ضيع فى الأوهام عمره: «السيد» تاجر فى الخيش ما نفعش.. سافر إيطاليا ما نفعش

ضيع فى الأوهام عمره: «السيد» تاجر فى الخيش ما نفعش.. سافر إيطاليا ما نفعش
- أمراض القلب.
- بأمراض القلب
- سوق الجملة
- سير العمل
- عملية قلب مفتوح
- غسل الصحون
- قطع غيار سيارات
- تاجر فى الخيش
- الشكائر البلاستيكية
- تجارة الخيش
- أمراض القلب.
- بأمراض القلب
- سوق الجملة
- سير العمل
- عملية قلب مفتوح
- غسل الصحون
- قطع غيار سيارات
- تاجر فى الخيش
- الشكائر البلاستيكية
- تجارة الخيش
انزوى فى ركن بعيد عن الغبار المتطاير من الشكائر البلاستيكية، مكتفياً بتأمل سير العمل بعينيه وإعطاء توجيهاته للعامل الذى يساعده فى المحل، تنفيذاً للوعد الذى اتخذه على نفسه أمام والده قبل وفاته، بالحفاظ على صحته، والابتعاد عن الأتربة التى أصابت والده وشقيقة وهو شخصياً بأمراض القلب.
أكثر من ٥٠ عاماً مرت على السيد أبوالمجد، وهو يعمل فى تجارة الخيش والمستعمل، حيث يجلب الشكائر البلاستيكية المستعملة من أفران العيش، ويحولها إلى أجولة لتعبئة الخضراوات، ومفارش لجمع الأرز والقمح، مقابل جنيهات قليلة تسد حاجة أسرته بالكاد. يتذكر «السيد»، صاحب الـ67 عاماً، أيامه الأولى فى المحل، الموجود فى شارع عطاالله خلف سوق الجملة بالمنصورة، حيث كان يتابع والده بدقة إلى إن اكتسب كل مهارات المهنة، وفور وفاة الوالد وأصبح مسئولاً عن والدته وإخوته.
قرار صعب اتخذه «السيد» بالسفر إلى إيطاليا للعمل وتحسين ظروفه المادية، التجربة التى لم تكن سهلة: «كنت مابعرفش أتكلم كلمتين إيطالى، ولا معايا شهادة، ولا حتى تمن تذكرة العودة لمصر، قلت أقعد وأشتغل». مهن كثيرة مارسها «السيد» فى الغربة: «أول ما رُحت اشتغلت فى مطعم، كنت بغسل الصحون، وبعدها اشتغلت فى سوق جملة كنت بعبّى صناديق خضار وفاكهة، ثم فى مصنع قطع غيار سيارات، لحد ما وقفت على رجلى وعملت فلوس ونزلت مصر بـ7 شنط كبار راحت كلها على إخواتى».
لم يستطع «السيد» إخفاء دموعه، وهو يتذكر غدر أشقائه به: «عملت عملية قلب مفتوح، قالوا هيموت، ومضّوا أمى المسنة على بيع البيت اللى باسمها، وقالوا لى البيت اتباع وملكش حاجة فيه».
فوض «السيد» أمره لله، وركز فى مهنته على أمل أن تسد حاجة زوجته ونجليه، لكن أحوال المهنة لم تعد جيدة: «لبّخت والشغل موسمى، وبقيت باعتمد على معاش ٨٠٠ جنيه بأدفع منه ٧٠٠ إيجار الشقة. كل اللى عاوزه من الدنيا شقة لمراتى اللى عاشت معايا أكتر من 32 سنة ومش عارف أعمل لها حاجة».