رئيس المجمع اللغوى: لا يوجد بلد فى العالم يدرس العلوم بغير لغته إلا مصر.. واستحداث امتحان «العربى» على غرار «التويفل»

رئيس المجمع اللغوى: لا يوجد بلد فى العالم يدرس العلوم بغير لغته إلا مصر.. واستحداث امتحان «العربى» على غرار «التويفل»
- مجمع اللغة العربية
- اليوم العالمى للغة العربية
- حسن الشافعى
- اللغة العربية
- حماية اللغة العربية
- لغة الضاد
- مجمع اللغة العربية
- اليوم العالمى للغة العربية
- حسن الشافعى
- اللغة العربية
- حماية اللغة العربية
- لغة الضاد
قال الدكتور حسن الشافعى، رئيس مجمع اللغة العربية، إن «مصر لها السبق والريادة فى سن القوانين لحماية اللغة، وآخرها قانون النهوض باللغة العربية الذى تقدمت به النائبة سولاف درويش للبرلمان، والذى لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وضعها لصون اللغة، ومواجهة تحدياتها، وعلاج مشكلاتها».
وأكد «الشافعى»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه «لا نهضة ولا تنمية إلا بتنمية لغوية وافية للأصول متفتحة على منجزات العصر». وإلى نص الحوار:
ماذا عن جهود مجمع اللغة العربية لحماية اللغة من التحديات التى تواجهها؟
- الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، الذى يوافق 18 ديسمبر سنوياً، مناسبة مهمة لكل عربى، وحمايتها لم تُعد مسئولية مجمع معين أو جامعة بعينها، بل أضحت مسئولية مجتمع بكامله، والشعب المصرى باعتباره الصفوة الرائدة فى مجال الفكر العربى يشعر بضرورة العمل على حمايتها مما يهددها من أخطار، وقام المجمع بجمع قوانين حماية اللغة العربية منذ 1988 وحتى 2008، وتم دراستها، ثم أضفنا بعض النصوص المقترحة، والتى فرضتها علينا التحديات الكبيرة التى تواجه لغتنا الفصحى فى الفترة الحالية، لنخرج بقانون النهوض باللغة العربية والذى يعالج كل تحديات.
{long_qoute_1}
هذا القانون فرض عقوبات تصل لـ10 آلاف جنيه.. ألا ترى أن فى ذلك مبالغة؟
- نعلم أن العقاب ليس هو الحل الأمثل لعلاج هذه القضية، لكن الحل الذى نؤمن به -بعيداً عن العقوبات- هو إقناع الأجيال الشابة بأهمية هذه اللغة، وضرورتها كونها هويتنا، وأنه لا نهضة ولا تنمية على كافة الأصعدة إلا بتنمية لغوية وافية للأصول والقواعد المحكمة متفتحة فى الوقت نفسه على منجزات العصر، وطفراته المعرفية وآليات التقنية.
أعلن حاكم الشارقة سلطان القاسمى عن إنشاء «المعجم التاريخى».. كيف ترى ذلك؟
- بالفعل، أعلن حاكم الشارقة خلال العام الماضى، عن إنشاء «المعجم التاريخى»، بهدف النهوض والارتقاء باللغة، وخدمتها والحفاظ عليها للأجيال المقبلة، ونُظم لكى يصدر عن اتحاد المجامع اللغوية العربية باعتباره عملاً قومياً، فينبغى أن يصدر على الصعيد القومى، وبالنسبة لهذا المشروع نهض مجمع القاهرة بأمرين، إعداد المنهج العلمى اللازم، وكذلك إعداد قائمة بالمصادر الأساسية التى ستصنع منها المدونة اللغوية التى منها يصنع المعجم التاريخى، فأصبحت البنية الأساسية أو المتطلبات للشروع لهذا المعجم جاهزة وكل ما فى الأمر أن يتم التمويل لصناعة المعجم أولاً ثم لطبعه وإصداره وهذا ما تكفل به الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ما دور المجمع اللغوى فى الحد من دخول المصطلحات الدخيلة على اللغة العربية؟
- كلمة «الدخيل» كلمة عامة، والمصطلحات عبارة عن كلمات «لغوية اصطلاحية فنية» تعبر عن معانٍ علمية محددة، لكنها ظهرت فى بيئة أخرى غير العربية، وهذا هو العمل الأساسى للمجمع، وهو أن لدينا أكثر من 30 لجنة علمية وهو ما لا يوجد فى أى مجمع آخر وتتبع الكلمات الجديدة الفنية الاصطلاحية التى هى لغة العلم، والتى تتجدد بشكل مستمر يومياً، ونحن ننقلها للغة العربية، وأحياناً نأتى بالمقابل العربى القديم، وأحياناً نتصرف من الصيغة الأجنبية، بحيث توافق اللسان العربى، وهو ما يسمى بالتعريب، وليس الترجمة، وأحياناً نتصرف على أى نحو ممكن بحيث تتابع اللغة العربية اللغة العلمية العالمية ونرتبط بمستوى الأبحاث الراهنة الآن بالعالم، ومن الدخيل ما هو فاسد ومخلوط باللغة العامية أو بلغات أخرى كلغات الشباب المعاصرين، ومثل هذا الدخيل نحن نقاومه ونحاربه ونحاول إصلاحه، والدخيل قسمان: قسم نتسلط فيه ومن واجبنا أن نتبناه أحياناً أو أن نترجمه وندخله فى اللغة العلمية العربية حتى يعود العلم ونتكلم العربية، كما كان فى الماضى والجزء المخالف لقواعد اللغة وقوانينها، وقد أصدر المجمع كتاب «قل ولا تقل» والذى يبين ما يمكن استخدامه من هذه الكلمات الجديدة ويصلح ما هو فاسد وينبغى تركه، وهذا الكتاب يهم الإعلاميين بوجه خاص، لأنهم الذين يتوسطون بين المجامع العلمية والقارئ والمثقف العربى.
{long_qoute_2}
ماذا عن تعريب العلوم فى الوقت الحالى؟
- تعريب العلوم من حق مصر فى التطور العلمى والمشاركة فى الحركة الحضارية والإنسانية حيث إن مصر ليس بلداً عادياً ونظراً لأنه لا يوجد بلد فى العالم كله يدرس العلوم بغير لغته إلا نحن فى مصر وبعض البلاد العربية، ولذلك ندعو إلى دراسة اللغة الإنجليزية ولكن لا نقر التدريس بها. الإنجليز أنفسهم يدرسون اللغات الأخرى، ولكن يدرسون بلغتهم. فكل العالم يتمسك بلغته إلا مصر والدول العربية، فهى لديها «عقدة الخواجة»، ولكن سوريا مثلاً تدرس الطب والعلوم جميعها باللغة العربية وذلك منذ عام 1950، أما الطالب بمصر فهو يعد هجيناً ولا يجيد الإنجليزية كما يجب، وإنما هى تعد خليطاً بين العربى والإنجليزى، وهذا سبب تخلفنا فى المجال العلمى، ولقد ثبت علمياً أن المرء لا يستطيع الإبداع إلا فى لغته الأم «اللغة القومية».
ما الأدوار الأخرى التى يقوم بها مجمع اللغة العربية حالياً بخلاف اقتراح القانون؟
- المجمع أصبح لا ينتظر أن يأتى إليه الناس ولكنه يسعى إليهم ويلتقى بهم فى منتصف الطريق، فقد أعددنا برامج لتدريب القانونيين المصريين فى الهيئات القضائية المختلفة وذلك متابعة لجهود سابقة بدأت منذ التسعينيات فى القرن الماضى، بتدريب مصححى الصحف وموظفى الدولة من الكوادر القيادية وغيرهم، وإذا صدر القانون المشار إليه آنفاً سيكون من شروط التعيين فى الوظائف بالدولة وكافة قطاعاتها المختلفة اجتياز امتحان يسمى شهادة «الكفاءة اللغوية»، ونحن نعمل على إعداد هذا الامتحان كسائر اللغات الأخرى، مثل شهادة اللغة الانجليزية «التويفل»، وهذا يعد مستوى أساسياً لمعرفة اللغة وليس من الضرورى إجادتها، فإجادة اللغات المختلفة أصبحت شرطاً فى جميع بلاد العالم.