بريد الوطن| قصة قصيرة: الملائكة ورائحة المناديل

كتب: متولى بصل

بريد الوطن| قصة قصيرة: الملائكة ورائحة المناديل

بريد الوطن| قصة قصيرة: الملائكة ورائحة المناديل

حلمهما الذى ظل مستحيلاً طوال السنوات العشر الماضية، اليوم سيصبح حقيقة، لم تستطع الصعود مع زوجها إلى معمل التحاليل، دقات قلبها سريعة جداً لدرجة جعلتها تطلب من زوجها أن تنتظره أمام البرج بينما يحضر هو التحاليل، بينما هى تسعى أمام البرج، جيئة وذهاباً، وكأنها تسير على جمر، انشقت الأرض فجأة ووجدت أمامها بائع المناديل الصغير! ابتسم لها، رقص قلبها تفاؤلاً، أليست هذه بشارة لها؟! مدّت يدها فى حقيبتها، وأخرجت ورقة من فئة العشرة جنيهات، وضعتها فى يد الصغير، ولم تأخذ منه المناديل! قال لها بصوت كالحرير: «لست متسولاً، خذى المناديل، وإلا لن آخذ المال»! تناولت المناديل، سحبت منها منديلاً، فقد كان وجهها يتصبب عرقاً، كان للمنديل رائحة غريبة بمجرد أن اقتربت من أنفها شعرت بدوخة، ولم تعد ساقاها قادرتين على حملها، وسقط الهاتف المحمول من يدها، فالتقطه الطفل واختفى، وفى لمح البصر انشقت الأرض عن امرأتين يخفى النقاب وجه كل منهما! أحاطتا بها وأدخلتاها التاكسى الذى توقف أمامهما مباشرة!

وسط زحام الناس والسيارات رن الهاتف، فأخرجه الطفل من جيبه الصغير ضغطت أصابعه على المفاتيح سمع الصوت يقول: «حياتى، أخيراً، النتيجة إيجابية، أنت حامل، بعد صبر سنين أخيراً حلمنا أصبح حقيقة».. تأمل الطفل الهاتف وكادت تصدمه سيارة، لولا أن أبعدته سيّدة عجوز عن نهر الطريق، صرخت فى وجه السائق: «حرام عليك.. إنه طفل صغير.. كدت تقتل ملاكاً بريئاً أيها الأعمى».

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي:

bareed.elwatan@elwatannews.com

 

 

 

 


مواضيع متعلقة