، أن زيادة سعر تذكرة المترو لم تساعد فى تطويره، مشيراً إلى أن سعر التذكرة السابق «جنيه»، لم يكن سعراً عادلاً على الإطلاق، وهو ما ساعد على انهيار الخط الأول الذى يخدم نحو مليون ونصف مليون راكب يومياً، وهو أطول خطوط المترو، ولكن زيادة سعر تذكرة المترو لا بد أن يقابلها زيادة فى الخدمة، ولكن لم يحدث أى تطوير أو تقديم خدمات مميزة للجمهور بعد رفع التذكرة.

{long_qoute_1}

وصرح «مهدى» بأن هيئة مترو الأنفاق لا تهدف إلى التربح من وراء رفع التذكرة، وإنما لإمكانية الاستمرار فى تقديم الخدمة للمواطن، وأن يكون لديها القدرة على مواجهة مطالبهم دون الاعتماد على الدولة، داعياً فى الوقت نفسه إلى أن يكون سعر التذاكر مناسباً للمواطن، الذى يستقل المترو يومياً.

وأكد أستاذ الطرق والنقل ضرورة تغيير الماكينات المتهالكة وإصلاح القديم منها، واستيراد عربات قطارات مكيفة لمواكبة العصر حتى يتم النهوض بهذا المرفق الحضارى الذى يُعتبر أهم المرافق الموجودة حالياً فى وزارة النقل، ومن الضرورى تطويره فى أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن «هيئة مترو الأنفاق تنقل نحو 5 ملايين راكب يومياً على جميع الخطوط، ونطمح فى القريب العاجل إلى أن يصل هذا الرقم إلى 9 ملايين راكب».

وشدد «مهدى» على ضرورة زيادة البوابات الإلكترونية على الخط الأول لكونه مهدوراً حقه عكس الخطوط الأخرى، إلى جانب الرقابة الأمنية عليها، لمنع أى تهرب من دفع قيمة التذكرة، حيث إن أكثر من 700 مواطن يستطيعون الهروب يومياً من تلك البوابات بسبب شدة الزحام، على حد قوله، مؤكداً أن هذه الأموال الضائعة يمكن استخدامها لتحسين الخدمة، وسداد ديون الهيئة دون الاعتماد على الدولة.

وأشار إلى أن الهيئة تسعى لتطوير الخط الأول من خلال خطة شاملة، ووقعت بروتوكول تعاون مع شركات فرنسية، من خلال تحديث وتطوير الخط الأول بعربات قطارات مكيفة وتحديث القضبان القديمة، وذلك لتخفيف الزحام الشديد فى الخط الأول، لافتاً إلى ضرورة استخدام كارت النقل الذكى مثل الدول الأوروبية، لتخفيف الزحام أمام شباك التذاكر.

ومن جانبه قال الدكتور سعد الدين العشماوى، أستاذ إدارة اقتصاديات النقل، إن هيئة مترو الأنفاق لم تنظر لتطوير الخط الأول منذ أن تم إنشاؤه فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مما أدى إلى إهماله وتدهوره، حيث لم يتم اتخاذ أى إجراءات لتطويره على مر العقود السابقة، مشيراً لعدم وجود ميزانية خاصة لهيئة مترو الأنفاق تمكنها من التطوير أو سداد الديون، إلى جانب القروض والضرائب، فضلاً عن مرتبات الموظفين.

وقال: «لا بد من وجود أولويات لدراسة المشروعات الحالية»، فقبل إنشاء خطوط جديدة، يجب أن تقوم الهيئة بتوفير موارد لعمل الصيانات المناسبة للخطوط القديمة، وخاصة الخط الأول، مشيراً إلى أنه لا بد أن تكون هناك منظومة علمية سليمة عند إقامة مشرعات جديدة، وبدلاً من صرف مبالغ ضخمة على إنشاء خط جديد، مثل خط «السلام-العاشر»، كان الأفضل أن يتم صرف هذا المبلغ على تطوير البنية الأساسية للخط الأول، مشيراً إلى أنه لا بد من خطة شاملة فى أسرع وقت ممكن لإنقاذ الخط الأول قبل انهياره.