بريد الوطن| متى نعيد غسل الأدمغة؟

بريد الوطن| متى نعيد غسل الأدمغة؟
لقد اهتزت مصر والعالم بما حدث فى المنيا، التى قتل فيها أناس آمنون ذهبوا إلى دير ليعيشوا يوماً روحياً ويعودوا سالمين إلى بيوتهم، فخرج عليهم إرهابيون جبناء وبدم بارد وبكل وحشية يقتلون نساء وشباباً وأطفالاً، ليعيش المصريون والعالم فى حزن والدموع والأسى والغم والغيظ داخل كل بيوت المصريين حتى الآن.. الدول العربية تنفق المليارات من أموال الشعوب بالإضافة إلى الملايين التى ينفقها الشعب نفسه من قوته اليومى من أجل الدين.. فتبنى دور العبادة فى كل مكان ويتسابق أتباع كل دين فى الانتشار ويتباهون بذلك، وننفق المليارات لإنشاء الجامعات والمعاهد الدينية لتخريج الآلاف من رجال الدين لخدمة الدين وكذلك الملايين على البرامج الدينية فى الراديو والتليفزيون لكى تقدم الفتاوى لحل المشكلات، تلك المشاكل التى تؤرقه وتسرق منه السلام وتدخله فى حلبة الصراع بين الحلال والحرام حتى بات مقتنعاً أن الحلول العلمية حرام!! والسؤال هل هذه التكاليف الباهظة ساعدت فى بناء الإنسان العربى الخلوق المبدع؟! هل ساعدته فى الوصول إلى الحالة المثالية من التدين العاقل؟! الإجابة بكل تأكيد لا وألف لا.. لقد شغل نفسه بالمظهر وليس الجوهر، ولم يتصالح بعد مع نفسه كإنسان فهو يعيش معها فى حالة خصومة، المطلوب من العلماء الأجلاء أن يعلموا الناس أن المحبة هى المفتاح الوحيد للجنة وليس قتل الأبرياء، علموهم أن الطريق إلى الجنة ليس فى المظاهر الدينية إنما فى نقاوة الضمير وعفاف البصر وإتقان الأعمال، والخلاصة «من لا يحب أخاه الذى يراه لا يمكن أن يحب الله الذى لا يراه».
سامح هابيل - محام بالنقض – أسيوط
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com