الخريطة السياسية: سيطرة الأحزاب الإسلامية ومحاولات للصمود من الأحزاب المدنية

الخريطة السياسية: سيطرة الأحزاب الإسلامية ومحاولات للصمود من الأحزاب المدنية
تتنوع الخريطة السياسية فى محافظة سوهاج، لتشمل خليطاً من الأحزاب المدنية، لحقت بها مجموعة من الأحزاب الإسلامية، التى وجدت طريقها فى الظهور وسط الشارع السوهاجى، خلال العامين الماضيين، بعد فوز الرئيس المخلوع محمد مرسى، بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، طبقا لما ذكره عماد تمام، أمين عام حزب المؤتمر، وأحد أبناء المحافظة. ويضيف «خلال الفترة التى حكم فيها مرسى كانت الأحزاب الدينية مسيطرة ومتغلغلة فى كافة مؤسسات محافظة سوهاج، وكان المسئولون يتسابقون لتلبية رغبات ومطالب قادتهم، بخلاف سيطرة التيار الإسلامى على كافة المناصب التنفيذية فى المحافظة، الأمر الذى دعا الأحزاب المدنية لعقد سلسلة اجتماعات من أجل اتخاذ موقف سياسى واضح، وصادف ذلك ظهور حركة تمرد، فاتجهت تلك الأحزاب للتعاون معها فى توزيع الاستمارات على المواطنين، وإقناعهم بضرورة التوقيع عليها، وفى 30 يونيو ثار الشعب السوهاجى لأول مرة فى تاريخه، اعتراضا على عام من حكم الإخوان، تبع ذلك هروب الأحزاب الدينية من المشهد السياسى بشكل كامل، واكتفوا بالتحريض على الخروج فى مظاهرات مؤيدة للرئيس المخلوع». وقال «مؤمن الزناتى» منسق التيار الشعبى فى سوهاج، إن المحافظة الهادئة، لم تشهد حياة سياسية قبل ثورة 25 يناير، بسبب سيطرة الحزب الوطنى عليها، من خلال علاقاته الوثيقة بكبار العائلات، وبعد نجاح الثورة التى لم يشارك فيها شعب سوهاج، ظهرت بعض الحركات السياسية تقودها مجموعات شبابية، يختلف بعضهم فى الفكر، ولكنهم يتوحدون فى ضرورة القضاء على فلول الحزب الوطنى، ووضع المحافظة على خط الثورية والتواصل مع الثورة المركزية فى القاهرة. وأضاف قائلاً إن عودة النظام القديم فى محافظة سوهاج يدخل فى نطاق المستحيل، سواء فلول الحزب الوطنى، أو أذناب جماعة الإخوان المسلمين وباقى التيارات الدينية، التى اعتمدت فى ظهورها على الفوز فى انتخابات لم يكن فيها حرية اختيار، لأنها أجريت فى مجتمع يسوده الفقر والجهل، بخلاف لعب تيار الإسلام السياسى على وتر الدين الذى استمال غالبية سكان المحافظة. وأكد على أن شباب التيار المدنى سوف يحقق الأغلبية خلال الفترة القادمة، وسوف تكون له الغلبة فى كافة الانتخابات، نظرا لحالة التوافق والتنسيق التى تجرى الآن على قدم وساق بينهم، ومن المحتمل حصولهم على نسبة 75% من القوائم الانتخابية القادمة. وأكد عبدالحميد أبوعقيل، عميد عائلة أبوعقيل بمركز جهينة بسوهاج، على عودة دور العائلات فى الانتخابات البرلمانية والمحلية مرة أخرى، بعد غياب عامين، تسبب فيه ظهور تيارات إسلامية لا تتمتع بالعراقة العائلية أو التاريخ السياسى، بالإضافة إلى قضاء غالبية مرشحيهم سنوات طويلة داخل السجون، وهو ما يعنى أنهم ليسوا على دراية بالشارع السوهاجى ومشاكله. وأضاف قائلاً إن توسيع الدوائر ساهم بشكل كبير فى حصول الإسلاميين على عدد كبير من المقاعد، لأنه نظام لا يتناسب مع العائلات الكبيرة التى تتمركز فى منطقة بعينها، ويكون مرشحها على دراية بأوجاع ومشاكل تلك المنطقة، لذلك لا بديل عن تطبيق النظام الفردى فى الانتخابات، حتى يستطيع الناخبون الاختيار بين أشخاص معروفين لهم، وليس أسماء وهمية تلعب على أوتار الفقر والدين.