حكاية شبح رجل "يتجول داخل المتحف" في نيويورك

كتب: إسراء حامد

حكاية شبح رجل "يتجول داخل المتحف" في نيويورك

حكاية شبح رجل "يتجول داخل المتحف" في نيويورك

في هذا التاريخ 2 فبراير 1870 تم كشف النقاب عن واحدة من أعظم الخدع في التاريخ الأمريكي لتكون فقط مجرد مزحة وعملية احتيال متتالية.

تم الكشف لأول مرة عن Cardiff Giant وهو "رجل متحجر" يبلغ طوله 10 أقدام في 16 أكتوبر 1869 من قبل عمال حفروا بئر في كارديف، نيويورك.

وتصدر الاكتشاف عناوين الأخبار حول العالم.

كان Cardiff العملاق من تصميم تاجر الدخان في نيويورك يدعى جورج هال، ليشير إلى وجود عمالقة عاشوا على الأرض.

 واستأجر هال عمالا لتصميم كتلة من الجبس يبلغ طولها 10 أقدام في فورت دودج، وأخبرهم أنها كانت مخصصة لنصب أبراهام لنكولن في نيويورك.

شحنت الكتلة إلى شيكاغو حيث اشترى إدوارد حجارة ألمانية لنحتها على هيئة رجل، وتم استخدام الأحماض المختلفة لجعل العملاق يبدو وكأنه قديم ومتعرض للتلف، وضرب سطح العملاق بإبر حياكة فولاذية مدمجة في لوح لمحاكاة المسام.

في نوفمبر 1868، تم نقل العملاق عن طريق السكك الحديدية إلى مزرعة ويليام نيويل، ودفن العملاق وكان قد أنفق أكثر من 2500 دولار على الخدعة، واستثمر ساعات لا تحصى من الوقت في سبيل ذلك.

بعد عام تقريباً، استأجر نيويل جدعون إيمونز وهنري نيكولز  لحفر بئر، وفي 16 أكتوبر 1869 وجدوا العملاق، هتف أحد العمال، بحسب ما ورد "هندي قديم قد دفن هنا!"، تم سحب العملاق المذهل من الأرض وكان "اكتشاف" العناوين الرئيسية للصحف.

أقام نيويل خيمة فوق العملاق وحصل على 25 سنتًا للأشخاص الذين أرادوا رؤيتها، وبعد يومين، رفع السعر إلى 50 سنتًا.

جاء الناس من كل حدب وصوب حريصين على مشاهدة العملاق المتحجر، فهو يعد دليلا على أن العمالقة في الكتاب المقدس موجودين بالفعل.

وعلى الرغم من تجمهر الحشود لرؤية العملاق، أعلن علماء الآثار أنها غير حقيقية حتى أن بعض الجيولوجيين لاحظوا أنه لا يوجد سبب وجيه لمحاولة حفر بئر في المكان المحدد الذي عثر فيه على العملاق.

في النهاية، باع هال نصيبه من التمثال العملاق بمبلغ 23 الف دولار في نيويورك لأحد المعارض، وقام بطلب من عامل أن يصنع نموذجًا للعملاق سرًا من الشمع نسخة طبق الأصل حيث وضعه في معرض نيويورك، مدعيًا أنه كان عملاقا حقيقيًا.

رفع هانوم دعوى على بارنوم لدعوته أن عملاق غير مزيف، لكن القاضي أخبره أن يجعل عملاقه يقسم على صدقه في المحكمة إذا أراد إصدار أمر قضائي.

في 10 ديسمبر1869، حكم القاضي بأنه لا يمكن مقاضاة بارنوم بسبب وصفه عملاق بأنه غير زائف.

صدق أو لا تصدق، حتى بعد أن تم الكشف عن أن كاردف العملاق كخدعة يتبعها عدد من الخدع المماثلة الأخرى، في عام 1876 ، ظهر عملاق جديد يدعى  The Solid Muldoon في Beulah في كولورادو، وعرض بـ 50 سنتًا كرسوم لمشاهدته.

كان هناك أيضًا شائعة بأن بارنوم عرض شرائه بمبلغ 20 ألف دولار، نقلًا عن american huntings.

وفي وقت لاحق، كشف أحد أرباب العمل عن أن هذا كان أيضًا تصميم لجورج هول بمساعدة ويليان كونانت، صُنع من الطين، وعظام الأرض، والغبار الصخري.

في عام 1897 ادعى البعض أن رجلًا متحجرًا عثروا عليه في اتجاه النهر من فورت بينتون، مونتانا، ليكون رفات الحاكم السابق للأراضي والجنرال الأمريكي توماس فرانسيس، كان قد غرق في نهر ميسوري في عام 1867، تم عرض الرجل المتحجر عبر مونتانا في نيويورك وشيكاغو.

لا يزال Cardiff العملاق موجودًا اليوم، ظهر في معرض عموم أمريكا عام 1901، لكنها لم يجذب الكثير من الاهتمام، وفي عام 1947 تم بيعه إلى متحف المزارعين في كوبرزتاون، نيويورك، حيث لا يزال معروضًا حتى اليوم، ويقال أنه سبب الذعر للزائرين بسبب ظهوره كشبح يتسلل ليلا ويتجول بين أروقة المتحف.


مواضيع متعلقة