«الوطن» فى بيوت نجوم زمن الفن الجميل «هنا عاش»

كتب: محمد غالب

«الوطن» فى بيوت نجوم زمن الفن الجميل «هنا عاش»

«الوطن» فى بيوت نجوم زمن الفن الجميل «هنا عاش»

أعمالهم أثَّرت فى حياة الكثيرين، سواء كانت أفلاماً سينمائية أحبوا أبطالها، أو أعمالاً شعرية وأدبية لا تُنسى. شعب يحب الفن والثقافة، يفخر بسينما أنجبت عمر الشريف، وكمال الشناوى، ورشدى أباظة، وفاتن حمامة، والمخرج يوسف شاهين، عاش فيها الشاعر فؤاد حداد ووصل منها إلى العالمية الأديب نجيب محفوظ، وغنَّى لها عبدالحليم وأم كلثوم.

تكريماً لكل مبدع كان له عظيم الأثر بفنّه، دشنت إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، مشروع «هنا عاش»، الذى أطلقه الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، بوضع لوحة معدنية تحمل اسم كل مبدع أمام العقار الذى عاش فيه، مع تخصيص موقع وتطبيق إلكترونى يضم معلومات عن الشخصيات المبدعة.

اللافتات المعدنية أصبحت علامة بارزة فى كل منطقة، يلتقط الكثيرون صوراً تذكارية بجانبها.

فى شارع شريف بوسط البلد، يسكن موجّه اللغة العربية محمد الأمين إبراهيم، يمر يومياً أثناء سيره بالشوارع بجانب عقار مكتوب على بابه «هنا عاش استيفان روستى»، فى شارع مظلوم بباب اللوق، يلوّح بيده على عقار كبير: «دى كانت بتاعة أنور وجدى، ومات قبل ما تكمل العمارة، كان ناقص دورين، كانت أمنية حياته إنه يشوف العمارة دى». يحب موجّه اللغة العربية السينما والممثلين، يرى أن فكرة وضع لوحة معدنية تفيد بأن الفنان عاش هنا، تعتبر درساً هاماً للأجيال الشابة: «رسالة مفادها إن اللى بيقدم حاجة للبلد، ما بيموتش، بالعكس اسمه بيعيش حتى بعد الموت».

عند التقاء شارع شريف مع قصر النيل، توجد عمارة الإيموبيليا، تنقسم إلى مدخلين، على واحد منهما، لافتة كبيرة غطتها الأتربة مكتوب فيها، فى هذه العمارة، بالدور الثالث، شقة رقم 321، عاش الفنان نجيب الريحانى، من عام 1938 إلى 1949. عقار فخم، يضم فى الجناح الواحد عدد 6 مصاعد كهربائية، يجلس على مكتب بالمدخل، حسن السيد، عامل الأسانسير، كبير السن، نحيف، على وجهه ابتسامة، يوجه السلام للداخلين بصوت منخفض به حشرجة، يحكى دائماً عن عمله فى العقار الذى سكن فيه بخلاف الريحانى، عدد كبير من النجوم منهم ماجدة الخطيب، ماجدة صباحى، أنور وجدى، عبدالعزيز محمود، ويوسف منصور، يتوقف قليلاً ثم يستطرد: «يوسف منصور كان بلسم فى الحقيقة، أخلاقه مش موجودة دلوقتى فى أى حتة، كان محترم وجنتلمان».

بخلاف فخامة العقار وموقعه المميز بـ5 شارع عرابى بالأزبكية، يظل وجود اسم رشدى أباظة على مدخل عقار الشماع، هو أهم ما فى العقار، يلاحظ عبدالله عبدالغفور، حارس بالعقار، أن العديد من المارة يلتقطون الصور لاسم رشدى أباظة.

وفى 22 شارع صبرى أبوعلم بعابدين، تشعر أسماء إبراهيم أنها تسكن فى مكان مميز، بسبب وجود اسم الشاعر فؤاد حداد على بابه، حيث عاش فترة: «لما بوصف لحد العمارة، بقول له اللى مكتوب عليها من بره هنا عاش الشاعر فؤاد حداد». فى باب اللوق، تحديداً أمام مقهى أستراند الشهير، كان يسكن الفنان عبدالبديع العربى، الذى طبعت صورته على واجهة العقار، يصفه ممدوح عبده صاحب الجزارة، بالإنسان الطيب: «كان عندى 12 سنة وهو كان بيقعد مع والدى قدام الجزارة، وكنت بشوف الفنان محمود فرج، عفركوش إسماعيل يس، لازم نكرم كل الفنانين حتى أصحاب الدور التانى».

اللوحة المعدنية الخاصة بالفنان كمال الشناوى موجودة أمام العقار الذى عاش فيه فى 56 شارع مراد بالدقى، كان يجلس تحتها على كرسى بلاستيك، يسرى محمد، أحد السكان ويعمل بالمنطقة، دار حديث بينه وبين حارس العقار: «حلو جداً إننا نكرم الفنانين اللى حبينا أفلامهم».


مواضيع متعلقة