«الوطن» فى «بحيرة الأسماك النافقة» بالخانكة: قمامة ومخلفات مصانع وصرف صحى

كتب: أحمد العميد والقليوبية - حسن صالح

«الوطن» فى «بحيرة الأسماك النافقة» بالخانكة: قمامة ومخلفات مصانع وصرف صحى

«الوطن» فى «بحيرة الأسماك النافقة» بالخانكة: قمامة ومخلفات مصانع وصرف صحى

ما إن تقترب من مياه بحيرة منطقة عرب العليقات بمركز الخانكة، التابع لمحافظة القليوبية، حتى تشتم رائحة نتنة تؤهلك لما ستشاهده على شواطئ البحيرة الصغيرة، من كميات الأسماك الصغيرة النافقة والطافية على مياه يميل لونها إلى الأخضر، التى أثار نفوقها ضجة وهلعاً بين المواطنين قبل ثلاثة أيام.

أسماك كثيرة متناثرة، ذات نوع وحجم واحد تقريباً -بلطى صغير-، ولا أثر لقوارب صيد، ولا أى نشاط بشرى على ضفاف البحيرة، فليس هناك سوى قمامة مبعثرة، وبعض الأبنية من الطوب أو الحجر الأبيض ولكنها مهدمة، أو مزالة، بينما على الجانب الآخر جبال من المخلفات والقمامة مصبوغة بلون أبيض نتيجة للمخلفات الكيميائية لمصنع أبوزعبل للأسمدة والمواد الكيماوية.

على بعد عشرات الأمتار يجلس مجموعة من الأهالى أمام منازلهم التى لا يزيد ارتفاعها على ثلاثة طوابق، جميعهم كانوا يمارسون الصيد فى البحيرة التى تطل بيوتهم عليها مباشرة، عاش بعضهم مراحل نشأة البحيرة وتطور حجمها، حيث تكونت من مياه جوفية من باطن الأرض بعدما كانت محجراً يتم استخراج الأحجار والمعادن منه، وسمحت المياه بتكوين بركة كبيرة أسموها لاحقاً البحيرة، بحسب حسن أبوناجى، سائق، 32 عاماً، الذى قال: «الكلام ده من 30 سنة تقريباً، إحنا وعينا على الدنيا لقيناها فيها ميه، وزادت مساحتها مع الوقت، وكان فيه نخل موجود لكن بعد ما الأرض طفحت ميه تانى غطت النخل، وكله غرق، والعمق فى المنطقة دى أكتر من 20 متراً»، ويضيف «أبوناجى»: البحيرة كانت مصدر رزق لعدد من الصيادين من أهالى منطقة شبين القناطر والمناطق المجاورة، وأنهم كانوا يأتون بشباكهم خلال السنوات الماضية لاصطياد السمك، ويأتون بالقوارب، ثم يخفونها بين الأعشاب الطافية على سطح المياه حتى لا يعبث بها الشباب بعد رحيلهم، ومحافظ القليوبية جاء منذ شهرين وافتتح مشروع استزراع سمكى بالبحيرة، موضحاً أن «البحيرة التى ألقت فيها المحافظة زريعة الأسماك لمشروع الاستزراع السمكى ليست هى التى نفقت بها الأسماك، وأن البحيرتين متجاورتان لكن يفصل بينهما ممر أرضى». ويضيف هانى عبدالحليم، صاحب محل أسماك وأحد أهالى منطقة عرب العليقات، أن البحيرة بها أسماك البلطى والقراميط، مصنفاً أسماك البلطى قائلاً: «البحيرة دى فيها أسماك بلطى أحمر وأبيض وأسود، مع القراميط، السمك البلطى مش بيستحمل وبيموت من الزبالة، لكن القراميط بتستحمل وتعيش، والسبب فى موت السمك ده الزبالة اللى بتترمى من المصانع، دول بيرموا فيها زبالة ومية نار»، لافتاً إلى أن مقلب القمامة لم يكن موجوداً قبل 5 سنوات، ومصانع كثيرة تأتى بسياراتها وتلقى القمامة على ضفاف البحيرة، حتى إن بعض المصانع تأتى من مدينة بنها لإلقاء مخلفاتها فى البحيرة.

{long_qoute_1}

ويضيف أحمد عبدالعال، 42 عاماً، صياد من منطقة شبين القناطر بالقليوبية، أنه كان دائم الصيد فى البحيرة إلا أنه توقف عن الصيد بسبب المخلفات التى أثرت على الأسماك، ما أثر على جودة الأسماك وطعمها وحجمها، موضحاً أن سمك البلطى كان يصل حجم الواحدة منه فى البحيرة إلى كيلو واحد، وسمك القراميط كان يصل وزن السمكة إلى 3 كيلو تقريباً.

فى المقابل، قال المحاسب غريب أحمد، رئيس مدينة الخانكة، إنه لا علاقة بين مقلب القمامة والمدفن الصحى بأبوزعبل، وواقعة نفوق طن ونصف الطن من الأسماك فى بحيرة عرب العليقات، التى تبلغ مساحتها 20 فداناً، مشيراً إلى أن التحريات الأولية للجهات المختصة التى تتابع التحقيق فى الواقعة رجحت بشكل كبير تورط إحدى العائلات من الصيادين فى الواقعة بسبب النزاع على مناطق الصيد والاستزراع الخاص بالأهالى فى البحيرة.

ونفى غريب قيام أى سيارات بإلقاء القمامة بالقرب من البحيرة، مشيراً إلى أن المدفن الصحى يبعد 4 أمتار عن البحيرة، ويفصل بينهما جسر مسطح لا يوجد به أى قمامة، كما أن المدفن الصحى فى هذا الجزء مغلق ولا يتم استخدامه فى الدفن الصحى ويتم نقل القمامة إلى أماكن أخرى بعيدة عن البحيرة، وأشار غريب إلى أن التحاليل الأولية لعينات المياه والأسماك النافقة رجحت وجود سم فى المياه تم إلقاؤه لقتل الأسماك، موضحاً أن التقرير النهائى سيتم إعداده بعد إنهاء التحاليل فى معامل وزارة الزراعة والثروة السمكية.


مواضيع متعلقة