مأساة أم تعيش فى «خرابة»: فى غرفتى ثعابين وفئران.. وطاعون

مأساة أم تعيش فى «خرابة»: فى غرفتى ثعابين وفئران.. وطاعون
- غرب الإسكندرية
- محافظة الإسكندرية
- مستشفى الجمهورية
- منطقة القبارى
- مأساة أم
- غرب الإسكندرية
- محافظة الإسكندرية
- مستشفى الجمهورية
- منطقة القبارى
- مأساة أم
فى حجرة صغيرة مبنية من الأسمنت والخشب، يطل شباكها على شارع زاوية التلاوى بمنطقة القبارى غرب الإسكندرية، تعيش فتحية موسى، 66 عاماً، تحيطها الفئران الكبيرة والثعابين صغيرة الحجم والعِرس والصراصير الطائرة؛ تنهش جسدها الواهن، رغم حصولها على 5 جرعات من الأمصال المحاربة لمرض الطاعون فى مستشفى الجمهورية العام.
48 عاماً من عمرها، وهى تعيش فى هذه الحجرة، التى تحاصرها القمامة، ومخلفات الطعام من الجانبين، أما الشارع فهو خرابة كبيرة، مما أدى إلى إصابتها بمرض الطاعون: «أنا فى الصيف متبهدلة، وفى الشتاء بيختفوا، بس بيبقى فيه زبالة»، موضحة أنها حاولت شراء السم المناسب للحشرات والزواحف التى تداهمها، لكنها كانت دون جدوى. تجهش «فتحية» بالبكاء، وهى تقول: «أنا فى المنطقة دى مظلومة، واللى ساكنين حواليا فى بيوت عالية بيرموا زبالة عليا، ورغم إنى اشتكيت كتير، محدش سامعنى ولا حاسس باللى أنا فيه».
تروى «فتحية» تفاصيل الحياة المأساوية التى تعيشها: «الفئران بتهاجمنى كتير، ومرة كنت فى عز النوم صحيت على قرصة تعبان صغير، جريت بره الأوضة وأنا باصرخ إلحقونى.. إلحقونى».
وتحكى أيضاً أنها انتقلت إلى هذه الحجرة حين تزوجت من أحمد إبراهيم على، الذى كان يعمل فى «تسليك البلاعات»، وتوفى قبل 17 عاماً إثر إصابته بروماتيزم فى القلب، أنجبت منه 3 فتيات، ونجحت فى تزويج ابنتيها الكبيرتين اللتين غادرتا الحجرة، ولم يتبقَ معها سوى ابنتها الصغرى صاحبة الـ27 عاماً: «هى كمان سابتنى، وقعدت فى بيت تانى جنبنا، قاعدة مع ست كبيرة بتراعيها».
ابنتها الثالثة، الحاصلة على مؤهل متوسط، قررت الخروج من الغرفة للسكن فى شقة بمنزل قريب من حجرة أمها، وذلك منذ أن كانت طفلة؛ لتتولى تربيتها أم أخرى، تناديها بـ«الحاجة». وتضيف «فتحية»: «بنتى بتنزل كل يوم تطمن عليا، وهى متابعانى وبتخدمنى». مؤكدة أنها فضلت أن تعيش ابنتها فى مكان أفضل مع أم أخرى، وليس معها من يرعاها بعد زواج بناتها وانشغالهن بأسرهن الجديدة: «عيشتها بره الأوضة دى أرحم لها 100 مرة، ونفسى أجوزها وأفرح بيها».
لا تتمنى «فتحية» سوى شقة آدمية من محافظة الإسكندرية لتعيش فيها ما تبقى من عمرها: «أزواج بناتى أرزقية، ويادوب اللى معاهم مكفيهم، محدش بيدى حد حاجة»، موضحة أنها تتقاضى معاشاً قدره 325 جنيهاً شهرياً، يكفى بالكاد شراء احتياجاتها: «عايشة على القد قوى، الفلوس مقدور عليها، لكن العمر مش بعزقة».
داخل الغرفة بمحتوياتها المبعثرة