«الخيش».. حافظ المحاصيل والأغذية يواجه حرب «البلاستيك»

كتب: محمد الرملى

«الخيش».. حافظ المحاصيل والأغذية يواجه حرب «البلاستيك»

«الخيش».. حافظ المحاصيل والأغذية يواجه حرب «البلاستيك»

داخل حارة بشارع الجزائر، فى منطقة اللبان وسط الإسكندرية، جلس نبيل شوقى بسطا، صاحب الـ71 سنة، يدير محل والده لصناعة الجوال الخيش، ومباشرة العاملين لإحياء صناعة أوشكت على الانقراض، تعلمها والده وجده وتوارثت المهنة بين أجيال العائلة حتى تمكن من إدارة المحل.

ويقول «نبيل»: «المحل تم افتتاحه عام 1950، وهو من أقدم المحال فى الإسكندرية، ويأتى له الزبائن من كل مكان ليجدوا كل أنواع الأجولة الخيش المخصصة لتعبئة المنتجات وتصديرها للخارج». وأضاف أن تجارة الخيش، الذى يُلقب بالجوت، بدأت فى مصر عام 1920 تقريباً وهى مهنة متوارثة، يعمل بها منذ أن كان مديراً لإدارة بشركة أسمنت، وذلك لمساعدة والده فى إدارة المحل، والمهنة لا تزال موجودة لكنها تراجعت بشكل كبير فى السوق، بعد أن استبدلت بالجوال البلاستيك، مؤكداً أن صناعة الخيش ما زالت موجودة فى الهند، باكستان، بنجلاديش.

وأضاف «بسطا» أن ارتفاع تكلفة سعر الجوال الخيش أدى إلى ضعف الإقبال عليه وتراجع تداوله بالأسواق، لأن تكلفة الجوال الخيش تتراوح بين 14 و18 جنيهاً، بينما الجوال البلاستيك سعره يتراوح بين 2 و4 جنيهات لكنه يسبب ضرراً للمنتجات الزراعية، لافتاً إلى أن سعر الدولار أحد أسباب ارتفاع سعر الجوال الخيش.

{long_qoute_1}

وأكد «بسطا» أن بعض المحاصيل والصناعات الغذائية لا بد أن يتم حفظها فى جوال الخيش مثل الجبنة الرومى، وبعض المحاصيل مثل الأقماح والحبوب والبطاطس، لتصديرها للخارج، كما يساعد على مقاومة الحشرات عند رش الصومعة حيث تخرج الحشرات من خلال الثقوب الموجودة بالخيش بطريقة أيسر.

وأوضح «بسطا» أن خيش الجوت يعتبر تكييفاً طبيعياً لجميع الحاصلات الزراعية خاصة الحبوب والأقطان، حيث يحافظ على جودتها عند تخزينها به لمدة عام من تاريخ التعبئة، عكس البلاستيك رخيص الثمن الذى يحجز الرطوبة داخله ما يؤدى لتلف المحاصيل وتعرضها للإصابة بالأمراض.

وأشار إلى أن أهم الدول التى يتم استيراد قماش الخيش منها هى الهند وبنجلاديش وباكستان، موضحاً أن تكلفة المتر 65 جنيهاً، ويختلف وفقاً لنوع الخيش من حيث السمك والمتانة، وأن المهنة أوشكت على الانقراض بسبب انخفاض حجم العاملين بها، حيث كان يعمل بالمحل أكثر من 35 عاملاً، وحالياً الوضع تغير كثيراً والعمال أصبحوا أقل من 10. وقال ناصر رشدى، 54 سنة، أحد العمال ويعمل بالمحل منذ 10 سنوات، إن الخيش الجوت منتشر بكميات كبيرة فى شرق آسيا، ومصر تعتبر من الدول المستوردة له، ويتم تصنيعه فقط فى مصر، مؤكداً أن فترة الإقبال على شراء الأجولة الخيش تكون بصفة موسمية مرتبطة بموعد الحصاد ونوع المحصول وكمية الإنتاج، مثل محصول القمح، أما الأرز فتتم تعبئته فى أجولة بلاستيك.

وأضاف «رشدى» أن سبب زيادة سعر تكلفة الأجولة الخيش، هى زيادة الرسوم الجمركية وارتفاع سعر الدولار، ما أدى إلى ارتفاع سعرها وإعاقة تصديرها للدول العربية والأجنبية، مؤكداً أن بعض شركات تصدير الحاصلات الزراعية أصبحت تستورد الأجولة الخيش جاهزة من الخارج لتعبئة منتجاتها لأنها أرخص.

وشدد «رشدى» على أنه يوجد فى الأسواق 3 أنواع من الجوال هى «جوال خيش، بلاستيك، كرتون»، كل نوع له استخدام محدد، وفى حال تخزين منتج بجوال غير مطابق للمواصفات داخل الميناء بتم رفضه، موضحاً أن الجوال الكرتون يستخدم فى تخزين المواد الطبيعية والأعشاب، بينما البلاستيك يستخدم لتخزين الأرز، والخيش لجميع المحاصيل الزراعية.


مواضيع متعلقة