معاول الهدم تنال من «بيت مدكور باشا» الأثرى فى «الدرب الأحمر»

معاول الهدم تنال من «بيت مدكور باشا» الأثرى فى «الدرب الأحمر»
- المباني التراثية
- التنسيق الحضاري
- هدم عقار
- عقار أثري
- الطراز المعمارى
- بيت مدكور باشا
- المباني التراثية
- التنسيق الحضاري
- هدم عقار
- عقار أثري
- الطراز المعمارى
- بيت مدكور باشا
عادت يد الاعتداء والهدم لتنال من العقار رقم 13 شارع التبانة، المعروف باسم «بيت مدكور باشا» فى منطقة «الدرب الأحمر» بالقاهرة، والمصنف ضمن المبانى التراثية ذات الطابع المعمارى المميز والتابع لجهاز التنسيق الحضارى، وذلك بعد 3 أعوام من وقف حملة سابقة لهدم العقار الأثرى.
وأطلق سكان البيت استغاثات جديدة، لإنقاذ «بيت مدكور باشا» من معاول الهدم التى نجحت فى تخريب جزء منه، فيما يقف الجزء الباقى قابضاً على تاريخه الممتد إلى 600 عام، ومستعصياً على الهدم، بعد أن نجحت استغاثات السكان منذ 3 أعوام فى إنقاذ ما أمكن إنقاذه.
وفوجئ السكان بماكينات الهدم والإزالة تنخر فى أساس البيت الأحد الماضى، وتحاول هدم بعض أركانه، لكى تجبر السكان على مغادرته بالقوة، بحضور مأمور قسم الدرب الأحمر وموظفى الحى بعد استصدار قرار من رئيس الحى بهدم العقار رغم تسجيله على قوائم الطراز المعمارى المتميز.
«الوطن» التقت سكان البيت لترصد التعديات عليه، بالمخالفة للقوانين والاشتراطات التى تلزم بعدم هدمه، وآخر ما وصل إليه البيت من تخريب.
وقال أحمد سيد بدران، 60 عاماً، أحد السكان، إنه ولد فى بيت «مدكور»، ويحتفظ بالكثير من ذكريات حياته داخل هذا البيت، مشيراً إلى أن أصحاب البيت كانوا يسكنون فى الطابقين المُطليّن على الشارع حيث الواجهة، وعندما انتقلوا إلى بيت آخر، وأرادوا أن يهدموه ويخرجوا السكان لكى يبيعوا الأرض، قاموا بإشعال حريق مُفتعَل، واستمر رجال الإطفاء فى إطفائه لمدة 4 أيام، متابعاً: «بالتالى انهار الجزء الأمامى الذى تم تصنيف البيت بسببه ضمن التراث المعمارى المميز بعد ما تأكدوا أن ما يوقف هدم البيت هو هذا الجزء التراثى».
{long_qoute_1}
وأضاف «بدران» أن المبنى تم إدراجه من قبل المجلس الأعلى للآثار ضمن المبانى ذات الطراز المعمارى المتميز بمحافظة القاهرة عام 2010، كما أن البيت شهد قدوم لجنة ثلاثية من وزارة الآثار إلى البيت، وقاموا بتسجيله كأثر معمارى مميز، وأُدرج فى قرار التسجيل أن أهم ما يميز البيت هو الطابع المعمارى فى الواجهة والمدخل فى العام نفسه.
وأوضح «بدران» أن «سيدة تدّعى ملكيتها للبيت، قامت باستئجار مقاول لكى يقوم بتخريب ما تبقى من المنزل، فقاموا بإزالة النوافذ والأبواب، بالإضافة إلى انتزاع عدادات الكهرباء أكثر من مرة، وآخر تلك التعديات كانت يوم الأحد الماضى، حيث فوجئنا بموظفين من الحى ومأمور القسم وقوة من القسم، وبلدوزر وعدة الهدم فى وجود مأمور وعمال تهدم السلالم بهدف تشويه البيت وإجبارنا على الخروج منه، ولما فيه حد من وزارة الآثار يزور المكان، يقول إن البيت لا يصلح للترميم، وبالتالى يتم هدمه لمصالح شخصية، وإحنا نترمى فى الشارع».
يؤكد «بدران» أنه تم صدور العديد من القرارات من وزارة الآثار ومحافظ القاهرة بعدم هدم البيت وضرورة الحفاظ عليه لأهميته المعمارية، إلا أن ملاك العقار ومعهم القليل من المسئولين بالحى يسعون على فترات متباعدة لهدم العقار جزئياً حتى يصلوا إلى الهدم الكلى غير مبالين بقيمته التاريخية، كما أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، قام بعزل رئيس الحى بسبب البيت، و«محلب» أرسل لنا اللواء جمال السعيد وكان محافظ القاهرة وقتها، وسمع بنفسه أكاذيب رئيس الحى لذلك تم عزله».
من جانبها، قالت فاطمة إسماعيل، التى تسكن «بيت مدكور» منذ عام 1992، إنها تفاجأت أمس بمأمور القسم يطلب منها النزول وخروج أطفالها من المنزل دون سابق إخطار أو إنذار، ودون أن تستطيع إخراج أى من متاعها من المنزل، وقبل خروجها من البيت بدأت عمليات هدم السلم المؤدى إلى مسكنها كنوع من «التهديد» لها ولعائلتها.
وأعربت الدكتورة أمنية عبدالبر، عضو حملة «أنقذوا القاهرة التاريخية»، عن بالغ حزنها بعد ما حدث لـ«بيت مدكور» التراثى يوم الأحد الماضى من هدم وتخريب، قائلة: «أشعر بكثير من الحزن على ما حدث فى القاهرة خلال السبع سنوات الماضية من هدم وتخريب وإهمال للمبانى التراثية التى لا تقل أهمية عن الآثار»، مؤكدة أن «كل بلاد العالم تحرص على ترميم وصيانة مبانيها التاريخية، فضلاً عن وضع اشتراطات صارمة تلزم حمايتها والحفاظ عليها، كما تعيد بعض الدول استخدام تلك المبانى بالشكل الذى يليق بها، وهو ما نجد عكسه فى مصر».
وفى السياق، أكد المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، أن «واجهة بيت مدكور تعرضت لانهيارات جسيمة فى 2015، ولجنة الحصر التابعة للجهاز أخرجته من قوائم الحصر، والجزء الآخر من البيت مصنف ضمن المبانى ذات الطراز المميز». وشدد رئيس جهاز التنسيق الحضارى على أن «الجهاز أبلغ الحى رسمياً بأن العقار مسجل ولم يرفع من قوائم الحصر، لذلك تم إيقاف الهدم أمس الأول، وما حدث يسأل عنه الحى، وليس الجهاز».