خبراء عن ذكريات شهود أحداث 11 سبتمبر: "الخيال مرتبط بعملياتهم العقلية"

03:12 م | الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

قالت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، بشأن الدراسة التي أجراها الباحثان في علم النفس حنينيفر تالاريكو، ودايفيد روبن، من جامعة ديوك الأمريكية، تتعلق بالذاكرة على من شاهدوا أحداث 11 سبتمبر 2001، إنه عند تعرض الأشخاص لأحداث صادمة يصبحون في حالة من التأهب والدفاع عن النفس عن طريق زيادة ضربات القلب وحالة من الذعر، متعرضون مع الوقت لكرب ما بعد الصدمة والتي يتبقى منها المشاعر التي تلاحقه فكأنه يرى ويتصور ما تعرض له.

وأضافت العيسوي لـ"الوطن"، أن الأشخاص المتعرضون للصدمات خاصة الأحداث القاسية والمؤلمة مع الوقت يصبح الخيال مرتبط بكثير من عملياتهم العقلية، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من الذين تعرضوا لأحداث 11 سبتمبر يعانون من الكوابيس والفزع الليلي واضطرابات النوم وصعوبة العمل بكفاءة وذلك حسب دراسات علمية.

وأكدت أن ذكريات شهود عيان 11 سبتمبر، لا تتلاشى بشكل كامل، ويبقى منها بعض المشاعر التي تحدث تغيرات في العمليات العقلية نتيجة هول الصدمة.

كما أوضح جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن تعرض الأشخاص لصدمة كبيرة ينتج بعدها عصاب ما بعد الصدمة الذي يؤثر على وظائفه المعرفية التي تقل تدريجيا مع مرور، مشيرًا لـ"الوطن" إلى تأثر الذاكرة تدريجيًا مواجهًا أعراض كثيرة أقلهم الكوابيس.

وكان أجرى الباحثان في علم النفس، تجارب نفسية تتعلق بالذاكرة على من شاهدوا الأحداث، وإجراء عمليات مسح لأدمغة الأشخاص بعد ثلاث سنوات من هذه الهجمات، واسترجاع ذكريات ذلك اليوم والذكريات اللاحقة.

ووجدت تلك الدراسة أنه في حين يشعر الناس بقوة أن استرجاع الذكريات الخاصة بهم واضحة تماما، إلا أن هذه الذكريات تتآكل في الواقع بمرور الوقت، مثل ذكريات أعياد الميلاد، وعمليات الشراء وأحداث الحياة.

وبدأ الباحثان في إجراء مقابلات مع الناس في جميع أنحاء الولايات المتحدة في 12 سبتمبر 2001، وطرحا أسئلة حول مكان تواجدهم عندما سمعوا عن الهجمات، كما طلبوا من الطلاب تقديم بعض الذكريات للأحداث اليومية.

وبعد عدة أسابيع، تم التواصل مع الطلاب مرة أخرى وإعادة طرح نفس مجموعة الأسئلة على الطلاب، واتضح انخفاض دقة الإجابات كلما زادت مدة انتهاء الحدث، وتوصلت الدراسة في النهاية إلى عدم إعطاء ثقة كبيرة في الاعتماد على الذاكرة لأنها تتآكل بمرور الوقت، وفقا لموقع "لايف ساينس" للأبحاث العلمية.