حملة "الوطن"| «بحر سيف» بالغربية: ترعة بلا مياه.. والرى من «المصارف»

كتب: رفيق محمد ناصف

حملة "الوطن"| «بحر سيف» بالغربية: ترعة بلا مياه.. والرى من «المصارف»

حملة "الوطن"| «بحر سيف» بالغربية: ترعة بلا مياه.. والرى من «المصارف»

لجأ مزارعو كفر الزيات بالغربية إلى مياه المصارف لرى محاصيلهم الزراعية، بعد توقف مياه الرى عن الوصول إلى نهايات الترع، ومنها ترعة «بحر سيف» العمومية، التى تنبع من بحر شبين، وتمر بعدد من قرى محافظتَى المنوفية والغربية بطول 36 كيلومتراً، وصولاً إلى قرية «ديما» فى كفر الزيات، وسط تبادل للاتهامات بالمسئولية بين الأهالى و«الرى».

فتوح عمارة، أحد أهالى قرية «قصر بغداد»، أكد أن ترعة «بحر سيف» تروى أكثر من 1000 فدان، وتمر على 4 قرى فى الغربية و5 قرى فى المنوفية، مشيراً إلى أن المياه لا تصل لنهاية الترعة، ما أدى إلى تلف المحاصيل وبوار الأراضى: «أرضنا من أجود أنواع الأراضى الزراعية الخصبة.. تقع وسط الدلتا ومش عارفين نزرعها، مياه المصارف قللت خصوبة التربة والترعة تحولت إلى ممشى بعد جفافها».

وأضاف صلاح الفقى، مُزارع، أن المحاصيل تتلف بسبب عدم استخدام مياه النيل فى الرى، واستخدام مياه المصارف والآبار الجوفية، ما يتسبب فى إصابتهم بالأمراض بسبب مياه المصارف الملوثة: «عارفين إن مياه المصارف كلها كيماويات وعناصر خطرة ومسببة للأمراض لكن ما باليد حيلة، مانقدرش نقف نتفرج على المحصول وهو بيموت».

{long_qoute_1}

«بعض المزارعين لجأوا إلى الآبار الارتوازية، بإنشائها على رأس الأرض كوسيلة بديلة لرى المحاصيل»، قالها سعيد صابر، مزارع، مشيراً إلى أن إنشاء تلك الآبار مكلف للغاية حيث تتخطى تكلفة البئر الواحدة 15 ألف جنيه، لكن ضررها للتربة الزراعية أكثر من نفعها، فهى تزيد من نسبة الأملاح، وتضعف خصوبة وجودة التربة الزراعية، ورغم تلك الأضرار فإنها أخف بكثير من أضرار مياه المصارف، موضحاً أن هناك مزارعين غير قادرين على إنشاء تلك الآبار، ما يضطرهم لاستخدام مياه المصارف الزراعية فى رى الأراضى.

وأوضح صبرى عايد، من أهالى القرية، أن المزارعين تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين فى «رى الغربية»، وتمت مخاطبة مديرية الرى أكثر من مرة، ودائماً ما يأتى الرد بأن ترعة «بحر سيف» تابعة لرى شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، وليس محافظة الغربية، وهو ما جعل أصحاب الأراضى فى حيرة. ولفت محمد إبراهيم، مزارع بقرية «قصر بغداد»، إلى أن الترعة تحولت إلى مأوى للحشرات والفئران ومقلب للقمامة ومكان لانبعاث الروائح الكريهة، ما جعلها مصدراً للأوبئة والأمراض للقاطنين بالقرب منها: «الأهالى تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين فى رى الغربية، ودائماً ما يكتفون بوعود زائفة لحل المشكلة دون تحرُّك ملموس».

مصدر مسئول بمديرية رى الغربية كشف أن ترعة «بحر سيف» تعانى من عدم وصول المياه لنهايتها. وأوضح المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، أنهم دائماً يعملون على تطهير الترع بشكل دورى وليس ترعة بحر سيف فقط، وحالياً يتم إنشاء محطة رفع على مصرف «تلا العمومى»، بجوار ترعة طنطا الملاحية، بهدف رفع مياه بنسب معينة وخلطها مع مياه الترعة لحل مشكلة عدم وصول المياه فى قرى «ديما، وقصر بغداد، وكفر الأشقر، وأدشية»، وفى الوقت نفسه لا تؤثر على صلاحية المياه فى الترعة.

وقال المهندس سمير عمار، مسئول «رى قبلى كفر الزيات»، إن الترعة يبلغ طولها 36 كيلومتراً، بداية من بحر شبين فى محافظة المنوفية، ونهاية بقرية ديما، فى كفر الزيات، وتعمل بنظام المناوبة بمعدل 5 أيام توجد فيها المياه، و10 أيام غير موجودة، نافياً شكوى الأهالى من عدم وجود مياه فى الترعة لمدة شهر متواصل. وأضاف أن الترعة تشهد تعديات من قبَل الأهالى، ما يتسبب فى إعاقة حركة سير المياه بالترعة رغم استمرار أعمال التطهير والصيانة: «نرفع القمامة ونطهر المجرى وبعد أسبوع تعود الترعة مقلباً للقمامة مرة أخرى».

ونوه إلى أن المسئولين فى الوزارة يبذلون جهوداً مكثفة لمحاربة انسداد الترع، سواء من خلال حملات توعية المواطنين، أو من خلال تحرير محاضر ضد مواطنين يلقون القمامة فى المجرى: «إلقاء القمامة فى ترعة بحر سيف سبب فى إعاقة حركة المياه، نحتاج نحو 24 ساعة من أجل أن تصل المياه إلى نهاية الترعة بدلاً من 12 ساعة.. الترع تحولت إلى صندوق زبالة، فأى شىء يرغب المواطن فى التخلص منه يقوم بإلقائه فى الترعة، وبالتالى المشكلة تتلخص فى سلوك المواطن، ورغم ذلك الوزارة لا تدخر جهداً فى التغلب على تلك المشكلة بتطهير الترع بشكل دائم».


مواضيع متعلقة