صور| مستشفى ومعهد ديني.. تبرعات أهالي كفر الشيخ تقهر ظروف التمويل

كتب: سمر عبد الرحمن

صور| مستشفى ومعهد ديني.. تبرعات أهالي كفر الشيخ تقهر ظروف التمويل

صور| مستشفى ومعهد ديني.. تبرعات أهالي كفر الشيخ تقهر ظروف التمويل

مستشفيات تُشيد ومعاهد ومراكز لغسيل الكلى تٌبنى، مواطنون يتبرعون بأراضهم، وآخرون بأموالاً للبناء، حتى أصبحت محافظة كفر الشيخ رائدة في العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية، فالأهالي استطاعوا بناء عشرات المساجد، وتجهيز حضانات للأطفال، وتدعيم المستشفيات بالمستلزمات الطبية، فضلاً عن بناء مدارس في المناطق التي تحتاج لذلك، فضلاً عن مساهمتهم في إنشاء حلماً راودهم لسنوات طويلة، وهو المستشفى الجامعي. 

{long_qoute_1}

26 عاماً تجرع أهالي قرية القن زهران التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، خلالها مرارة الألم، فقدوا طلاباً في رحلة البحث عن التعليم، عقب صدور قراراً بإزالة المعهد الأزهري الابتدائي الخاص بالقرية عام 1992، ومن وقتها والأهالي كعب داير على المسؤولين ليحصلوا على موافقتهم ببناؤه مرة آخرى، ولم تحرك توسلاتهم ساكنا، وفي 21 نوفمبر من عام 2016، استيقظ أهالي القرية على فاجعة وفاة الطالبة شاهيناز محمد خليل، بالصف السادس الابتدائي، عقب تعرضها لحادث آليم أثناء ذهابها لمعد قرية "البرانية" الذي يبعد عن محل إقامته بنحو 7 كيلو مترات، وامتنع التلاميذ عن الذهاب للتعليم، حزناً عليها، مطالبيين بإعادة إنشاء معهد قريتهم، وقتها ذهبت لجنة من مشيخة الازهر لتقديم واجب العزاء في الطالبة، ومطالبة الأهالي بذهاب أبناءهم للتعليم مع وعد بإنشاء المعهد، بعدما تعهد الأهالي بتحمل نفقات الإنشاء.

بعد أسبوعين كامليين من امتناع التلاميذ للذهاب للتعليم، قرر محافظ كفر الشيخ السابق زيارتهم، ودعم الأهالي بـ500 ألف جنيه مع تبرعهم بـ4 ملايين جنيه لبناءه، وبدأت مرحلة البناء وانتهت بتشيد معهد ابتدائي ورياض أطفال 4 أدوار بتكلفة تجاوزت الـ5 ملايين جنيه، لتتسلمه لجنة من منطقة كفر الشيخ الأزهرية ليكون جاهزاً لاستقبال التلاميذ العام الدراسي الذي سيفتح أبوابه خلال أيام.

{long_qoute_2}

لم يختلف الحال كثيراً بقرية محلة دياي التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، إذ قرر أهالي القرية مساعدة ذويهم من مرضى الغسيل الكلوي وتخفيف العبء المادي والمعنوي عنهم، وأنشأوا مركزاً للغسيل الكلوي على مساحة 420 متراً وسلموه لوزارة الصحة، لتقوم بإدارته والإشراف عليه، واجتمع عدد من أبناء القرية وأعضاء مجلس إدارة "جمعية التعاون والتطوير الخيرية"، يفكرون فى كيفية جمع تبرعات لإنشاء المركز وبالفعل ضموا 10 أشخاص من كبار العائلات بالقرية لمجلس إدارة الجمعية ليصبح عددهم 15 شخصاً بدلاً من 5، ووصلت تبرعاتهم لنحو 4 ملايين جنيهاً.

وقال مصطفى عامر، أحد الأهالي، إن فكرة المشروع بدأت لدى الشباب والأهالي بعد تزايد أعداد مرضى الغسيل الكلوى بالقرية وذهابهم إلى مدينة دسوق 3 أيام فى الأسبوع مما يكبدهم مشقة مالية وجسدية، فتشاور أهل البلد عام 2013، وتقدموا بمذكرة لمحافظ كفر الشيخ آنذاك للتبرع بقطعة أرض كان مُقاماً عليها مستشفى متكامل وتم هدمه، ليتولى الأهالى إنشاء مركز للغسيل الكلوى عليها للحد من معاناة المرضى، و تمكنا من بناء 3 أدوار، الأول لوحدة الغسيل الكلوي، والثاني ثلثه مكاتب إدارية والثلثين الباقيين وحدة الغسيل الكلوي، مشيراً إلى أنه تم تجهيزه وتشطيبه وشراء ماكينات الغسيل من التبرعات التي وصلت لأكثر من 4 ملايين جنيه، وتم تسليمه وهو الآن يعمل بكفاءة.

{long_qoute_3}

في عام 2012 قررت قيادات جامعة كفر الشيخ تحقيق حلم الأهالي في إنشاء مستشفى جامعي لعلاجهم بدلاً من السفر للمستشفيات بالمحافظات المجاورة، كان قراراً صعباً في ظل عدم وجود تمويل كاف، لكن بدء في المرحلة الأولى للبناء بتبرعات الأهالي الراغبين في تحقيق الحلم وكانت أسرع من التمويل الحكومي، وبلغت نحو 18 مليون ونصف، منها 14 مليون  تبرعت بهم المحافظة من أصل 40 مليون جنيه لصالح المستشفى، و4.5 مليون جنيه تبرعات بعد البدء في إنشائه، لم يكن الأهالي وحدهم هم الذين بادروا بالتبرع، بل أطلق الدكتور ماجد القمري، رئيس الجامعة مبادرة وهي قيام أعضاء هيئة التدريس المسافرين في بعثات أو إعارات خارجية بالتبرع بمبالغ لدعم إنشاء المستشفى، الذي كانت تكلف نحو 370 مليوناً ورحب العاملون بالجامعة بهذه المبادرة وتوالت التبرعات حتى وصلت لـ7 ملايين جنيهاً ونصف المليون، في إطار تفعيل المشاركة المجتمعية لهم.


مواضيع متعلقة