«السادات»
- الرئيس السابق
- الرئيس السادات
- السنوات الأولى
- المجال العام
- بهاء الدين
- جمال عبدالناصر
- حرب أكتوبر
- مجلس الأمة
- مجلس الشعب
- أخطر
- الرئيس السابق
- الرئيس السادات
- السنوات الأولى
- المجال العام
- بهاء الدين
- جمال عبدالناصر
- حرب أكتوبر
- مجلس الأمة
- مجلس الشعب
- أخطر
لم يكن الرئيس السادات، الذى يمر اليوم 100 عام على مولده، شخصية عادية. فى مبدأ رحلته السياسية كان من ذلك الصنف من البشر الذى يجيد امتصاص المعلومات وتمثيل التجارب بداخله. فقد عاين كيف تعامل «عبدالناصر» مع الرؤوس التى حاولت أن تعامله نداً لند، فآثر أن يُخفض رأسه قليلاً، فى سبيل البقاء والاستمرارية. وقد علت أسهمه لدى «عبدالناصر» بشكل ملحوظ بعد نكسة يونيو 1967، حين دعّم موقفه فى الصراع الذى نشب مع عبدالحكيم عامر، وأصر معه على ضرورة التخلص من «عامر» كقائد مهزوم. «السادات» أيضاً هو من قاد أعضاء مجلس الأمة لإثناء جمال عبدالناصر عن التنحى عن الحكم بعد 67، وذهب إليه فى بيته، ليبلغه بإصرار جماهير 9 و10 يونيو على استمراره فى قيادة البلاد. كان «السادات» شخصية واقعية إلى أبعد مدى، قادرة على استيعاب معطيات وظروف الواقع والتعامل طبقاً لها. ظل يردد اسم «عبدالناصر» طوال السنوات الأولى من حكمه، ولما انتصر فى حرب أكتوبر 1973، أحس بأنه حصل على ورقة شرعيته، فانطلق إلى العمل برؤيته الخاصة فى تشكيل المشهدين الداخلى والخارجى.
منذ ما يزيد على 25 عاماً، التقيت مع الدكتور صوفى أبوطالب، رحمه الله، وسمعت منه الكثير عن شخصية الرئيس السادات. وكان «أبوطالب» قريباً من المشهد، بحكم موقعه كرئيس لمجلس الشعب حينذاك. من ضمن ما قال لى إن «السادات كان يردّد أنه آخر فراعنة مصر». الجملة لافتة، وهى تعكس كيف كان يرى الرئيس السابق نفسه، وكيف كان يثق فى قراراته. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن «السادات» فعل الكثير من أجل هذا البلد، فهو الذى قاد معركة استرداد سيناء وأنجز العديد من المشروعات، لكن ثقته المفرطة فى عقله، وزهده فى شرح مغزى ومدلول قراراته للشعب الذى يحكمه كثيراً ما تسببا فى مشكلات خطيرة له وللبلد الذى يحكمه. تستطيع أن تستدل على ذلك من بعض القرارات الخطيرة التى اتخذها «السادات»، مثل قرار إخراج الإسلاميين من السجون وإفساح المجال العام لهم حتى يتمكنوا من القضاء على الناصريين واليساريين.
فضائل كثيرة فى شخصية «السادات» تستطيع أن تستخلصها من تحليل مواقفه قبل الجلوس على كرسى السلطة أخذت فى الاختفاء من خريطة أدائه بعد ترؤس البلاد. أبسطها أن «السادات» كان يسمع أكثر مما يتكلم قبل الحكم، لكنه تحول بعد الرئاسة إلى شخص يؤثر الكلام على الاستماع. فقد لام الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين عندما كتب عن «انفتاح السداح مداح»، ولم يسمع لوجهة نظره ووجهات نظر غيره فى التحول الاقتصادى، الذى أراد إحداثه فى البلاد، والأخطر أنه لم يبادر إلى شرح وجهات نظره للناس. فضيلة «إفهام الناس» كانت غائبة إلى حد كبير عن أداء «السادات». بعد الوصول إلى الحكم أصبح الرجل شديد الثقة فى نفسه، زاهداً فيمن حوله. وفى 5 سبتمبر 1981 اتّخذ قراراته الشهيرة التى لم تبقِ له على صاحب أو صديق، ولم يعد يحيط به إلا من ردّدوا معه أنه «آخر فراعنة مصر». ولحظتها جاءت النهاية.