مصدر رزق «المرأة المعيلة»: نقص التمويل وعدم توافر الخامات والغلاء الفاحش للمدخلات تهدد بتوقف مشروعات الأسر المنتجة

كتب: سهاد الخضرى

مصدر رزق «المرأة المعيلة»: نقص التمويل وعدم توافر الخامات والغلاء الفاحش للمدخلات تهدد بتوقف مشروعات الأسر المنتجة

مصدر رزق «المرأة المعيلة»: نقص التمويل وعدم توافر الخامات والغلاء الفاحش للمدخلات تهدد بتوقف مشروعات الأسر المنتجة

تراجعت مشروعات الأسر المنتجة خلال السنوات الماضية عن ذى قبل؛ نظراً لعدم تمويلها الكافى فضلاً عن وقف منح القروض للأسر، ورغم استمرار التدريب بالمراكز التابعة لجمعيات تنمية المجتمع للسيدات المعيلات فإنهن يواجهن صعوبات عدة متمثلة فى ضعف التمويل وكذلك عدم توفر الخامات المستخدمة فى الصناعة.

وتعد مشروعات الكروشيه والخياطة والتريكو هى الأكثر إقبالاً من قبل السيدات وتعد تلك المشروعات مصدر رزق للعديد من السيدات المعيلات اللاتى تمكنّ من فتح مشروعات تخصهن وبعضهن عملن على تدريب أخريات تخرجن ولم يجدن فرص عمل فقمن بالعمل فى المشروعات التابعة للتضامن، فيما تقوم تلك الجمعيات بالعمل على تسويق منتجات المرأة المعيلة بمعارض دائمة سنوياً بالقاهرة ودمياط.

وبدوره يقول محمد نوفل، مسئول إدارة الأسر المنتجة بمديرية التضامن الاجتماعى فى دمياط فى تصريحات لـ«الوطن»: «نعمل على مساعدة المرأة المعيلة وغيرها من المتسربات من التعليم عن طريق مراكز تدريب الأسر المنتجة بجمعيات تنمية المجتمع من خلال تدريبهن على إنتاج منتجات تعرض للبيع».

ويضيف «نوفل» قائلاً: «يوجد 13 مركز تدريب على مستوى المحافظة نقدم لها إعانات مالية سنوية من الشئون الاجتماعية، حيث تقوم تلك المراكز بتدريب السيدات على المشغولات اليدوية كالتريكو والتطريز والخياطة والبلاسيه وخلافه، ويتم عرض منتجاتهن فى معرضين أحدهما بمدينة رأس البر والآخر معرض ديارنا المقام بأرض المعارض بمدينة نصر مرتين سنوياً، حيث نعمل طبقاً لخطة تسويقية داخلية داخل المحافظة وخارجياً فى القاهرة».

{long_qoute_1}

ويستطرد «نوفل» قائلاً: «تعمل مراكز تدريب الأسر المنتجة الثلاثة عشر طبقاً لخطة تدريب سنوية وينقسم التدريب لصف أول وتتعلم السيدات من خلاله بدايات التريكو وخلافه، والصف الثانى ينتج منتجات تعرض فى المعارض ونعمل على تدريب السيدات على منتجات تباع للسوق وليس كما كان الوضع سابقاً، فالتدريب قديماً كان يتم على البدايات فقط ولكن نظراً للوضع الاقتصادى الحالى بات يتم تدريب السيدات على منتجات تعرض للبيع حتى لا يتم إهلاك خامات «على الفاضى»، ولابد أن تكون السيدة المقبلة على التدريب محبة للعمل حتى تتقنه وتستفيد بشخصها ولأسرتها وتصبح قادرة على إنتاج منتجات تأكل «لقمة عيش» من خلالها.

وتابع «نوفل» قائلاً: «إدارة الأسر المنتجة كانت دائماً ما تحتل المركز الأول فيما مضى فى فترة التسعينات وأول الألفينات على مستوى إدارات التضامن، حيث كانت الأسرة تحصل على قرض أسر منتجة تفتتح به مشروعاً فيما لم يعد هناك قروض للأسر حالياً، حيث تم وقفها منذ عام 1999م، فيما تتولى إدارة الضمان والتكافل بالتضامن صرف معاشات للمستحقين طبقاً لبحوث تجرى على المتقدمين، هذا بخلاف معاشات تكافل وكرامة التى حلت العديد من الأزمات لمواطنين عدة.

وأشار «نوفل» إلى أن قروض الأسر المنتجة لم تكن قاصرة على مشروعات الكروشيه، حيث كانت تمنح بقروض بفائدة 7%، وتشترط قدرة الفرد على السداد فحسب، متابعاً أنه لا تقتصر مراكز تدريب الأسر المنتجة على تقديم خدماتها للمرأة المعيلة فحسب بل لمتسربات التعليم أيضاً ويستقبلونهن من سن 13 و15 عاماً، موضحاً أن منتجات الهاند ميد لها زبونها من كبار السن الذين دائماً ما يبحثون عن المنتجات عالية الجودة من حيث الخامة والشغل، ولكن تنصب المشكلة فى ضيق مجالات تسويقها، موضحاً أن كل المنتجات مصنوعة من الأقطان وليست الألياف الصناعية.

وتابع «نوفل»: «تتدرب 550 سيدة بمراكز التدريب والتأهيل التابعة للأسر المنتجة والبالغ عددها 13 مركزاً بمختلف أنحاء المحافظة، حيث يتم دعمها من التضامن بمبالغ مالية سنوية تتراوح بين 6 و25 ألف جنيه حسب عدد المتدربات والمعدات الموجودة، وتتمثل المشكلة فى أن بعض المراكز بعدما تتلقى إعانة تنشيطية لا تنتج منتجات مقابل ما تلقته من إعانة حيث ينفق على الخامات المستخدمة».

وأشار «نوفل» لإمكانية مشاركة المرأة فى أى مشروعات تتبع إدارات التضامن دون التقيد بالأسر المنتجة كالمناحل التى يقبل عليها الرجال أكثر، والحضانات التابعة للأمومة والطفولة، مشيراً إلى أن آخر معرض شاركت فيه الأسر المنتجة بدمياط فى معرض ديارنا حقق 178 ألف جنيه خلال 15 يوماً.

وتضيف سامية بطروخ، المدير التنفيذى لجمعية الأسر المنتجة فى دمياط، لـ«الوطن»: «تعد مشكلة نقص التمويل أبرز ما نواجهه من عقبات فلدينا ٣ مراكز عبارة عن تكوين مهنى وأقسام نجارة وخياطة بمدينتى فارسكور ودمياط الجديدة، ومركز ثالث لإعداد السيدات عبارة عن مشغل يعمل على تدريب السيدات المعيلات والفتيات الخريجات اللاتى يؤدين الخدمة العامة، حيث نقوم بمساعدتهن على تعلم حرفة كالكورشيه والخياطة وغيرهما».

وتضيف «سامية»: «تؤدى الجمعية دوراً بارزاً فى تدريب السيدات المعيلات وفتياتهن لكى يتقنَّ حرفة وينتجن منتجات غاية فى الإبداع لكى يقمن بافتتاح مشروع خاص بهن ونعمل على تسويق منتجاتهن فى معارض كبرى أحدها برأس البر وآخر بـ(ديارنا) بأرض المعارض».

متابعة: «للأسف لا نتمكن من منح قروض للسيدات كى يستفدن بصورة أكبر علاوة على غلاء الخامات المستخدمة»، مشيرة لتدريب نحو 100 سيدة فى مشاغل جمعية الأسر المنتجة.

وتضيف «سامية» قائلة: «للأسف نواجه مشكلة رفض القطاع الخاص تسليمنا فواتير بيع سواء كانت أخشاباً أو خيوطاً صناعية» مطالبة بدعمهن مادياً ومعنوياً لكى يستكملن المسيرة حيث تدعمهم مديرية التضامن بـ61 ألف جنيه سنوياً فقط. وتختتم «سامية» حديثها قائلة «لا بد من دعم الأسر المحتاجة حيث تواجه السيدة المعيلة مشكلة نقص دعمها بالخامات ومنذ شهر ونحن نبحث عن خامة الغزل ولا نجدها وهو ما يسبب مشكلة كبيرة لنا».

وفى السياق ذاته تقول أمل الزهار، 51 عاماً، إحدى الأسر المنتجة لـ«الوطن»: «أعمل كأسرة منتجة مع مركز تكوين الفتيات منذ 33 عاماً، وتعد الأسر المنتجة مصدر رزق لى وللعديد من السيدات المعيلات».

وتضيف «الزهار»: «قديماً كنا نتسلم خامات الحرفة من الخيوط مما كان يوفر علينا مادياً ومعنوياً، لكن قبل 5 سنوات بدأت أزمة عدم توافر الخامات تظهر حيث بت أقضى ساعات طويلة فى البحث عن الخيوط المستخدمة فى الصناعة والتى يشترط أن تكون خيوطاً قطنية 100% دون فائدة، بعدما بتنا مسئولات عن شراء الخامات من محلات قطاع خاص للأسف، وبتنا نعانى من غلاء سعر الخامة وعدم توفرها فى الوقت ذاته».

وطالبت أمل المسئولين فى التضامن الاجتماعى بالتدخل والعمل على توفير الخامات وفتح أسواق جديدة، متابعة: «أعمل بالكروشيه والخياطة وهناك إقبال متزايد على الكروشيه وخلال مسيرتى المهنية دربت العديد من السيدات والفتيات ومنهن فتياتى وفتيات جيرانى كى يصبح لهن مصدر رزق حلال وهو ما يعد مصدر رزق لنا جميعاً فى وقت لا يوجد فرص للتوظيف الحكومى والمهنة الحرة هى الأساس حالياً، حيث باتت السيدات يعملن ويعلن أسرهن فى ظل الظروف الاقتصادية المتردية».

وتضيف «أمل» قائلة: «حصلت على شهادة خبرة منذ سنوات تفيد إتقانى لمهنتى، حيث شاركت فى العديد من المعارض فى رأس البر وديارنا بأرض المعارض، ونظراً لعدم وجود سيولة مادية حالياً بتنا عاجزين عن توريد المنتجات المشاركة فى المعرض نظراً لغلاء الخامة وعدم توفرها».


مواضيع متعلقة