بريد الوطن| بائع الأحلام
بريد الوطن| بائع الأحلام
لكل البائعين تجارتهم، وبائع الأحلام له فيما يبيع طرُقه الخاصة، والحالمون على عتبات حسن الظن منخدِعون، سلكوا دروباً عدّة وخاضوا من التجارب ما لا يكفى لكى يتفادوا أن يُلدغوا من الجحر، وتصوروا أن إيمانهم لم يكتمل، أولئك الذين صاغوا من أحلام المنخدعين سُبلاً وهمية وتقنعوا بزيف الحقيقة الكاذبة، استتروا من أعين الجميع بارتداء عباءة الطيبة والولاء، وما إن كانت أيديهم خلف ظهورهم إلا لحمل الخناجر، أمثال أولئك يمهدون طرقهم بتشويه ما امتاز به الآخرون، متفننين بغلق أبواب الحياة، وإطفاء أنوار الأمل المتبقية، لتصبح الصورة أمام الأعين سوداء بالكامل شديدة العتمة، بدون إطار تكاد تنجرف عن حفاتها، لتبدأ رحلتهم الدعائية التى تحمل بين طياتها ما لا يُحمد، وقد ظهر على وجوههم ما طمس بدواخلهم، فما إن يجد المنخدع بين كل هذه الأبواب، أن تظهر له شعلة الأمل إلى الطريق وهو لا يدرى أى الطرق قد سلك، أن تكون بائعاً لا عيب فى ذلك حتى وإن كانت أحلام الآخرين هى سلعتك المباعة، ولكن أن تزيف الحقائق وتغش سلعتك وتصنع من الأحلام الأخرى مجداً مستعاراً، هذا ما يجعل منك لصاً يحرس المسجد، ودجالاً يُدنس طُهر الأحلام.
محمد أحمد صلاح
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
