حملة "الوطن"| ترعة «خليج الشامى».. تروى 1700 فدان خضر وفاكهة بـ«السموم».. وسيارات «كسح» تصرف فيها

07:31 م | السبت 01 ديسمبر 2018

1700 فدان بقرى قها وسنديون وقلما بقليوب غرقت فى الإهمال والتلوث، بعد أن تحوّلت ترعة «خليج الشامى»، التى تمر بتلك المناطق إلى مصرف عمومى تُلقى فيه المصانع وسيارات الكسح مخلفات كيماوية وآدمية تسبّبت فى تلوث مياه الترعة، التى تروى مئات الأفدنة، وتُعد المصدر الأول للخضراوات والفاكهة المنقولة والمبيعة فى أسواق القاهرة والجيزة، مما يُنذر بكارثة بيئية وصحية لمستهلكى محاصيل هذه الأراضى.

المواطنون أيضاً مصدر آخر لتلويث الترعة، حيث استباحها بعضهم بتوصيل خطوط صرف صحى من منازلهم إلى الترعة مباشرة، نظراً لتأخر مشروع الصرف الصحى، فضلاً عن قيام أصحاب سيارات الكسح بصرف وإلقاء حمولتهم فى الترعة، علاوة على قيام مجموعة مصانع بصرف مخلفاتها الخطرة فى الترعة، ومنها مصنع شهير للدواجن يمتلكه أحد كبار رجال السياسة قبل ثورة 25 يناير.

وقال حسين العمرى، أحد أهالى قها: إن خليج «الشامى» بؤرة تلوث خطيرة بسبب قيام العديد من مواطنى قريتى سنديون وقلما بتوصيل وصلات صرف صحى غير شرعية بها فى مناطق كثيرة، مما تسبب فى انتشار روائح كريهة وانبعاث غازات كبريتية تتسبب فى انتشار الأمراض الصدرية وبعض حالات الاختناق لدى الأطفال وكبار السن، علاوة على كميات كبيرة من القمامة والحيوانات النافقة التى تملأ مجراها.

{long_qoute_1}

وأوضح محمود حسب الله من قرية سنديون، أن كل الأراضى الواقعة على هذه الترعة، بداية من قليوب، وانتهاءً بقها مزروعة «كرنب وبطاطس وكوسة وطماطم»، وأنواع أخرى من الخضار يتم بيعها فى أسواق القاهرة الكبرى، وتتخلل تلك المحاصيل مياه ملوثة بالأحماض والكيماويات القاتلة.

وقال محمود عبدالعزيز، مزارع: إن ترعة خليج الشامى تخترق قرى سنديون وقلما وقها وتروى 1700 فدان تحوّلت بفعل الإهمال إلى بؤرة تلوث بعد قيام العديد من مصانع قليوب وسنديون بإلقاء مياه المصانع بها، مما تسبّب فى تلوث مياهها بالبكتيريا الوبائية، التى أصابت معظم المزارعين بأمراض الكبد والفشل الكلوى.

وتقدّمت النائبة سولاف درويش، عضو مجلس النواب، ببيان عاجل بشأن تلوث الترع الموجودة بمنطقة قليوب، ومن بينها ترعة خليج الشامى الموجودة بالقرية، التى أصبحت مليئة بالقمامة، موضحة أن سيارات الكسح تلقى مياه الصرف الصحى بالترعة فى الوقت الذى يستخدمها المزارعون فى رى الأراضى، مما أدى إلى زيادة نسبة الأمراض والأوبئة والفشل الكلوى والالتهاب الكبدى بالقرية وسط تجاهل الحكومة والمسئولين.

وأشارت النائبة إلى انسداد ترع مياه الرى، ومنها ترعة خليج الشامى التى يقومون من خلالها برى أراضيهم الزراعية وعدم تطهيرها بصفة مستمرة وإلقاء المخلفات بها، مما هدد بتبوير الأراضى الزراعية، وقيام بعضهم باللجوء لاستخدام مياه الصرف الصحى فى الرى والزراعة. وأضافت النائبة فى طلب الإحاطة أنه نظراً لعدم توصيل الصرف الصحى بقرية سنديون، أقام الأهالى مواسير للصرف مباشرة على ترعة خليج الشامى، تحت سمع وبصر المسئولين.

وفى المقابل، قال طارق عواد، وكيل وزارة الرى بالقليوبية: إن المديرية تحرّر محاضر بيئية لكل مواطن يجرى ضبطه بتوصيل الصرف الصحى من منزله إلى الترعة، مضيفاً أن الرى بالاشتراك مع شرطة المسطحات والبيئة ضبط العديد من سيارات الكسح، التى تلقى مياهها فى الترعة، وتجرى مصادرتها وتغريم أصحابها.