ريشة وقلم.. لوحة بيكار جسدت كتاب ميلاد حنا: "من أجل مصر موحدة كالصخر"

كتب: ماريان سعيد

ريشة وقلم.. لوحة بيكار جسدت كتاب ميلاد حنا: "من أجل مصر موحدة كالصخر"

ريشة وقلم.. لوحة بيكار جسدت كتاب ميلاد حنا: "من أجل مصر موحدة كالصخر"

"الحكمة بنت لها بيتا.. شيدته على أعمدة سبعة" بهذه الآية من سفر الأمثال بالعهد القديم، ولوحة بريشة الفنان التشكيلي حسين بيكار، استهل ميلاد حنا كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" المستوحى منه محاور منتدى شباب العالم، المقرر إقامته في مدينة شرم الشيخ في الفترة ما بين 3 و6 نوفمبر، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكأنه لخص كتابه في "كلمة ولوحة".

امرأة ممشوقة القوام تقف ويحيط بيها أغصان الزيتون ويداها على كتفي طفلين كل منهما يمسك كتابا واحدا، رسم عليه هلالا والآخر صليبا، أما المرأة فترتدي جلبابا وطرحة وقلادة كتبت عليها لفظة الجلالة "الله"، لوحة هي الوحيدة في كتاب "ميلاد حنا" بخلاف الرسومات والصور التوضيحية على مدار صفحات الكتاب، ربما تلخص موضوع الكتاب "من أجل مصر وطننا موحدا كالصخر".

"خط سهل وقوى وفكرة بسيطة لكنها عميقة هكذا اعتدنا أسلوبه" يقول محمد كمال، الناقد والفنان التشكيلي، في تحليله للوحة بيكار، التي يرى أنه تأثر فيها بمدرسة النحات محمود مختار الذي مثل مصر كامرأة ممشوقة، كما في تمثال نهضة مصر، موضحا أن محمود مختار أول من أسس هذا المنهج وسار على خطاه الفنانون من بعده.

ويشرح كمال لـ"الوطن" الخطوط العريضة للوحة، فالمرأة هي مصر وإيمانها بالله الواحد للمسلمين والمسيحين فمثلهم بأطفال لأن الأطفال هم المستقبل، وكأنه يرسم الحاضر والمستقبل بريشة واحدة، ويرجح أن تكون اللوحة رسمت في آخر السبعينيات في غضون الفتن الطائفية التي انتشرت في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ويرى كمال، أن اللوحة تلخص ما يجب أن تكون عليه مصر، فالفتنة الطائفية هي المدخل الذي يستغله كل من يحاول النيل من أمن الوطن، فـ"إنسانية بيكار" العالية وروحانيته البسيطة في نقل أفكاره، تجسدت في هذه اللوحة بخطوطه القوية وزهده في الألوان.

ويضيف كمال أن وضوح الفكرة وعمقها رغم إنها بالأبيض والأسود فقط يرجع لتمكن بيكار من فنه الذي استطاع من خلاله الوصول للجماهير البسيطة وانتمائه للمدرسة الواقعية الانطباعية، مرجحا أن تكون اللوحة نشرت في جريدة "الأخبار" التي التحق بها بيكار في عام 1944.

"ملك السهل الممتنع" حسب وصف كمال، حيث يرى كمال أن بيكار تأثر بالصحافة فكان حلقة الوصل بين الفن والجماهير، فبسط خطوط لوحاته حتى أصبحت مفهومة للمواطن العادي مع الحفاظ على الفكرة والعمق.

ويؤكد الناقد التشكيلي، أن بيكار اعتاد الرسومات البسيطة نظرا لعمله في الصحافة التي فرضت عليه أدوات محدودة، إذ كانت لوحاته تنشر بالأبيض والأسود في الصفحة الأخيرة لجريدة "الأخبار"، فلم يكن لديه مساحة للإبهار اللوني، ما جعله يعتمد على الخط القوى والسهل والبسيط ليتلقاه المتلقي الشعبي.


مواضيع متعلقة