سيدات من حديد.. «هنغلبك يا فقر»

كتب: سهاد الخضرى

سيدات من حديد.. «هنغلبك يا فقر»

سيدات من حديد.. «هنغلبك يا فقر»

فى مواجهة ظروف حياتية قاسية، وغلاء معيشة طاحن، وتقاليد لا تعرف الرحمة، اخترن التحدى، وفتح عدد من المشروعات الصغيرة للإنفاق على أسرهن، تأكيداً لمقولة «المرأة نصف المجتمع»، وبرؤوس أموال بسيطة رأت بيوتهن النور مجدداً، وعادت البسمة إلى وجوه الأبناء، خاصة أن كثيراً منهن أجبرتهن الحياة الصعبة على أن يصبحن «رب الأسرة» بعد فقدان الزوج إما بالطلاق أو الوفاة.

«الوطن» تعرض عدداً من النماذج الناجحة للمرأة المصرية عندما تقرر تحدى الصعاب، من النظرة الاجتماعية القاسية إلى المعوقات المادية والمهنية، خاصة أن كثيراً منهن اخترن العمل فى مهن شاقة، ورغم ذلك واصلن رعاية أسرهن بنفس القوة والصلابة، ففى النهار تعمل إما بائعة محترفة، أو تاجرة، أو نجار صالونات، ثم تعود إلى المنزل مساء، بعد يوم من الشقاء، لترعى أطفالها، وتستعد ليوم آخر من العمل. بمبالغ بسيطة تتراوح بين مئات الجنيهات، ولا تتجاوز فى أحيان كثيرة الـ5 آلاف جنيه، حفرت المرأة المصرية فى الصخر، ودخلت سوق العمل الشاق لتحفر اسمها فى مهن شديدة الصعوبة على الرجل قبل المرأة، مدفوعة بالأمل فى غد أفضل لنفسها ولأسرتها.

{long_qoute_1}

لم تمنعهن العادات والتقاليد عن منافسة الرجال فى مواجهة قسوة الحياة، نماذج عديدة من السيدات والفتيات فى كافة محافظات مصر، قررن «التمرد» على تلك التقاليد، وفتح مشاريعهن الخاصة بمبالغ بسيطة، إما لمساعدة أزواجهن على تربية أبنائهن فى ظل حالة الغلاء التى تكتوى بها ملايين الأسر، أو لمساعدة أنفسهن على خوض معترك الحياة بعد غياب الرجل عن حياتهن، نتيجة طلاقهن، أو فقدان أزواجهن، ليجدن أنفسهن يقمن بدور الأم والأب معاً، بعضهن لم يكتفين بالأعمال المعهودة التى اعتادت عليها المرأة، وخضن أعمال الرجال، تحدين كافة الصعوبات، حتى شققن لأسرهن طريقاً وسط كل التحديات.

ورغم أن خروج المرأة للعمل ليس بظاهرة جديدة، فإن كثيرات منهن لم يكن لديهن الرغبة فى اقتحام سوق العمل الخاص، خوفاً من نظرة المجتمع إليهن، ويوماً بعد آخر، أصبحت الأسواق تعج بسيدات من جميع الأعمار، فالمرأة المصرية معروف عنها أنها بائعة محترفة وتاجرة «شاطرة»، وهذا ما شجع الكثيرات على العمل فى التجارة نهاراً، وفى المساء تعكف على تربية أبنائها ورعاية أسرتها.

«الوطن» تفتح هذا الملف، لتستعرض بعضاً من هذه النماذج التى حققت نجاحات لم يستطع كثير من الرجال إدراكها، تحملت سخرية البعض منها، أو الاستخفاف بما تعمله، لكنها تظل نموذجاً مشرفاً ورائداً، تنير الطريق لغيرها من النساء، لبناء مستقبلهن بسواعدهن، وتلقى الضوء على أبرز ما تواجهه المرأة من مصاعب وتحديات عند نزولها إلى سوق العمل الخاص، خاصةً فى المجتمعات الريفية، التى ما زال بعضها يرى أن عمل المرأة «عيب»، أو أن المرأة العاملة «ماشية شمال».

ووسط العمال داخل ورشة النجارة الخاصة بها فى إحدى قرى دمياط، تقف «هند محمد فتحى الشربينى»، 45 سنة، أم لـ4 أبناء، ولدين وبنتين، بملامحها الصارمة، تتحاور مع هذا، وتوجه ذاك، تترجل هنا وهناك، تحمل الأخشاب، وتقود سيارتها النقل غير عابئة بحديث من حولها، واجهت كافة الصعوبات، ونزلت إلى معترك العمل فى مهنة شاقة، لا يعمل بها سوى الرجال، لتكون أول سيدة تنقش اسمها بحروف من نور، يتذكرها الجميع، حتى باتت حديث الشارع الدمياطى، باعتبارها أول سيدة تعمل فى صناعة الأثاث، وتحديداً حرفة «الدوسر».

روت «هند» قصتها لـ«الوطن» قائلة: «زوجى كان يعمل بهذه المهنة قبل وفاته، وكنت أنزل معه الورشة لمساعدته، وفى إحدى المرات قال: هعلمك الدوسر يا هند، دى هتبقى أكل عيشك بعد ما أموت.. وقبل 7 سنوات، توفى زوجى فجأة، وبعد وفاته قررت استكمال المسيرة وفتح الورشة، وعملت كنجارة صالونات، كما عملت على ماكينة المنشار والغراية وكافة أنواع الماكينات الخاصة بالنجارة، وأعمل نجارة كأى رجل يعمل بالمهنة»، مشيرةً إلى أن «الدوسر» هو عبارة عن مسمار خشب يُستخدم فى تجميع كافة أنواع الموبيليا، كالصالونات والأنتريهات وغرف النوم والسفرة. {left_qoute_1}

كما أشارت إلى بعض الصعوبات التى واجهتها نتيجة نظرة المجتمع للمرأة الأرملة أو المطلقة، وأضافت: «كانوا بيقولولى المهنة دى للرجالة، إزاى هتقفى على ماكينة المنشار وغيرها من الماكينات فى الورشة، وإزاى هتتعاملى مع الرجالة فى شراء وبيع الخشب والموبيليا، ونصحنى عدد من أهلى وجيرانى بأنى أقعد فى البيت، أو أفتح محل بقالة، وكان ردى عليهم إنى بعرف الصنعة ولن أترك عملى، كما لن أسمح للآخرين بالنظر إلى أبنائى نظرة عطف لأنهم أيتام، وطول ما أنا عايشة هأكون لأولادى الأم والأب، ولن أجعلهم يشعروا باليتم».

وبينما أعربت «هند» عن أملها فى توسيع عملها وتصدير «الدوسر» للخارج، وأن تمتلك ورشة خاصة بها، حيث إن ورشتها الحالية مستأجرة، وأن تمتلك مصنعاً صغيراً لتصنيع منتجاتها بعلامة تجارية «أم حسن»، حيث تقوم حالياً ببيع منتجاتها للتجار، الذين يسوقونها بأسمائهم، فقد وجهت رسالتها إلى أقرانها من السيدات والفتيات، قائلة: «متخافيش من أى حاجة فى الدنيا غير ربنا، طالما مش بتعملى حاجة غلط ولا حرام، توكلى على الله واعملى اللى بتحبيه».

أما «فاطمة محمد الطرابيلى»، 42 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، فقد أعلنت هى الأخرى تمردها على العادات والتقاليد، وقررت أن تقيم مشروعها الخاص بإمكانيات بسيطة، ورغم عدم حاجتها للعمل، حيث إنها من أسرة ميسورة الحال، وابنة عائلة من أعيان دمياط، كما أن زوجها أحد التجار المعروفين فى بيع مستلزمات السفن بمدينة «عزبة البرج».

بدأت «فاطمة» حديثها لـ«الوطن» بقولها: «لم أكن بحاجة للعمل، فأنا من أسرة ميسورة الحال، وكنت عايشة حياتى كلها لرعاية أولاد شقيق زوجى، بعد وفاة والدتهم ووالدهم وحماى، ولكن بعد الأولاد ما تزوجوا، كما أن أبنائى الذين أنجبتهم متأخراً بعد زواجى بـ7 سنوات، يقضون معظم وقتهم فى مدارسهم ودروسهم، بدأت أشعر بالملل»، وأضافت أن فكرة المشروع بدأت تراودها تدريجياً، «حينما تزوجت، كنت فتاة مدللة ولا أعرف الطبخ، وعانيت الأمرين حتى تعلمت، ومن هنا قررت أعلم الفتيات الطبخ، وأقضى وقتى فى شىء مفيد، وتعلمت صناعة الحلويات، مثل أى شيف حلويات شهير»، ولفتت إلى أن عدداً من السيدات اللاتى تعلمن منها «أصول الصنعة» قمن بفتح محلات خاصة بهن لبيع الحلويات، وتابعت بقولها: «للأسف واجهتنى العديد من المصاعب، أبرزها نظرة المجتمع للمرأة العاملة، وكانت عائلتى أول من عارضتنى بدعوى عدم حاجتى للعمل، ولم يساعدنى أحد من أهلى، حتى زوجى اشترط عدم العمل طوال فترة وجوده بالمنزل، وقال لى: ممنوع تقصرى تجاه بيتك وأولادك وزوجك، وحينها حاولت والدتى إقناعى بالتراجع عن قرارى، وقالت لى: هتفضحينا، هو انتى بتاكلى بالدين؟.. جوزك مش مخليكى محتاجة حاجة، ليه تشتغلى؟»، وأضافت أنها بدأت مشروعها برأسمال 1000 جنيه، وخلال سنة واحدة ارتفع إلى 10 آلاف جنيه، مشيرةً إلى أنها تستعين بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى تسويق منتجاتها.

أما ابنة محافظة الإسماعيلية «ليلى إبراهيم عبدالعزيز»، 33 سنة، فقد بدأت حديثها لـ«الوطن» والدموع تملأ عينيها، نظراً لأنها تذكرت سنوات طفولتها، وعدم قدرتها على استكمال تعليمها، حتى تزوجت مبكراً دون 16 سنة، ثم هجرها زوجها تاركاً لها طفلين «دنيا» 16 سنة، و«محمد» 14 سنة، فقررت أن تكون لهما الأم والأب معاً، وقالت: «بدأت الشقا من بدرى، حتى وأنا على ذمة زوجى، كنت بشتغل فى محل لبيع الدواجن، وفى ورشة تنجيد، ولكن بعد طلاقى من زوجى قررت أن يكون لى مشروعى الخاص، استلفت 2000 جنيه، وفتحت فرن لشوى السمك، وبيع الأسماك المجمدة، وبعض الخضراوات»، وأضافت أن أكبر الصعوبات التى واجهتها كانت بسبب نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، «الناس بتتبع خطواتها، دى راحت فين، وجت منين، ومين اللى دخل يشترى، ومين اللى خرج من عندها، ومين اللى كان بينزل الخضار»، مشيرةً إلى أنها تقيم فى قرية صغيرة، وتعانى صعوبة فى وسائل المواصلات، كما لفتت إلى أنها تلقت تدريباً من قبل المجلس القومى للمرأة، وبإشراف التضامن الاجتماعى، بالاشتراك مع إحدى الشركات الخاصة، تعلمت خلاله كيف تدير مشروعها، وكيفية زيادة رأس المال، حيث بدأت بقرض بلغ 300 جنيه، ارتفع الآن إلى 4000 جنيه.

وعادت الابتسامة إلى شفتى «ليلى»، قبل أن تنهى حديثها، معربةً عن أملها فى استكمال مسيرتها حتى تعبر بأبنائها إلى بر الأمان.

وبملامح طفولية وابتسامة تعلو وجهها، جلست «نهى سعد»، 29 سنة، حاصلة على دبلوم فنى، داخل منزلها تستعرض شريط ذكريات تجربتها القاسية مع الزواج، فلم يكن يمر يوم عليها إلا وكانت تتلقى «علقة» تلو الأخرى على يد زوجها، حتى أصبح اللون الأزرق يكسو جسدها، وترددت على المستشفيات للعلاج من الإصابات التى ألمت بها، كل ذلك بسبب إنجابها فتاة وعدم حملها مرة ثانية، نتيجة معاناتها من مشاكل صحية، إلى أن حصلت على الطلاق بموجب حكم قضائى، وساعدتها أسرتها على الخروج من تلك التجربة المريرة، وعلى تربية ابنتها «بسملة»، 7 سنوات.

وتابعت «نهى» بقولها: «بعد طلاقى قررت الخروج إلى معترك الحياة، بعمل مشروع خاص بى، عبارة عن تربية الدواجن، وبدأت المشروع قبل عامين، قمت بتربية دواجن وحمام وسمان، كما أقوم بالتنظيف والبيع، حتى أساعد نفسى، ولا أعتمد على أحد فى حياتى، فيكفى ما قضيته فوق العامين فى المحاكم، من أجل الحصول على حريتى، لإنقاذ نفسى وحياة ابنتى».

أما «مريم المليجى»، إخصائية تكنولوجيا تعليم، أم لـ3 بنات، فقد بدأت مشروعها الخاص فى تجارة الملابس النسائية والأطفال، لمساعدة زوجها الراحل على مواجهة أعباء الحياة، ومن خلال جمعية مع عدد من أقاربها وجيرانها، استطاعت تدبير مبلغ 5000 جنيه، بدأت تجارة الملابس عبر الإنترنت، وقالت: «بعد وفاة زوجى أصبح مشروع الملابس مصدر دخل إضافى للدخل الأساسى، يعيننى على قضاء احتياجات بناتى»، مشيرةً إلى أنها تقضى نحو 6 ساعات يومياً فى وضع صور وتصميمات الملابس على مجموعة قامت بإنشائها على موقع «فيس بوك»، أضافت إليها أصدقاءها ومعارفها، معربةً عن أملها فى امتلاك محل صغير، لمواصلة مشوارها فى تجارة الملابس، وتابعت بقولها: «واجهتنى العديد من الصعوبات، تمثلت فى عدم وجود رأسمال كاف للتجارة، فكرت فى الحصول على قرض، ولكننى تراجعت خشية وجود صعوبات فى السداد، وحالياً بعد وفاة زوجى أصبحت الأم والأب لبناتى الثلاث، وأصبحت تجارة الملابس مصدر الدخل الرئيسى لنا»، ودعت «مريم» إلى ضرورة منح تسهيلات للمرأة المعيلة فى الاقتراض وسداد أقساط القروض، وكذلك تيسير إجراءات إنشاء المشروعات، ومنح فترات سماح مناسبة قبل سداد القرض.

«الناس تنظر للسيدة العاملة على أنها شمال. الشغل مش عيب ولا حوجة لمد الإيد والسؤال»، كلمات بدأت بها «خلود رضا أحمد»، 19 سنة، حاصلة على دبلوم تجارة، ومقيمة فى «كفر سعد» بدمياط، حديثها لـ«الوطن»، عن تجربتها فى افتتاح محل لتصنيع وبيع مستلزمات المكياج والإكسسوارات، بمساعدة والديها، حتى لا تضطر إلى العمل لدى الغير، واستطاعت خلال عامين أن تجعل لنفسها اسماً فى هذا المجال، وقالت: «فى البداية واجهتنى العديد من الصعوبات، منها عدم قدرتى على التعامل مع الزبائن الذين كانوا عادةً يحاولون التقليل من قيمة البضاعة»، مشيرةً إلى أنها تقوم بتصنيع الإكسسوارات وتطريز المفارش بنفسها.

واعتبرت الفتاة العشرينية أن «نظرة المجتمع للفتاة العاملة نظرة قاتلة، فطالما خرجت الفتاة من بيت أهلها للعمل، أو وقفت فى محل عملها بالشارع، وتعاملت مع رجال، تبقى بنت مش محترمة أو شمال»، مشيرةً إلى أنها تمكنت من تجاوز كل هذه «المهاترات»، من خلال ثقتها بنفسها، وبمساعدة أهلها، وتوجهت إلى كل فتاة أو سيدة ترغب فى عمل مشروع خاص بها، قائلة: «لا تتراجعى، ولا تخشى أحداً، حققى ما تحلمين به، الشغل مش عيب ولا حرام ولا شمال».

«أميمة الزاهد»، واحدة من آلاف النماذج المشرفة للمرأة المصرية، استحقت لقب «ست بـ100 راجل»، تحدثت لـ«الوطن» بينما كانت تحاول التقاط أنفاسها بعد يوم عمل شاق، تعمل فى أكثر من وظيفة، لا يشغل بالها سوى أن بناتها يكملن تعليمهن ويتزوجن، كما لو كان والدهن على قيد الحياة، حيث توفى زوجها «حسن العفيفى» مع عدد آخر من الصيادين كانوا على متن مركب الصيد «زينة البحرين»، التى غرقت فى المياه الإقليمية للسودان قبل أكثر من عامين، تاركاً لها 3 بنات، الكبرى تزوجت فى حياة والدها، الذى توفى قبل أن يرى أول أحفاده، والثانية كانت مخطوبة، وتمكنت الأم من استكمال تجهيزها وتزويجها قبل عدة شهور.

تبدأ «أميمة» يومها فى تحفيظ القرآن من الساعة 7:30 صباحاً حتى الواحدة ظهراً، ثم تتوجه إلى أحد مراكز الشباب، حيث تعمل موظفة، من الثالثة وحتى التاسعة مساءً، تعود بعدها إلى منزلها لرعاية مشروعها الخاص فى تربية الدواجن، حتى تستطيع تدبير احتياجات بناتها، دون الحاجة لأحد، وبينما أشارت إلى أنها بدأت مشروعها بـ500 جنيه، قالت: «واجهتنى عدة صعوبات، تمثلت فى تنظيم الوقت بين الوظيفة والعمل الخاص»، وأضافت أن الأمراض التى تصيب الطيور بين فترة وأخرى تُعد من أهم التحديات التى تواجهها، نظراً لأنها قد تتسبب فى خسائر فادحة للمربين، وطلبت من مديريات التضامن والشئون الاجتماعية وضع برامج لمتابعة وتوجيه السيدات من أصحاب المشروعات الصغيرة، خاصةً، أن معظمهن ليس لديهن أى خبرات سابقة فى كثير من المجالات.

أما «ليلى فوزى»، 26 سنة، متزوجة وأم لطفلين، فلم تعبأ بما قطعته من عشرات الكيلومترات، فقد جاءت مع أسرتها من محافظة كفر الشيخ قبل شهور قليلة، لتستقر فى مسقط رأس زوجها بمحافظة دمياط، سعياً وراء الرزق، قررت إقامة مشروع يعينها وزوجها على مواجهة مصاعب الحياة، لم تتوقع مساندة الأهالى لها، على الرغم من كونها «غريبة»، بدأت بتدشين مشروعها فى تربية الدواجن والسمان برأسمال أقل من 1000 جنيه، تحدثت لـ«الوطن» قائلةً: «زوجى يعمل سائق توك توك فى النهار، ويساعدنى فى تربية الدواجن خلال الليل»، مشيرةً إلى أنها تعيش فى شقة بالإيجار، وأضافت: «بدأت المشروع بـ20 دجاجة و300 طائر سمان، ظللت أهتم بها وأرعاها يوماً بعد يوم، ومن هنا عرفنى الأهالى، ونظراً لحسن معاملتى مع الجميع، أقبلوا على الشراء منى، ولم أشعر يوماً بأنى غريبة عن أهلى»، وأعربت «ليلى» عن استيائها بسبب تعقيدات الحصول على قرض لدعم مشروعها، وأوضحت أن «الحصول على قرض أمر بالغ الصعوبة، وكأنى بألف حول نفسى، وحينما تقدمت للبنك للحصول على قرض، قالوا لى هتاخدى نصف المبلغ بس، يعنى 5 آلاف جنيه بدلاً من 10 آلاف، لكونها المرة الأولى»، كما أشارت إلى أن مبلغ القسط الشهرى 540 جنيهاً، وهو «مبلغ أكبر من قدرتى، خاصةً أن دورة الدواجن تستمر 45 يوماً، والمفروض أسدد القسط كل أسبوعين، ولا يمكننى تدبير مبلغ القسط رغم أننى أقضى أكثر من 14 ساعة يومياً فى العمل بعيداً عن أولادى»، مشيرةً إلى أنها قامت باستئجار منزل لتربية الدواجن به، بعيداً عن المنزل الذى تقيم فيه مع أسرتها.

وتحت شعار «كله علشان أولادنا يهون»، بدأت كل من «نسمة محمود»، 34 سنة، مقيمة بتفتيش كفر سعد بمحافظة دمياط، و«خديجة السعود»، 32 سنة، مقيمة بقرية «كفر شحاتة»، وكلتاهما حاصلة على دبلوم تجارة وأم لطفلين، مشروعين لتربية وبيع الدواجن والأعلاف، لمساعدة زوجيهما على مواجهة أعباء الحياة القاسية، الأولى يعمل زوجها باليومية فى أحد المقاهى، بدأت من الصفر بمبلغ لا يتجاوز 300 جنيه، والثانية تردد زوجها كثيراً قبل أن يقتنع بفكرتها، وقرر الوقوف بجانبها، لزيادة دخل الأسرة، واستكمال مشوار تربية وتعليم أبنائهما.


مواضيع متعلقة