صورة تحل لغز عائلة بعد 27 عاما من التقاطها في الحرب الأهلية اللبنانية

كتب: منة العشماوي

صورة تحل لغز عائلة بعد 27 عاما من التقاطها في الحرب الأهلية اللبنانية

صورة تحل لغز عائلة بعد 27 عاما من التقاطها في الحرب الأهلية اللبنانية

بعد 27 عامًا من التقاطه صورة في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، حدث ما لم يكن في حسبان المصور "نبيل إسماعيل"، حيث تمكنت لقطته من حل لغز وكشف مصير شخص، عانت عائلته كثيرًا في البحث عنه.

حكى "نبيل" على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، أنه بعد نحو أسبوع من استضافته مع زميله المصور جوزيف براك في البرنامج التليفزيوني للإعلامي جو معلوف، في أواخر عام 2017، عٌرض بعض الصور التي التقطها خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

ومن ضمن الصور التي عرضت في البرنامج صورتين التقطهما خلال حرب الإلغاء وشرح قائلًا: "حرب الإلغاء كانت عام 1990، جرت بين وحدات من الجيش اللبناني التي كانت يديرها الجنرال ميشال عون وقادها من قصر بعبدا، وبين القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع".

واستكمل نبيل حديثه أنها سُميت بـ "حرب الإلغاء" بعد اتهام جعجع لعون بمحاولة إلغاء القوات اللبنانية بناء على رغبة سورية"، وجرت المعارك في المنطقة الشرقية من بيروت وفي مناطق سيطرة الميلشيات المسيحية، وقُتِل فيها المئات وأصيب الآلاف من المدنيين، وهجّرت هذه الحرب أكثر من نصف مليون مواطن مسيحي من مناطقهم.

وتفاجأ نبيل باتصال من شخص لا يعرفه كما أنه لم يستطيع تذكر اسمه بسبب هذا الموقف الغريب: "سألني حضرتك التقطت هذه الصور التي عُرضت على الشاشة؟، أجبت نعم، بأي سنة التقطتها؟ قلت خلال حرب الإلغاء، عام 1990. سألته عن السبب؟، قال صورتك حلّت لنا لغزاً عمره 27 سنة".

 "قلت معقول! لم أفهم جيدًا الرجاء التوضيح أكثر؟".. رد نبيل على الشخص الذي اتصل به الذي شرح له أن صاحب الصورة شخص يعمل طبيبًا في مستشفى "اوتيل دو"، وأن من تلك اليوم هم عائلته لا تعرف عنه شيئًا قائلا للمصور: "أحياناً نعتقد أنه مخطوف وأحيانًا معتقل في سوريا، وأحيانا نقول أنه قُتل، نعيش في دوامة عمرها 27 سنة".

وأخبره الشخص المتصل أن من يوم اختفاءه كانوا يعيشون لغزًا محيرًا قائلًا: "لم يعد إلى منزله كعادته كل مساء، في اليوم الثاني اتصلنا بمكان عمله في المستشفى قالوا إن الطبيب قد غادر المستشفى ظهر أمس، ومن يومها لم يعد إلى منزله ونحن نعيش لغزًا محيّرًا، أين الطبيب ؟ حي أو ميت؟".

وتابع المتصل معه الحديث موضحًا لنبيل أنهم "العائلة" تأكدوا أن الجثة التي في الصورة هي للطبيب والسيارة سيارته، وأن هذه الصور اثبتت أنه سقط ضحية خلال الاشتباكات التي جرت في تلك المنطقة: "لقد قتلوه وهو متجه الى منزله لقد حلّت صورك لغزًا حيّرنا وشغل عقلنا خلال 27 سنة".

وأعرب نبيل أنه تفاجأ وارتكب مما استمع له من المتصل الذي طلب منه الحصول على الصور ووافق المصور، قائلا له: "أنا آسف، أسفاً شديداً وينتابني شعور قاسٍ في هذه اللحظات، ماذا أقول لك سيدي ، آسف جدا أنني صوّرته مقتولاً ومتروكاً على الأرض، أنها مهنتي، لقد مارست عملي كمصور من دون تحيز، أنه واجبي".

وشكر المتصل نبيل كونه كان السبب في حل لغز ومعرفة مصير الطبيب، وقال له إنه سوف يتصل به مرة أخرى للحصول على الصور.

 


مواضيع متعلقة