حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة.. مصرف «أم إبراهيم» بالفيوم: مصب للمجارى وبؤرة للتلوث.. والمسئولون يتجاهلون

كتب: ميشيل عبدالله

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة.. مصرف «أم إبراهيم» بالفيوم: مصب للمجارى وبؤرة للتلوث.. والمسئولون يتجاهلون

حملة «الوطن»| شرايين مصر المسدودة.. مصرف «أم إبراهيم» بالفيوم: مصب للمجارى وبؤرة للتلوث.. والمسئولون يتجاهلون

لم يعد السكوت ممكناً، بعد أن تحولت شبكة الترع والمصارف فى كل محافظات مصر إلى شرايين مسدودة بالقمامة وورد النيل والأعشاب الضارة.

وخلال كلمته فى سبتمبر الماضى، أثناء افتتاح الطريق الدائرى الإقليمى، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع بأنه يعرف حقيقة ما آلت إليه الأمور فى هذا الملف الخطير الذى يشكل عصب الحياة فى مصر. وأوضح الرئيس: لا يمكن أبداً لمسئولى الحكومة والمحافظين والأهالى أن يسمحوا بكل هذا الإهمال للترع والمصارف. وطالب الرئيس الجميع ببذل أقصى الاهتمام بتطهيرها فوراً والحفاظ عليها من التعديات. «الوطن» تفتح هذا الملف فى حملة متصلة، لتشير إلى أن شبكة الرى العملاقة التى تصل أطوالها إلى أكثر من 55 ألف كيلومتر، ما زالت تعانى من إهمال خطير.

{left_qoute_1}

سنوات طويلة قضاها أهالى قرية «تطون» بالفيوم، فى معاناة بسبب تلوث مصرف «أم إبراهيم» الكائن بنهاية القرية، الذى يعتمد عليه المزارعون فى رىّ أراضيهم رغم تلوُّث مياهه، فضلاً عن تسبُّبه فى تلوث مياه ترعة «الطاجن» حيث يصب المصرف مياهه فى مجراها، وسط تجاهل تام من المسئولين لاستغاثات أهالى القرية منذ سنوات.

إسلام فرحات، من شباب القرية، قال إن تجاهل المسئولين لاستغاثاتهم دفعهم إلى اللجوء للجهود الذاتية لتغطية ما يقارب من 200 متر من المصرف الذى يمر بالقرية، للقضاء على أزمة التلوث التى يتسبب فيها، فضلاً عن الأمراض المزمنة التى يتسبب فى انتشارها بين الأهالى: «فكَّرنا فى التبرع لتغطية جزء من المصرف المار بالقرية بسبب التلوث الصادر عنه، لأنه تحوَّل من مجرد مصرف زراعى إلى مصب للصرف الصحى للأهالى، وحينها وصلت التكلفة إلى 60 ألف جنيه، ولم تساعدنا أى جهة حكومية وقتها إلا الوحدة المحلية بالقرية، بتوفير بعض المعدات للحفر، ولدينا محطة للصرف الصحى متوقفة منذ سنوات، ولم تعمل حتى يومنا هذا، وأخبرنا المسئولون بأن تعطُّلها بسبب كابل كهرباء، وحاولنا إصلاحه دون جدوى، ولم يعمل المشروع حتى اليوم».

وأضاف عادل المناع، من أهالى القرية، أن عدم وجود خدمة الصرف الصحى جعل الأهالى يصرفون المجارى فى المصرف رغم اعتماد الفلاحين عليه فى رى أراضيهم الزراعية، فضلاً عن أن المصرف يصب فى ترعة الطاجن ويلوث مياهها، واتفق معه عصام الجندى، مهندس زراعى بالمعاش، من أبناء القرية، مشيراً إلى أن تلوث مياه مصرف «أم إبراهيم» أدى لبوار مئات الأفدنة من الأراضى الزراعية التى تروى منه، وطالب «الجندى» مسئولى «الرى» وهيئة الصرف الصحى بالمحافظة، بالعمل على حل مشكلات الصرف بالقرية وتطهير المصرف إنقاذا للأراضى الزراعية بالمنطقة من البوار.

وشكا محمد محمود، يملك 5 أفدنة على ترعة الطاجن، من تلوث مياهها بسبب مياه مصرف «أم إبراهيم»: «مياه الترعة اختلطت بالصرف الصحى من المصرف، وعلى الرغم من أن القرية لها شهرة عالمية بسبب هجرة أبنائها إلى إيطاليا للعمل، والعودة لبناء منازل على تراث إيطالى، ولكننا ما زلنا نعانى من تلوُّث ترعة الطاجن بمياه الصرف الصحى، ولا نجد حلاً حتى اليوم».

المهندس محمد صالح، مدير عام صرف غرب الفيوم، أكد أن إدارة الرى تنفذ عمليات تطهير للمصرف بشكل منتظم لرفع الحشائش والمخلَّفات، لافتاً إلى أن عمليات التطهير ليس لها علاقة بالصرف الصحى الذى يصب فى المصرف، حيث إن عمليات التطهر تقتصر على مجرد تسيير حركة المياه فى المجرى برفع أية معوقات.

وأضاف: «هذه الإشكالية تواجهنا فى الكثير من المصارف الزراعية والترع بالمحافظة، لوجود عدد كبير من القرى دون شبكة صرف صحى، وبالتالى تتلوث المصارف بمياه صرف الأهالى، وهناك خطة قومية لتوصيل شبكات الصرف الصحى لتلك القرى بالمحافظة خلال سنوات مقبلة، من أجل القضاء على مشكلتى عدم وجود الصرف الصحى وتلوث المجارى المائية المستخدمة فى رى الأراضى»، وأشار إلى أن «الرى» تُحرر محاضر للمنازل التى تصرف المجارى فى مياه المصرف، وفى القرى ذات الكثافة السكانية العالية التى توجد بها مشكلة فى الصرف الصحى لا تستطيع المديرية تحرير محاضر لهم، لأنها مشكلة عامة بالقرية، ويضطر الأهالى إلى ذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية فى تلك القرى.

فيما أوضح الدكتور بسام عزام، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إطسا، أن دور مجلس المدينة يقتصر على توفير الأراضى لإقامة محطات الصرف الصحى ومنح التصاريح للحفر فقط، أما تطهير المصارف والترع فهو مسئولية مديرية الرى بالفيوم، وشبكة الصرف الصحى مسئولية الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى.


مواضيع متعلقة