بعد حصوله على 3 جوائز.. أهالي المدابغ يحتفون بـ"ورد مسموم"

كتب: نورهان نصرالله

بعد حصوله على 3 جوائز.. أهالي المدابغ يحتفون بـ"ورد مسموم"

بعد حصوله على 3 جوائز.. أهالي المدابغ يحتفون بـ"ورد مسموم"

يهرول من مقعده البعيد إلى خشبة المسرح بمجرد أن يسمع اسم فيلمه ينطق من لجنة التحكيم في أول قائمة الجوائز، وفى تلك المسافة التي لا تتجاوز أمتار قليلة يتذكر رحلة الخمس سنوات التي قضاها في العمل على تحفته الفنية الأولى، لم تمر سوى دقائق حتى يسمع اسمه للمرة الثانية لاستلام جائزة من لجنة تحكيم ثانية رأت في الفيلم عناصر تجعله أفضل فيلم عربي في الأفلام التي شاركت فى الدورة الـ 40 من مهرجان القاهرة السينمائي، ولكن عندما دوى اسم الفيلم ملحوقا باسمه فى القاعة الكبيرة للمرة الثالثة، كانت خطواته أسرع في الصعود للمسرح مصمما على إلقاء كلمة رغم "تحذيرات الجميع" على حد تعبيره، يهدى فيها تلك الجوائز فى المقام الأول إلى قاطني وعمال منطقة المدابغ أو كما وصفهم المخرج أحمد فوزى صالح "أهلي في المدابغ"، الذين ساعدوه في تقديم فيلمه الروائى الأول "ورد مسموم"، ليحصد 3 جوائز فى ختام مهرجان القاهرة السينمائى، الخميس الماضي.

"شكر لمن شاركونا رحلتنا الطويلة حتى وصلنا لصالات السينما في مصر، شكر من قلوبنا لكل عمال المدابغ وأهالي عزبة المدابغ وعين الصيرة الذين لولاهم ما كان هذا الفيلم أبدا"، لم يقتصر شكر مخرج الفيلم على بعض عبارات ثناء في الهواء بعد فوزه بالجوائز الثلاث أو في اللقاءات الصحفية والتلفزيونية التى يجريها، حيث أصر على أن يذهب إلى منطقة المدابع بالجوائز حتى يشهد أهل تلك المنطقة إنجازه ويسعدون به، ويحملون الجوائز التى تعتبر إنجاز لهم بشكل أو بآخر، لتنجح فى رسم بسمة على وجوههم بالرغم من الظروف غير الآدمية التى يعملون ويعيشون فيها، حيث ألقى "ورد مسموم" الضوء على جزء كبير من تلك الحياة الضاغطة التى تطحن البشر.

وأكد المخرج أحد فوزي صالح، أن عمال وسكان منطقة المدابغ، كان لهم دورا كبيرا في خروج فيلمه بهذا الشكل، قائلا: "وجدنا تعاونا كبيرا من أهل المنطقة، تعاملنا معهم بمنتهى الحب، وهم أيضا بادلونا حبا بحب، لولا مساعدتهم لنا لم يكن لهذا الفيلم أن يتم، وكان يحمل رسالة إعلاء قيمة العمل، حتى لو كان المكان بهذه الصعوبة".

يقدم الفيلم نظرة بانورامية على عالم المدابغ والعاملين وسكان تلك المنطقة، والتطرق إلى الثقافة المجتمعية، من خلال شخصية "تحية"، التي تعمل على إعالة أسرتها بمساعدة شقيقها "صقر" العامل في المدابغ، ولكن تنقلب حياتها رأسا على عقب عندما تعلم رغبته فى الهجرة، وتلجأ إلى كل الطرق الممكنة حتى تمنعه من تنفيذ قراره.

يذكر أن الفيلم حصل على 3 جوائز في ختام الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة السينمائى، جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب، أحسن فيلم عربي في المهرجان، بقيمة 15 ألف دولار، بالإضافة إلى جائزة صلاح أبوسيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، في مسابقة آفاق السينما العربية، كما يعرض الفيلم حاليا في سينما "زاوية" بوسط البلد.


مواضيع متعلقة