د. فاروق الباز: منظومة التعليم الجديدة فى مصر جيدة.. وسأضع ملاحظاتى عليها قريباً

08:44 م | الثلاثاء 18 ديسمبر 2018

قال العالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، إنه يعتقد أن منظومة التعليم الجديدة بمصر جيدة، مشيراً إلى أنه سيدرسها قريباً ويضع ملاحظاته عليها، مؤكداً أنها الطريق الوحيد إن أردنا تحقيق نهضة حقيقية. وأشار «الباز»، خلال حواره لـ«الوطن»، إلى أن «الفترة الماضية» التى مرت بها مصر كانت مرحلة «الخيابة»، حيث ساد الضعف كافة المجالات. وإلى نص الحوار:

ما تقييمك لمنظومة التعليم الجديدة التى بدأت مصر فى تطبيقها مؤخراً؟

- استمعت إلى تفاصيلها مؤخراً من الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، وانطباعى الأول أنها جيدة للغاية ويجب دعمها، وسأدرسها قريباً وأضع ملاحظاتى عليها، وأؤكد أنه كان من الضرورى أن يتم تغيير منظومة التعليم السابقة التى تسببت فى هز ثقة الدولة والتراجع المصرى فى مجالات عدة، لتسبّبها فى حدوث انتكاسة تعليمية، ما تطلب تغيير الاستراتيجية من التلقين للفهم والممارسة، وهذا مهم جداً إذا أردنا تحقيق نهضة علمية واقتصادية غير مسبوقة، كما أن الاهتمام بالتعليم هو السبيل الوحيد للارتقاء بالمجتمع والمواطن وتحقيق رغدة معيشية للجميع.

{long_qoute_1}

ما تقييمك لمستوى التعليم الفنى حالياً؟

- التعليم الفنى قديماً كان جيداً جداً، وكانت له مكانة متميزة داخل المجتمع، إلا أن النظرة الدونية له حالياً ظهرت بعد مشكلات التعليم العادى فى خمسينات القرن الماضى، وأعتقد أننا بحاجة إلى إصلاح اجتماعى حالياً للنهوض بالتعليم بعد أن أصبح المدرس يبحث عن فرصة لحصد مزيد من الأموال بعد أن كان مسخراً حياته قديماً للعلم فقط، وحينما سافرت لأمريكا لاستكمال دراستى كنت بنفس المستوى الثقافى والعلمى الذى كان عليه الطلاب هناك، حيث كانت العلاقة بين المدرس والطالب بمصر تسودها المودة والاحترام خلال تلك الفترة، وكان كل معلم على دراية وعلم بحالة الطلاب ومستواهم التعليمى وكان يوجد تعليم حقيقى قائم على الفهم والإكرام، أما الآن فهذه العلاقة متغيبة فى التعليم المصرى مما أدى إلى ضعف العملية التعليمية، وانخفاض مستوى الطلاب، وهو ما يستلزم القيام بإصلاح جذرى لمنظومة التعليم.

{long_qoute_2}

ما آخر أخبار مشروع «ممر التنمية»؟ وهل سيتم البدء فى تنفيذه قريباً؟

- أعتقد أننى قد أموت، قبل أن أرى «ممر التنمية»، فالدولة حالياً تنجز المشروعات قصيرة المدى، وممر التنمية من المشروعات «طويلة المدى»، كما أن تكلفته حالياً ستبلغ مبالغ فلكية، ففى عام 1985 قدمت إحدى الشركات الأمريكية دراسة جدوى لتكلفة إنشاء الممر بلغت نحو 6 مليارات دولار، على أن يتم تنفيذه خلال 10 سنوات، وفى عام 2007، قدمت وزارة التخطيط دراسة جدوى أخرى بلغت تكلفة إنشائه بها نحو 37 مليار دولار، وأعتقد أن تكلفته حالياً ستتكلف أكثر من هذا المبلغ بكثير، وما زلت أؤكد أنه أحد المشروعات العملاقة التى ستنقل مصر نقلة اقتصادية وحضارية كبيرة، وتمثل جامعة أسوان الواقعة فى البر الغربى من نهر النيل نواة حقيقية لممر التنمية فى مصر، وأدعو جميع الجامعات فى الصعيد لأخذ نفس مسارها، وأعتقد أن الدولة ستنجزه فى فترة مقبلة.