«عالمة نابغة».. عقيلة صالح: أنشأت أكبر مركز لسلامة الأغذية لتفادى «عيوب الروتين»

كتب: آية صلاح

«عالمة نابغة».. عقيلة صالح: أنشأت أكبر مركز لسلامة الأغذية لتفادى «عيوب الروتين»

«عالمة نابغة».. عقيلة صالح: أنشأت أكبر مركز لسلامة الأغذية لتفادى «عيوب الروتين»

فى صالون منزلها عقب صلاة الجمعة، يتجمع الأهل والأصدقاء، تعم الجلبة المكان، يتزاحم المدعوون داخل المطبخ المحتشد بألوان وصنوف الأطعمة الشهية، يتعاونون فى الطهى، وتتبعثر الحلل والصوانى فى الأرجاء، فى المنتصف تجلس «ماما عقيلة» كما ينادونها باستمرار، ترتدى نظارتها الطبية، تجتمع بالأحبة فى عزومة عائلية تسلى بها وقتها بعيداً عن العمل الذى يبتلع 80% من وقتها.

{long_qoute_1}

تجلس فى ركنها المفضل، وتستعيد رحلة مهنية طويلة تمكنت خلالها من تحقيق عدد من أهدافها التى خطتها بيديها: «بعد التخرج فى كلية الزراعة جامعة القاهرة قررت إكمال الدراسة والحصول على ماجستير صحة عامة وتغذية إنسان، لم أجد حينها الإمكانيات اللازمة لإتمام أبحاثى، فسافرت الدنمارك على نفقتى الخاصة لإجراء بحوثى وحصلت على الدكتوراه فى النهاية من جامعة القاهرة، ثم نجحت بعدها فى تأسيس المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف، وهو أكبر مركز بحثى مصرى يهتم بسلامة أغذية الإنسان وأعلاف الحيوان وتابع لمركز البحوث الزراعية».

تعتبر سفرها إلى الدنمارك نقطة تحول عظمى فى حياتها: «رأيت الفارق بيننا فى مصر وبين الآخرين فى الخارج، لديهم نظام يساعدهم على التألق علمياً، وتتلخص الفروق الجوهرية فى شيئين، أولهما تعقد الإجراءات الروتينية، فبيروقراطية الإدارة فى مصر مرهقة، للحصول على قطع غيار مثلاً يتطلب الأمر الكثير من الموافقات وصبراً يتخطى الشهور، لكن فى الخارج كنت أطلب احتياجاتى بالتليفون من السكرتارية فتصلنى فى اليوم التالى، وثانى العوامل المميزة للغرب هو النواحى المالية، فحتى الآن لا يوجد تمويل كافٍ للبحث العلمى، وذلك هو التحدى الأكبر».

{left_qoute_1}

بعد عودتها من الخارج عكفت على تحقيق حلمها بإنشاء مركزها البحثى: «نجحت فى بدء المشروع بتمويل مصرى دنماركى فى غرفة صغيرة تحتوى على ثلاثة أجهزة بسيطة، وحاولت تفادى عيوب الروتين الحكومى بالحصول على رخصة ليتبع المركز لائحة إدارية ومالية مستقلة». حاولت تطبيق ما تعلمته فى الدنمارك من تمويل المراكز البحثية لنفسها ذاتياً: «أصبحنا نقدم خدمات مدفوعة الأجر ليُصرف منها على المعامل، ونقدم خدماتنا لشركات ترغب فى إجراء بحوث معينة، وجهات تستعين بإمكانيات المعمل لأهداف بحثية أو إحصائية أو بغرض جمع بيانات، وشركات أعلاف تُجرى اختبارات دورية على عينات من منتجاتها، بالإضافة إلى الجامعات والمراكز البحثية المفتقرة للإمكانيات، ومربى الحيوانات، فى فحص أعلافهم المستوردة». بمرور الوقت توسع المركز وأصبح صرحاً كبيراً يمول نفسه ذاتياً بنسبة 100%، أصبح مسئولاً بصفة رسمية عن مراقبة الجودة والرقابة لكل من العلف المصنّع وخامات الأعلاف المستوردة أو المصنّعة محلياً، وحصل على شهادة الاعتماد الدولى من الوكالة الأمريكية لاعتماد المعامل عام 2002، تجدد كل عامين.

38 عاماً قضتها «عقيلة» فى البحوث الغذائية منذ عودتها من الدنمارك: «أهلى كانوا غاضبين دوماً من تغيبى المستمر عن المنزل، طوال الوقت فى العمل وأوقات لقائنا قليلة جداً»، فى عام 2007 أنشأت مركز معلومات الأمن الغذائى وأصبحت المنسق العام بالتعاون مع كافة الوزرات المعنية بالغذاء ممثلة بلجنته التنسيقية: «يتلخص دوره فى تجميع معلومات الأمن الغذائى، خاصة فى محافظات الصعيد ذات المستويات الدنيا على المقياس، وهى أسيوط وسوهاج والأقصر وأسوان وبنى سويف. والأمن الغذائى لا يقتصر معناه على توافر الغذاء، لكن توافر الوعى لدى الناس بما يحتاجونه من الأغذية».

اكتشفت من خلال أبحاثها نقص عناصر غذائية معينة فى بعض محافظات الصعيد كالحديد والزنك، ما ترك أثره فى سوء نمو الأطفال وإصابتهم بالأنيميا».


مواضيع متعلقة