الطرق.. ألف باء العمران

«كتير قالوا وبيقولوا المشروع مش مهم حالياً! أو بيتعمل أصلاً ليه؟ وليه ده؟ وليه ده كمان؟.. بس احنا عارفين إنهم هيقدّروا بعدين -إن ماكانش دلوقت- قيمة وأهمية اللى بيتعمل فى اللحظة الحالية، وخاصة فى مشروعات الطرق والنقل والمواصلات.. إحنا مش بنعمل كل مشروعات الطرق دية علشان نفوز فى مسابقة! لااااااااا.. إحنا بنعمل ده لأن ترتيبنا بين الدول فى الآخر.. فى الآخر خالص.. بنعمل ده علشان نطلع لقدام... ولا انتو عاوزين مصر تفضل ورا!!؟؟».

كان هذا المقطع جزءاً من تعليق سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاحه، أمس الأول، عدداً من مشروعات الطرق والكبارى والمحاور الحيوية والهامة على مستوى الجمهورية. وعلى الرغم من أنه كان من المفترض بى أن أستكمل حديثى معكم اليوم حول مشروعات الطاقة الكهربائية التى تم إنجازها خلال الأربع سنوات السابقة، والتى كنت قد بدأت الحديث عنها فى مقالى السابق تحت عنوان «وعاد النور (1)»، اسمحوا لى بأن أستأذنكم اليوم فى تأجيل الحديث عنها للمقال المقبل بإذن الله، حيث تابعت، أمس الأول، فعاليات افتتاح مشروعات محاور النيل والطرق والكبارى، وقد استوقفنى الكثير من المعلومات والأرقام والملاحظات التى أردت أن نتشاركها معاً اليوم، وذلك استناداً على نقطتين، لعل أولاهما هى أهمية الحدث الذى فرض نفسه على ساحتنا، وأما النقطة الثانية فتتمثل فى حالة الاستقطاب الشديدة والتربص و«الفَتْى» التى بات يعانى منها مجتمعنا بشكل أصبح مزعجاً للغاية بكل أسف.

وبعيداً عن مساحات الاختلاف بشتى أنواعها، المشروعة منها والخبيثة، فإننا سنتفق جميعاً فى أنه لا يختلف عاقل على أن القيادة السياسية المصرية حالياً تدرك جيداً أهمية تطوير وتحديث شبكة الطرق، فهى تعى تأثير توسيع شرايين الحركة، سواء لانتقال البشر أو البضائع، الأمر الذى يدعم عملية التنمية ويوفر فرص العمل، ويشجع حركة الاستثمار الداخلى والخارجى فى طول البلاد وعرضها.

وأدرك جيداً أن المساحة محدودة، لذا سأحاول المرور سريعاً على بعض ما استوقفنى من معلومات وأرقام تُرجم الكثير منها إلى العديد من الملاحظات، فمثلاً قد قفزت مصر من من المرتبة الـ118 فى عام 2014 م إلى الـ75 عالمياً فى جودة الطرق، كما أن مصر أيضاً أنفقت ما يقرب من 32 مليار جنيه (2014 - 2018)، فأحدثت نقلة نوعية فى مجال الطرق المصرية، حيث أضافت نحو 900 ألف كم من الطرق الجديدة، و6 محاور على النيل لأول مرة، و30 كوبرى علوى. تلك كانت المرحلة الأولى من المشروع، وهناك المرحة الثانية المستهدف أن تصل أطوالها إلى 1280 كم، بالإضافة إلى تطوير وتجديد 2500 كم من الطرق القديمة، وتنفيذ 10 محاور أخرى على النيل و20 كوبرى بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، هذه الهيئة التى تنفذ 362 مشروعاً.

وسأختم مقالى اليوم بهذا المشهد دون تعليق:

قال سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسيد محافظ القاهرة: يا خالد كشافات الإنارة اللى فى مدخل مصر إضاءتها مش كافية.. بفكّرك بيها.

ورد المحافظ: تعليمات سيادتك تم تنفيذها بالفعل يا افندم.

فقال له السيد الرئيس: أنا لسه شايفها وانا راجع من المطار ومفيش تعليمات اتنفذت ولا حاجة يا خالد.