«يا أبوكرش.. يا عِجل» سهام «التنمر» تغتال الصغار

08:54 م | الأحد 16 ديسمبر 2018

«يا أبوكرش، يا عجل».. كلمات قاسية يطلقها البعض على الأطفال البدناء فتقع على مسامعهم كالصاعقة وتخسف بهم الأرض ويتمنون لحظتها أن تنشق وتبتلعهم وهم فى طريقهم يومياً من وإلى المدرسة أو إلى الدروس الخصوصية، الأوزان الزائدة وظهور «الكروش» على الأجسام الصغيرة، والتوبيخ من أقرانهم رفع حالات التنمر وحوَّل حياة أطفال فى عمر الزهور إلى جحيم.

{long_qoute_1}

«بفضل أعيط وأشكى لربنا»، جملة بسيطة قالها جون خالد طاهر، ابن الـ14 عاماً، وهو طالب فى الصف الثانى الإعدادى بعفوية، ولكنها تفيض بالحسرة والمرارة، وتابع: «بحاول أستقبل العبارات بهزار، خاصة من تعليقات المارة فى الشارع الذين لا أعرفهم وأسكت، بس لما ببص لنفسى فى المرايا بنهار، انا حالياً بتكسف أروح الدروس عشان التريقة، ونفسى أخس عشان اتخنقت من الوضع المأساوى الذى أعانيه».

«وزنه وصل إلى 135 كجم» هكذا قالت والدته نورة جابر ووعدته بالذهاب للطبيب بعد الانتهاء من الامتحانات. وأضافت: «أخوه الكبير عنده سرطان غصب عنى بَنشغل عنه وبيصعب عليا لما يرجع زعلان، وانا حالتى النفسية سيئة بسببه، بس مش قادرة أعمل له حاجة ولا أمنع تعليقات الناس».

«وزنى حرمنى من أكتر حاجة بحبها وهى كرة القدم»، جملة قالها رائد شريف، الطالب فى الصف الأول الثانوى، بحسرة، فبعد أن حصل على المركز الثانى على محافظته فى دورى المدارس، رفضته المدرسة العسكرية بسبب وزنه الزائد ليودع الساحرة المستديرة التى برع فيها وقال: «كل حاجة كاتمة على قلبى، مكانش فيه أى نادى بيقبلنى»، حاول إنقاص وزنه الذى وصل إلى 85 كجم بالجرى كل يوم من 6 صباحاً لكن تعليقات زملائه فى المدرسة والملعب وفى الدرس والشارع كانت بمثابة خناجر مسمومة تصوب إلى جسده فتقتله نفسياً ومعنوياً، وتابع: «رُحت للدكتور مرة وأنا فى الصف السادس الابتدائى قال لى دهون متراكمة ومعرفتش أخس وقتها».

عبدالرحمن محمود، الطالب فى المرحلة الإعدادية، حالة خاصة جداً لأنه متصالح تماماً مع «كرشه» الصغير، ويمارس حياته بشكل طبيعى ولا يلتفت لتعليقات الناس وقال مازحاً: «بحب كرشى ومعرفش أعيش من غيره».