بريد الوطن| حلوها وريحونا

بريد الوطن| حلوها وريحونا
منذ نعومة أظافرى وأنا أستمع إلى «صوت العرب»، وأتأثر بأغانى العودة وغنينا مع عبدالناصر عبدالناصر يا حبيب بكرة ندخل تل أبيب.. ثم جاءت الهزيمة الكبرى وأطلقنا عليها النكسة.. وضاعت القدس، وبكينا مع فيروز «يا قدس يا مدينة الصلاة أصلى».. ثم تكونت منظمة التحرير الفلسطينية، وبدأت فى الأرض، ثم كانت أحداث أيلول الأسود، وتم شحن منظمة التحرير إلى لبنان، وقلنا لا مانع أن يتم تحرير القدس عن طريق بيروت، ومات عبدالناصر، ثم جاء السادات، وتم كسر الحاجز النفسى أمام إسرائيل بعد معركة العبور، وكان الطريق مفتوحاً أمامه إلى تل أبيب، لكنه اختار عوضاً لذلك طريق السلام، واستعادت مصر أرضها دون حرب.. وتم اغتياله وفرح العرب، وأخذوا يرقصون، وقلنا ستتحرر فلسطين ما دام السادات كان عائقاً أمامهم، لكن لم يحدث شىء من هذا، وحل محلهم الجهاد الإسلامى، وشاهدنا مولد حزب الله وحماس، ومدداً إيرانياً. من قال إن فلسطين مشكلة الفرص الضائعة؟.. ضيعنا فرصة قرار التقسيم سنة 48، ولم نستمع إلى بورقيبة عندما نصح بالصلح مع اليهود، ولم ننضم إلى مسيرة السادات فى الحل السلمى، لقد تمسّك اليهود بالتاريخ، وعملوا بصمت، فكسبوا الجغرافيا، وتمسكنا نحن أيضاً بالتاريخ، كما تمسكنا بالأغانى، فضاعت منا الجغرافيا.. رجاء لا تضيعوا ما تبقى من فلسطين، وحلوها وريحونا، وخلصونا بقى.
سامح لطفى هابيل
محامٍ بالنقض – أسيوط
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com