«100 مليون صحة»: «معهد ناصر» يشارك بـ24 فرقة طبية

كتب: أحمد العميد

«100 مليون صحة»: «معهد ناصر» يشارك بـ24 فرقة طبية

«100 مليون صحة»: «معهد ناصر» يشارك بـ24 فرقة طبية

على بُعد خطوات قليلة من مدخل المبنى الرئيسى لمستشفى معهد ناصر، تقف سيارة كبيرة «مينى باص» بعد أن تم تجهيزها من الداخل بـ«تروللى» ومقاعد، بينما زيّنت من الخارج بصورة دعائية لمبادرة الـ«100 مليون صحة»، التى أطلقها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، وتستهدف الكشف المبكر عن أمراض «فيروس c والسكر والضغط والسمنة»، وعلاج المصابين بها، بينما طاقم طبى مكون من صيدلى وممرض ومُدخل بيانات، يجلسون بداخلها يستقبلون المواطنين الذين يمرون ذهاباً وإياباً من وإلى المبنى الرئيسى، داعين الناس إلى الكشف المجانى والعلاج أيضاً.

{left_qoute_1}

تلفت هذه السيارة انتباه إبراهيم غالب، فلاح، 55 عاماً، يقول إنه جاء إلى المستشفى لإجراء الكشف على ظهره الذى يعانى من آلام مبرحة، يسأل أحد العاملين عنها، وعن اللافتات الدعائية لهذه الحملة، فيخبره، ليذهب إليها ويجرى الفحص فى دقائق معدودة، وتظهر النتائج سلبية، ويستكمل طريقه إلى خارج المستشفى، يعلق: «الموضوع ماخدش دقايق، شكتين فى الصوابع، وقال لى تمام، أهو الواحد يطمن على صحته برضه، كتر خيرهم إنهم عايزين يلحقونا بدرى بدرى»، مشيراً إلى أنه لاحظ الكثير من الطاولات المنتشرة فى كل مكان فى المستشفى وتجرى الفحوص لغالبية من يتردّد على المستشفى، زائراً أو مريضاً.

على أريكة عريضة مغطاة بالجلد الأسود الأنيق، تجلس ثناء عبدالمنعم جمعة، متكئة على مسند الأريكة الكبير، تنتظر دورها داخل إحدى نقاط «الإحالة» بالطابق الثانى بالمبنى الرئيسى التى تعج بالمواطنين القادمين لإجراء التحاليل وأخذ العلاج، يدور فيها نشاط محموم من صيادلة وممرضين وطواقم طبية كاملة تستقبل العشرات من المرضى يومياً، وتقدم لهم التحليل الدقيق والعلاج أيضاً، بل توقع معهم قرارات العلاج على نفقة الدولة، أو التأمين الصحى.

لم تكن المرة الأولى التى تزور فيها «ثناء»، صاحبة الـ63 عاماً، المستشفى، حيث أجرت فى المرة الأولى تحاليل أظهرت إصابتها بمرض السكرى، الذى تعانى منه منذ نحو 10 أعوام، وتتناول أدوية طوال هذه المدة على نفقتها الخاصة، لكنها أتت قبل يومين إلى المستشفى للاستفادة من هذه الحملة التى عرفتها من خلال شاشة التليفزيون، قائلة: «قالوا الكشف والعلاج مجانى من غير فلوس، فقلت آجى يكشفوا لى وآخد الدوا اللى باصرف عليه كتير، وساعات مش بالاقيه، وبالذات دوا الضغط، وأهو البلد بتحاول تهون علينا الغلا اللى إحنا عايشينه وبتقف مع الغلبان، ربنا يكرمهم». تُثنى «ثناء» على الحملة بشكل كبير، فهى لم تكن تصدق أنها ستحصل على الأدوية، التى تتعب فى توفير سعرها بشكل مجانى، لتزيل الحملة من على عاتقها هم توفير الأدوية، موضحة أنها أجرت التحليل الدقيق، وتنتظر نتيجته، لتدخل إلى الطبيب المختص، لتحصل على تقرير بالأدوية التى ستُصرف لها بشكل مستمر. على بُعد بضعة أمتار، وأمام صيدلية صرف الأدوية، تخرج سيدة صبحى، 50 عاماً، ربة منزل بمنطقة الوراق، التى يفصلها عن المستشفى نهر النيل فقط، تحمل حقيبة أدوية بلاستيكية بداخلها بضع علب لأقراص معالجة لمرضى الضغط والسكر، إصابتها بمرض السكر قديمة جداً منذ 25 عاماً، لكنها أتت لتُنهى معاناتها من شراء الأدوية، وتنهى قلقها الدائم بشأن ارتفاع سعره مستقبلاً، أو عدم توافره، معلقة: «الحمد لله ده فضل ونعمة من عند ربنا، ده أنا كنت باشترى الدواء بالشريط الواحد، ربنا يكرمهم إنهم بيفكوا كربنا، الحملة دى فك كرب لينا»، لافتة إلى أن عملية الفحص وتسلم الأدوية تتم بشكل أسرع مما تصورته، قائلة: «أنا جيت من يومين عملت الفحص، طلع التحليل إيجابى، وقالوا لى تعالى علشان تقابلى الدكتور ويشوف التحاليل الدقيقة ويكتب لك على الأدوية، وجيت ودخلت قابلت الدكتور وكتب لى على الأدوية وأخدتها فى نص ساعة أهو وخارجة، ده أنا لو باكشف بس فى عيادة خاصة كنت هاقعد أكتر من كده».

وتضيف الدكتورة مروة حسن العباسى، مدير إدارة الصيدلة بالمستشفى، أن المستشفى به الكثير من النقاط التى تقدم خدمات الحملة المجانية، لكن النقطة التى توجد بها تختلف عن باقى النقاط، لأنها تعتبر نقطة إحالة تقوم بتحديد الأدوية وصرفها مجاناً، وليست فقط الكشف، وتأتى المرحلة الثانية بعد الكشف عبر باقى النقاط، وهذه النقطة أو العيادة خاصة بمرض السكر والضغط فقط، وليست خاصة بمرض فيروس «c»، من جهته، أكد الدكتور هانى راشد، مدير معهد ناصر، أن المعهد يحرص على انتفاع أكبر عدد ممكن من المواطنين بمبادرة الرئيس السيسى للكشف عن فيروس سى والأمراض المعدية، مما دفع المعهد إلى توفير قوى بشرية متمثلة فى فرق طبية مدرّبة على أعلى مستوى للخروج بها إلى الشركات والمصانع والهيئات والوزارات والنوادى ومراكز الشباب، حيث تجمّعات المواطنين المستهدفين بالمسح.

وقال مدير المعهد إن الفرق الطبية على أعلى مستوى، وتؤدى خدماتها بالمجان للمواطنين وبأعلى معايير مكافحة العدوى، مؤكداً أن مستوى الخدمة خارج المعهد لا يختلف عن الخدمة داخله، مشيراً إلى أن الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، تدعم فكرة توسيع مظلة التغطية الخاصة بالمسح فى مختلف محافظات المرحلة الأولى والثانية، وأن الفرق الطبية تعمل من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً من خلال فرق بالتناوب على العمل.

وأكدت الدكتورة مارى فيكتور، نائب المدير العام للعلاقات الخارجية، مديرة الحملة بمعهد ناصر، أن الحملة بدأت من اليوم الأول من الشهر الحالى مع انطلاق المرحلة الثانية من المبادرة، وبدأت بيوم تثقيفى حضره عدد من الأطباء والفنانين ونحو 350 مواطناً، جرى خلاله الحديث بشكل مبسط للمواطنين عن أهمية الكشف المبكر وأهداف الحملة، مضيفة أن الحملة لا تقدم فقط التحاليل، بل والعلاج أيضاً، إلى جانب تسجيل بيانات المرضى بالبطاقات الشخصية عبر مدخل بيانات، لحصر المصابين بالأمراض، ومعرفة الإحصاءات، وتوجيه المصابين إلى وحدات العلاج، وعملية الفحص تجرى فى دقائق معدودة، والنتائج الإيجابية تحتاج التأكد منها مدة من 5 إلى 20 دقيقة: وتذكر «فيكتور» أن المستشفى تنتشر به نقاط المسح الطبى حتى تكون متوافرة أمام كل المواطنين المترددين على المستشفى من مرضى وزوار، حيث إن المستشفى به 4 مبانٍ منفصلة وتغطى هذه المبانى 24 نقطة، مكونة من صيدلى وممرض ومدخل بيانات، وبها وحدة فيروسات كبدية، وهى عيادة للمريض صاحب التحاليل الإيجابية، ووحدة إحالة كاملة منفصلة ومخصّصة لمرضى المبادرة، موضحة أن الحملة مستمرة فى أيام العطلات، حتى تسمح للمواطنين الذين يتعذّر حضورهم بقية أيام الأسبوع.

 


مواضيع متعلقة