رحلة «الطشت» من المحافظات إلى القاهرة: خير بلدنا بالقطار والأوتوبيس
![«الطشت» وسيلة السيدات لبيع أنواع كثيرة من السلع](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/14458974621538509780.jpg)
«الطشت» وسيلة السيدات لبيع أنواع كثيرة من السلع
رحلة طويلة، تحمل قدراً كبيراً من المعاناة فى تفاصيلها، تبدأ بحمل «الطشت» من القرى المجاورة للقاهرة، والوصول بها إلى الميادين والطرق الرئيسية، حيث الزحام والمواطنون الذين اعتادوا على رؤية هؤلاء الباعة، حاملين السمن والجبن والخضراوات من قراهم، ليبيعوها لهم كل يوم، فى رحلة تبدأ فى الصباح بأوتوبيس أو قطار أو نصف نقل وتنتهى بمثل ما بدأت.
بإحدى قرى بنها، تستعد ضحى محمود كل صباح، للخروج من منزلها، ومعها أكوام من الجبن التى تشتريها من جيرانها، فالكمية التى تنتجها السيدة أقل مما يحتاجه الناس منها فى الصباح، وربما تعود ببعض الكميات أثناء رجوعها للمنزل، لكنها فى كل حال لا تستطيع إلا الخروج لذلك العمل: «أنا باطلع بالجبنة الفلاحى، اللى هى جبنة قريش، وليا زباينى، باقعد بيها فى ميدان المؤسسة واللى ربنا بيرزقنى بيه باخده وأروَّح».
تستقل السيدة القطار فى ذهابها وإيابها، وتعرف مواعيده جيداً، وهو أفضل وسيلة لها، كونه يتسع لـ«الطشت» الذى تفترش به الأرض فى ركن منزوٍ من العربة التى تجلس داخلها: «المهم إنى مابقاش قاعدة فى النص، ولا معطلة طريق ولا واخدة كرسى للطشت».
«ضحى»: «المهم إنى مابقاش معطلة حد وباقعد فى ركن من القطر»
«الطشت ذاته الذى يحمل فى الصباح بعض الخضراوات، كالبازلاء والملوخية تعود به «أم محمود» وهو يحمل بعض صفائح علب المياه الغازية، وبعض الكراتين التى تكون إلى جوارها أثناء العمل، وتستفيد منها ببيعها لدى وصولها إلى قريتها، ولا ترى فى الأمر ما يشينها: «لما بارجع بابيعها وباكسب منها، مانا كده كده قاعدة فى الشارع، وبابيع عشان خاطر البيت والعيال» قالتها السيدة، التى تعود إلى قريتها بأوتوبيس نقل، ولأن عودتها تكون فى المساء فإن أعداد الركاب القليلة لن تتضرر من الطشت الموضوع أسفل أقدامهم: «باركبه بدرى وباركبه متأخر، عشان مانضرش حد ولا سواق يقول لنا كلمة ولا كمسرى يتضايق مننا».
عربات نصف النقل تكون البديل أحياناً لبعض البائعات، فتنقلهن فى الصباح مع الخضراوات إلى الأسواق التى يبيعون فيها، مثلما يفعل أحمد صلاح الذى يقلهم بعربته: «بيركبوا معايا وباخد منهم أجرة طبعاً، بس أحسن ليهم من المرمطة والتنقل بالحاجة فى المواصلات».