أمريكا الجنوبية: "السانديني" و"التشافيزي" في مرمى نيران "ألماجرو"

كتب: حسن رمضان

أمريكا الجنوبية: "السانديني" و"التشافيزي" في مرمى نيران "ألماجرو"

أمريكا الجنوبية: "السانديني" و"التشافيزي" في مرمى نيران "ألماجرو"

"أطالب المجتمع الدولي بخنق الديكتاتورية التي استقرت في نيكاراجوا.. فيما يتعلق بتدخّل عسكري يهدف إلى إسقاط نظام نيكولاس مادورو، أعتقد أننا ينبغي ألّا نستبعد أيّ خيار"، كانت هذه إحدى عبارات الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماجرو، التي قال إحداها بمناسبة القمة الـ15 الأمريكية اللاتينية للتسويق السياسي والحكم في "ميامي" بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما الثانية في مؤتمر صحفي في مدينة "كوكوتا" الكولومبية، القريبة من الحدود مع فنزويلا.

ألماجرو "المحامي"، الذي ولد في 1 يونيو 1963، تولى عدة مناصب دبلوماسية وكذلك عدة وظائف في حكومة أوروجواي، حيث شغل منصب وزير الخارجية في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية في الفترة من 2010 إلى 2015، في حكومة الرئيس السابق خوسيه موخيكا، أفقر رئيس دولة في العالم، وقبل ذلك شغل منصب سفير أوروجواي في الصين.

وعلى الموقع الرسمي لمنظمة الدول الأمريكية المعروفة اختصارا باسم "oas"، يقول "ألماجرو": "ستجدون في داخلي مقاتلا لا يكل عن وحدة الأمريكيتين"، مضيفا أنه مهتم بالبحث عن حلول عملية للمشاكل التي تعاني منها المنطقة.

وأثارت التصريحات السابقة استياء ورفض من جانب حكومة الرئيس دانيال أورتيجا، 72 عاما، في نيكاراجوا، والتي تعاني بلادها من أزمة سياسية ومطالبات باستقالة الرئيس أورتيجا "السانديني"، الذي تتهمه المعارضة بترسيخ نظاما دكتاتوريا يتسم بالفساد والمحسوبية، مع زوجته "روزاريو موريو" التي تشغل منصب نائب الرئيس، وكذلك أثارت تصريحات الأمين العام إدانة ورفض من جانب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خليفة الرئيس هوجو تشافيز، والتي تعاني بلاده من أزمة خانقة.

{left_qoute_1}

وكان ألماجرو، هاجم في جلسة سابقة للمجلس الدائم لمنظمة الدول الأمريكية، حكومة أورتيجا، لأنها تقوم بقمع المتظاهرين، على حد تعبيره.

و"الجبهة الساندينية لتحرير نيكاراجو"، هي الحركة المعارضة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي حققت انتصارا عسكريا على نظام سوموزا الديكتاتوري في 1979، قبل أن تخسر السلطة بعد عقد أثر نزاع عنيف مع مناهضين للثورة قامت الولايات المتحدة بتسليحهم، وقد استعادت السلطة بعد ذلك عبر الانتخابات.

وشهدت نيكاراجوا، الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى، مظاهرات مناهضة للحكومة منذ 5 أشهر، وسقط خلالها حتى الآن أكثر من 480 قتيلا و4 آلاف مطالبا جراء في محاولات السلطات ومؤيديها لتفريق المتظاهرين، إضافة إلى توقيف أكثر من ألف و200 شخص وإقالة أكثر من 400 طبيب ومدرس.

ويطالب المعارضون بإطلاق سراح أكثر من 300 نيكاراجوي مسجون بتهمة معارضة الحكومة، وبإجراء انتخابات مبكرة في 2019 أي قبل سنتين من الموعد الرسمي.

 وبدأت الحركة الاحتجاجية في نيكاراجوا في 18 أبريل الماضي، بسبب إصلاح نظام الضمان الاجتماعي، الذي اضطرت الحكومة للتخلي عنه الحكومة في نهاية المطاف.

ورفض أورتيجا، إجراء الانتخابات المبكرة، واصفا "أحداث نيكاراجوا"، بأنها مؤامرة ضد بلاده، وقال رئيس نيكاراجوا "المقاتل السابق والموجود في الحكم منذ 11عاما"، في حوار مع قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن واشنطن بلد يعتمد على "الإبادة الجماعية" إذ أنها القوة العالمية الوحيدة التي استخدمت القنبلة الذرية، مضيفا إنه مستعد لمقابلة نظيره الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة.

وطالبت حكومة نيكاراجوا، الإثنين الماضي، باستقالة "ألماجرو"، معتبرة أنه يهدد السلام الدولي بطلبه خنق ديكتاتورية الرئيس أورتيجا، وقالت روزاريو موريللو، زوجة أورتيجا ونائبته، إن هذه التصريحات بصفته أمينا عاما لـ"منظمة الدول الأمريكية"، تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين، وانتهاكا خطيرا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي"، موضحة أنه على "لويس الماجرو"، الاستقالة.

{left_qoute_2}

ورأت حكومة نيكاراجوا، أن تصريحات الأمين العام، تشكل انتهاكا لميثاق المنظمة الذي يفيد بأنه على المنظمة الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي دولها الأعضاء واستقلالها، وأشارت نائب رئيس نيكاراجوا إلى أن "أيا من بنود ميثاق المنظمة لا يجيز لها التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك التشجيع على تدخلات عسكرية ضد دولة عضو والدعوة إلى خنق حكومة".

وفي فنزويلا، أعلنت ديلسي رودريجيز، نائبة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، السبت الماضي، أن بلادها ستدين أمام منظمة "الأمم المتحدة"، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية بسبب قيامه بالتحريض على تدخل عسكري في فنزويلا وإضراره بالسلم في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وأشارت المسؤولة الفنزويلية إلى أن "ألماجرو ينوي إحياء اسوأ التدخلات العسكرية الإمبريالية في منطقتنا التي يبدو استقرارها مهددا بشكل خطير، بالتحركات الجنونية لمن يستغل بشكل مشين الأمانة العامة لمنظمة الدول الأمريكية".

ويشهد الوضع الاقتصادي في فنزويلا تدهورا كبيرا، ما دفع عشرات الآلاف من المواطنين للهرب إلى الدول المجاورة، ويؤمن النفط 96% من عائدات فنزويلا والتي تملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، لكن إنتاجه تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاما، بلغ 1.4 مليون برميل يوميا في يوليو الماضي مقابل معدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل 10 سنوات وبلغ 3.2 مليون برميل، وبلغ العجز 20% من إجمالي الناتج الداخلي، والدين الخارجي 150 مليار دولار، بينما لا يتعدى احتياطي النقد، 9 مليارات.

 

رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا

مظاهرات نيكاراجوا

 

مظاهرات نيكاراجوا

 

 

مؤتمر صحفي لرئيس فنزويلا عقب زيارته إلى الصين

 

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو


مواضيع متعلقة