"مزرعة العذاب".. عائلة أمريكية جمعت متشردين الشوارع لتحولهم لـ "عبيد"
"مزرعة العذاب".. عائلة أمريكية جمعت متشردين الشوارع لتحولهم لـ "عبيد"
يعرف الكثيرون الفيلم الشهير "مطب صناعي"، الذي دارت قصته حول الشاب "ميمي" الذي قدمه النجم أحمد حلمي، وقام ميمي بتجميع مجموعة من المتشردين بالشوارع، ليعملوا لصالحه في زراعة إحدى الحقول الزراعية الكبيرة، وذلك مقابل توفير مسكن آمن لهم، وعائد مادي شهريًا.
كان مجرد فيلم، وقصة مصنوعة من خيال المؤلف، لكن في الواقع هو أنه كانت هناك قصة حقيقية بالفعل، تتشابه مع قصة "ميمي"، لكن بطريقة سيئة وبشعة للغاية، حيث أنها تحولت لأشهر قصص العبودية والتعذيب في العصر الحديث.
ففي فترة السبعينيات من القرن الماضي، شهدت ولاية "تكساس" الأمريكية، سكن عائلة كبيرة بها عرفت بعائلة "اليبراخت"، كانت تعمل بمجال الزراعة منذ عشرات السنين، وفي تلك الفترة شهدت العائلة نقصًا شديدًا في الأيدي العاملة، ولم يكن لديهم ما يكفي من أموال لاستئجار العمال.
فقرر صاحب المزرعة الجَد "والتر اليبراخت" وابنه وحفيده الكبير، جمع المتشردين من شوارع الولاية ليلًا، ووضعهم في شاحنة كبيرة، وإغرائهم بتقديم المال والغذاء والسكن الآمن، مقابل عملهم في أراضيهم الزراعية التي تبلغ مساحاتها فدادين، وفقًا لما ذكر موقع findagrave.
وسرعان ما تحولت الوعود إلى أساليب تعذيب، وحرمان لمدة ساعات من الماء والطعام، والقيام بضرب العمال خلال عملهم، حتى المسكن كانوا يسكنون المتشردون مع الخيول داخل "الإسطبلات"، ولم تتوفر لهم حمامات، فكانوا ينامون فوق مخلفاتهم، حتى تحولوا تدريجيًا إلى "عبيد".
لقي الكثير من هؤلاء المشردين مصرعهم، وكان يتم حرق جثثهم ودفنها أسفل المزرعة الكبيرة، ولم تكترث الحكومة لأمر المتشردين أو اختفائهم من الشوارع في تلك الحقبة الزمنية بأمريكا.
وفي عام 1986، تمكن واحدًا من هؤلاء العبيد الهرب من المزرعة، والذهاب إلى الشرطة وإبلاغها عما يتعرضون له طيلة تلك السنوات الماضية، وبالفعل داهمت قوات الشرطة المزرعة، حيث تم العثور على تسجيلات صوتية بالمزرعة، تضمن عمليات تعذيب العمال بواسطة الصعق الكهربي.
وبعد القيام بالتحقيق في تلك القضية، تم الحكم بالسجن المشدد على الأب والحفيد لمدة 14 عام، بينما حصل الجد على الحكم بالسجن 15 عام مع إيقاف التنفيذ.
