مش كل المهملات تترمى: «عزة» بتعمل من «الخيش» ديكورات

08:01 م | الخميس 29 ديسمبر 2016

قطعة بالية من الخيش تدهسها الأقدام لا يكترث لها أحد، وإن اكترثت لها إحداهن تستخدمها كمنشفة أرضية، إلا أن عزة حسن، السيدة اللأربعينية، المولعة بالديكور، والرسم على الزجاج والجدران، وجدت فى «الخيش» ما يثير حسها الفنى، لتخرج منه أروع المفارش والديكورات الخاصة بالمنزل.

«الفيونكة ذات الشريط الوردى»، كانت هى تجربتها الأولى، بعدما أثار انتباهها كيس من الخيش الرث فى أحد أركان مطبخها، قررت على عكس المعتاد من ربات البيوت بإلقائه بسلة المهملات، أو استخدامه كمنشفة أرضية، أن تحوله بأناملها إلى عمل فنى، ليقف أمامها منبهراً كل من يأتى لزيارتها.

{long_qoute_1}

وجدت «عزة» فى تحويل الخيش إلى تحف فنية رائعة تعويضاً لها عن حلم التحاقها بكلية الفنون الجميلة والعمل بالديكور، الذى لم تستطع تحقيقه لظروف شخصية، فعمدت إلى الاستعانة بكثير من الفيديوهات التى تحوى ديكورات متنوعة من الخيش لتطور من موهبتها، التى اكتشفتها صدفة بإتمامها عامها الثلاثين إلى جانب موهبتها بالرسم على الزجاج.

«خمس سنوات» هى الفترة التى تمكنت فيها السيدة الأربعينية من إتقان وتنويع مشغولاتها اليدوية من الخيش بدءاً من «المفارش»، مروراً بـ«الستائر، ديكورات الحائط، وفازات الورد»، وانتهاء بـ«السجاجيد»، قبل أن تقرر امتهانها بتشجيع من ابنها، الذى قام بإنشاء صفحة تسويق إلكترونى بمواقع التواصل الاجتماعى لتسويق منتجات والدته، والمشاركة لها فى البازارات المختلفة.

روعة مشغولاتها وأسعارها الزهيدة كانت السبب فى زيادة الطلب على منتجاتها، ما اضطرها إلى الاستعانة بـ«خياطين قماش»، وهو ما لم تفضله عزة قائلة: «الشغل لوحدى بخرج منه تحف فنية، لكن تدخل أى حد، مش بيطلع زى ما كنت متخيلاه، ولا حساه بالرغم من إعجاب الزبون بيه».

لم يكن امتهانها لموهبتها سعياً وراء المال، فمساعدة المحتاجين، كان هدفها الأسمى الذى وقف وراء تسويق منتجاتها، فكان دخلها الخاص من بيع مشغولاتها اليدوية يوجه معظمه إلى الجمعيات الخيرية، وتبقى على جزء بسيط منه من أجل شراء المواد الخام اللازمة لعمل منتجات جديدة.