أمهات بديلات لأطفال محرومين من الحنان: المهمة صعبة جداً

أمهات بديلات لأطفال محرومين من الحنان: المهمة صعبة جداً
- الصف الثالث الإعدادى
- جلسات صلح
- حل النزاعات
- دار أيتام
- رعاية الأيتام
- آلام
- أبنائها
- أحوال
- الصف الثالث الإعدادى
- جلسات صلح
- حل النزاعات
- دار أيتام
- رعاية الأيتام
- آلام
- أبنائها
- أحوال
ترتدى عباءة وإيشارباً سوداوين، تصول وتجول فى أرجاء الدار، تحذر طفلاً من الوقوع، وتنتشل آخر حشر نفسه بين أريكتين، وتتابع الطباخة فى إعداد وجبات الغداء، وتنبه مجموعة أطفال حان ميعاد درسهم الخصوصى، وتجلس فى جلسة فضفضة مع أحد الأطفال الانطوائيين، وتجهز قائمة باحتياجات الأولاد فتخرج لتنقلها إلى المسئول الإدارى، هكذا تقضى «رشا» الأم البديلة يومها فى دار أيتام الأمل لرعاية الأيتام، أو كما ينادونها «أم منة». {left_qoute_1}
تعمل فى هذه الدار منذ افتتاحها، حتى فى الإجازات تتصل بهم للاستفسار عن أحوالهم، تقيم معهم فى الدار خاصة بعد انفصالها عن زوجها، فى حال معاناة أى طفل ليلاً من أية آلام، تصبح هى بساطه السحرى الذى ينقله إلى المشفى بسرعة البرق، حتى قبل إبلاغ إدارة الدار، لهفتها عليهم لا تختلف عن لهفتها على أبنائها، لديها بنتان فقط إحداهما بالصف الثالث الإعدادى وتقيم بالقرب من الدار، والكبرى تقيم مع خالتها، ترفض أن تأخذ إجازتها فى العيد: «باخد الإجازة بعد العيد، ما ينفعش أسيبهم، لازم أبقى معاهم فى كل المناسبات»، مقابل ذلك لديها السطوة والسيطرة العليا عليهم.
مكثت «أم منة» فى الدار ما يقرب من 16 عاماً، اعتادت على مشاغبة الأولاد المستمرة: «باتخض عليهم لما حد يلعب فى الميّه، أو يخش الحمام يلعب فى حاجة، أو يحاول يتسرب من الباب الواصل للسطوح، وبيتنططوا طول اليوم على السراير والدوشة المستمرة بقى، بجرى ورا كل واحد شوية».
لا تختلف عنها فاطمة وحيد، 20 عاماً، التى تقيم فى الدار منذ عامين، عاشت «فاطمة» تجربة الأمومة قبل أوانها فهى ما زالت بنتاً، لكنها تعتبر أماً لـ19 ولداً، تواجه على مدار اليوم عشرات المشكلات والخناقات بين الأولاد وبعضهم، وعندما تتدخل لحل النزاعات تجدهم عقدوا جلسات صلح فورية واستأنفوا اللعب، تعرف «فاطمة» نقطة ضعف كل طفل منهم، تستخدمها لعقابه عندما يتمرد، منهم من يعشق التمرين، وآخر يحب التليفزيون، وبعضهم ينتظر ساعة تنمية المهارات بفارغ الصبر، وأحياناً تحكم على المشاغبين بتمرينات الضغط، تلاحظ قدرتهم الفائقة على الاندماج، فعندما انضم إليهم طفل جديد وسموه «هادى» كان منطوياً، إلا أنهم سرعان ما احتضنوه فيما بينهم وأفهموه أنهم جميعاً إخوة، وعليه أن يخبرهم إذا تعرض إليه أحد بسوء فى المدرسة: «بيملوا أزايز الميّّه بالرمل، ويدافعوا عن بعض، لأن بيضايقهم إن أى مشكلة بتحصل فى المدرسة يقولوا عيال الدار».
تركز «فاطمة» جهدها دوماً على التقاط نقاط التميز فى شخصية كل طفل: «لم أحتمل فراقهم، حتى بعد زواجى» قالتها «فاطمة» مضيفة: «ممكن بعد ما يضايقونى جداً أخاصمهم فألاقيهم جايين يقولولى بهمس كده وانكسار يا ماما معلش، يا ماما إحنا عفاريت وأشقياء فأضحك وأصالحهم على طول».