أصبح الأول.. "مستقبل وطن" يغير خريطة الأحزاب داخل البرلمان

كتب: سمر نبيه

أصبح الأول.. "مستقبل وطن" يغير خريطة الأحزاب داخل البرلمان

أصبح الأول.. "مستقبل وطن" يغير خريطة الأحزاب داخل البرلمان

مع بدء دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب، اختلفت الخريطة السياسية بين الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، حيث انضم عدد من النواب لحزب "مستقبل وطن"، من أحزاب مختلفة، في مقدمتها "المصريين الأحرار والوفد"، وترأس أحد أهم قيادات "مستقبل وطن"، ائتلاف "دعم مصر"، ليظهر مشهد جديد، يتزعم فيها الحزب الحياة السياسية، بعد أن كان "المصريين الأحرار" الحزب الأول، يليه "مستقبل وطن" ثم حزب "الوفد".

وحول ترتيب الأحزاب في المشهد الحالي، يقول الدكتور عمرو الشوبكي، إن هناك معادلة للأحزاب الآن، تشبه معادلة الحزب الوطني المنحل، و"الوفد"، حيث أن  "مستقبل وطن"، مرشح يكون حزب كبير حال انفصاله عن الجهاز الإداري للدولة، ولم يكرر أخطاء الحزب الوطني السابق، وسيظل حزب الوفد أيضا أحد أكبر الأحزاب السياسية في مصر، لأنه حزب له قدر من الاستقلالية وجذور ولديه ناس مؤمنة به، وبالتالي هو رقم في المعادلة السياسية بصرف النظر عن ضعفه وأزماته، وستكون هناك بعض الأحزاب الأخري المؤثرة، مثل "التجمع، المصري الديمقراطي"، وأحزاب يمين الوسط، مثل المحافظين، فالخريطة حتي هذه اللحظة، ما زالت تقول إن "مستقبل وطن" هو الحزب الأكبر، وحزب "الوفد"، سيكون متواجدا بشكل ما، لافتا إلى أنه على الدولة أن تتعامل مع كل الأحزاب بحياد، وألا يكون هناك حزب للدولة مثلما كان الحال أيام الحزب الوطني المنحل.

{long_qoute_1}

وأضاف الشوبكي لـ"الوطن"، أن الدولة لا بد أن تكون كيانا حياديا، ففي نظره هذا هو الخطأ الذي حدث قبل ثورة 25 يناير، وأن الجهاز الإداري للدولة، والمحافظين، والإدارة، انحازوا لحزب سياسي واحد، وهذا أثر علي الوضع السياسي، فمثلما استطاع أن يستقطب أناس كثيرة، تبحث عن خدمات للحزب، لأنه سيكون مؤهلا أكثر من غيره في التواصل مع الجهاز الإداري للدولة، وسيقدم الخدمات، إلا أنه علي الجانب الأخر أشعر قطاع آخر بالتهميش، وأن هناك ظلم واقع عليه، لأن الدولة في أي بلد هي كيان حيادي، وعلي كل حزب أن يحقق نجاحه بذراعه، وليس بالاعتماد على الجهاز الإداري للدولة، لأنه من المفترض ألا يميز الجهاز الإداري للدولة لا بين الوفد ولا المحافظين، ولا المصري الديمقراطي الاجتماعي، ولا التجمع، ولا مستقبل وطن، ولا المصريين الأحرار.

وأشار إلى أنه من الواضح أنه ستكون هناك 3 أو 4 أحزاب متصدرة المشهد، مستقبل وطن، الوفد، والمصريين الأحرار، ومن المفترض أن يكون هناك حزب رابع معبر عن اليسار، لكن يبدو أن اليسار احزاب ضعيفة كلها.

وتابع أنه بالنسبة لحزب الوفد، ووضعه الحالي، فإن جزء من مسؤولية ضعفه يتحملها الوفد نفسه، وليس أحدا آخر، فهناك جزء من المسؤولية يتحملها الحزب وقياداته، حيث أنه من المفترض أن يقبل بالتنوع الداخلي، لأن مشكلة حزب الوفد كانت دائما عدم وجود حرص كافي لاستيعاب التنوع الموجود داخله، فالتنوع داخل حزب الوفد به ثراء له، لأن الوفد يستقطب ناس مؤمنة به من 78 منذ إعادة ظهوره مرة أخرى، طبعا هو جمد نفسه، ثم عاد مرة أخرى عام 1984، ويستوعب أصوات، فمحمد فؤاد من أكفأ النواب، هو والسجيني، ولهم مستقبل واعد، ففي رأيي أن سياسته يجب أن يكون بها تنوع وأكثر رحابة، وكان يجب على الحزب استيعاب تنوع واختلاف قياداته في الرأي، فهو حزب له تاريخ.

{long_qoute_2}

وقال الدكتور عماد جاد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من الناحية القانونية والرسمية لم يحدث تغيير في الأحزاب، لكن عمليا، حدث تغيير في الخريطة بالكامل، إذ أصبح "مستقبل وطن"، الحزب الأول لديه أكثر من 300 نائب، فيما أصبح "المصريين الأحرار"، أقل من 20 نائبا الآن، وانضم الباقي لـ"مستقبل وطن"، وأصبحت الحدود بين "مستقبل وطن" وائتلاف "دعم مصر" ليست واضحة، فعمليا بعد أن كان ائتلاف دعم مصر يضم مجموعة من الأحزاب، أصبح "مستقبل وطن" المظلة التي استوعبت شخصيات كثيرة من أحزاب أخرى.

وأضاف جاد لـ"الوطن"، أن "مستقبل وطن" من الممكن أن يصل عدد نوابه إلي 400 نائب، فيما لم يحدث تغييرات كثيرة لحزب الوفد، كونه من أقل الأحزاب انخفاضا في عدد المقاعد، لأن من خرج منهم قليل جدا، وآخرهم المهندس أحمد السجيني، لكنه سيكون من أقل الأحزاب تأثرا لأنه حزب قديم وعريق، لكن حزب كـالمصريين الأحرار هو من تأثر كثيرا.

وتابع أن "مستقبل وطن" سيكون الحزب الأكبر والأقوى، يليه "الوفد" لكن بنسبة تمثيل قليلة لن تزيد عن 5 أو 7%، لافتا إلى أن أي حياة سياسية لا بد أن يكون فيه حزبا قويا، لأن التشرذم السياسي غير مفضل خاصة في دولة لم تكتمل فيها الديمقراطية، لابد أن تكون لديها الأغلبية الخاصة بها التي ترتكن لها، فلا بد أن يكون هناك حزبا يستحوذ على الأغلبية، لأننا لسنا نظام برلمانيا، وليست هناك أحزاب قوية، والأحزاب التي ظهرت بعد 25 يناير، غير قوية، فلا بد أن يكون هناك حزبا يمكن من خلاله التواجد بقوة علي البرلمان.

وأوضح المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وجود حزب قوي وكبير أمر جيد، لكن في المقابل يجب أن تترك الأحزاب الأخري تنمو بشكل طبيعي، وألا يتوفر مناخ لتفتيت الأحزاب، وألا يتم استقطاب أي شخصية ظاهرة في الأحزاب، مثل لاعبي الكرة، فلو استمر ذلك سيكون غير محمود لأنه سيعيد تجربة الحزب الوطني.


مواضيع متعلقة