"مس شيطاني أم مرض جسدي؟".. كيف كان الاكتئاب في سنوات ما قبل الميلاد

"مس شيطاني أم مرض جسدي؟".. كيف كان الاكتئاب في سنوات ما قبل الميلاد
- الاكتئاب
- تشخيص
- مس شيطاني
- قبل الميلاد
- العصور الوسطى
- الاكتئاب
- تشخيص
- مس شيطاني
- قبل الميلاد
- العصور الوسطى
بين انتشار العديد من المعتقدات في عالم السحر والمس الشيطاني التي كانت تسيطر على عقول الكهنة والمفكرين بالحضارات القديمة، ذكرت بعض الروايات في الثقافات الموجودة بحضارات الإغريق، والرومان، والبابليين، والمصريين القدماء، والصينيين، أن هناك نوع من المس الشيطاني الذي يصيب الأفراد ويجعلهم منعزلين عن العالم.
وحسبما ذكر موقع "verywellmind"، انتشرت تلك الروايات في الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف تلك الحالة وعلاجها بأساليب عنيفة كالضرب، والتجويع، والقيود الجسدية، ولم يدرك أحد حينها أن هذا هو ما يعرف حاليًا بالاكتئاب.
أما بالنسبة للتشخيص الجسدي الأول في التاريخ، فإن الفضل في ذلك يعود للطبيب اليوناني "أبقراط" الذي يلقب بـ"أبو الطب"، حيث شخص حالة الانعزال التي تصيب البعض حينها أنها مرض جسدي وليس له علاقة بالمس الشيطاني، ويحدث ذلك المرض نتيجة اختلال التوازن في أربعة سوائل في الجسم وهم، "المرة الصفراء، والمرة السوداء، والدم، والبلغم".
واقترح "أبقراط" حينها أن أفضل طرق العلاج هي ممارسة الرياضة بشكل منتظم، واتباع نظام غذائي جيد.
وخلال العصور الوسطى بالقارة الأوروبية، انتشرت فكرة أن الاكتئاب أو "المنوخليا" كما كان يعرف حينها، ما هو إلا مس شيطاني، حيث كان يقوم الناس بمعالجة مرضاه، إما بالحرق، أو إغرقهم في البحار، إلى جانب أنه تم حبس العديد منهم في ملاجئ المجانين، بينما كانوا الأطباء يصرون على موقفهم والبحث عن أسباب مادية له.
بينما في خلال القرنين الثامن والتاسع عشر، الذي أطلق عليهم عصر التنوير، بدأ الأطباء يقترحون فكرة أن العدوان والاستعمارات والحروب كانت السبب الرئيسي في ذلك المرض، وطرحوا أساليب علاجية للتغلب عليه منها، التمارين، والموسيقى، والتحدث عن المشاكل مع أحد الأصدقاء أو الطبيب المعالج.
في عام 1621 نشر الباحث والكاتب الإنجليزي روبرت بيرتون كتابًا بعنوان "تشريح الكآبة"، حدد فيه الأسباب الاجتماعية والنفسية للاكتئاب وكان من بينها، الفقر، والخوف والوحدة.
كما قدم توصيات لعلاجه منها السفر، وممارسة الرياضة، واتباع أنظمة غذائية صحية، والعلاج بالموسيقى، إلى أن تم بعد ذلك تقديم العديد من النظريات على مدار السنين والإشارة لأسباب المرض وكيفية التخلص منه.