"افرحوا في الرب".. محاضرة الأنبا إبيفانيوس الأخيرة التي لم يلقيها

كتب: مصطفى رحومة:

"افرحوا في الرب".. محاضرة الأنبا إبيفانيوس الأخيرة التي لم يلقيها

"افرحوا في الرب".. محاضرة الأنبا إبيفانيوس الأخيرة التي لم يلقيها

عثرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خلال عملية جرد قلاية ـ مقر سكن - الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون الراحل، داخل الدير، على محاضرة أعدها لإلقائها خلال الملتقى العالمي للشباب القبطي المقام حاليا في مصر، ولكن قتله داخل الدير على يد راهبين أحداهما جرد من الرهبنة يوم 29 يوليو الماضي، لم تمهله لإلقائها.

وكشف البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن هذا الأمر، بعد مرور شهر على الحادث، وخلال لقائه مع المشاركين في الملتقى، وحرص على إلقاء مقتطفات منها، وسط تصفيق كبير من الشباب.

وكانت كلمة الأسقف الراحل، تحمل عنوان "افرحوا في الرب"، وقال فيها: "كان الفلاسفة اليونانيون خاصة الرواقيون منهم يرون أن الانفعالات البشرية أربعة (الخوف والرغبة والحزن واللذة)، وكان الفرح يندرج تحت اللذة وكان يعتبرونه ظاهرة صحية ولم يعترض الكتاب المقدس على وجهه النظر هذه فكان يربط الفرح بالله، فالشعب يفرح عندما ينقذه الله من أعدائه وعندما يمنحه النصر في المعارك، أما الفرح في العبادة فهو فرح من نوع أخر، الله يفرح بشعبه مانحًا أيا خيراته ويتجاوب الشعب مع هذا الفرح بالتسبيح والتهليل وأغاني من الفرح، وكان تقديم الذبائح يلازمها الفرح، لذلك وصفت الأعياد السنوية انها أيام فرح، والفرح كان تعبيرًا عن علاقة الإنسان الشخصية بالله، فالرجل البار يجد مسرته في شريعة الله أو في كلمته، والفرح هو مكافأة الثقة في الله".

وأضاف الأنبا إبيفانيوس، في كلمته الأخيرة: "هذا الفرح الكامل أو الحقيقي هو موضوع العهد الجديد، الفرح بشخص السيد المسيح الذي إذا لم ترونه بأعينكم الآن لكنكم تؤمنون فتبتهجون بفرح لا ينطق به، نفرح أن أسمائنا مكتوبه بالسماء، نفرح بصوت السيد المسيح وهو يقول "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ"، ونفرح بالأسرار المقدسة كنعم".

واختتم الأسقف المغدور به، كلمته بذكر أقوال للقديس "غريغوريوس صانع العجائب" في عظة في عيد البشارة: "اليوم تتهلَّل صفوف الملائكة بالتسابيح، ونور حضرة المسيح يُضيء على المؤمنين‏، اليوم قد جاء الربيع المبهج، والمسيح شمس البر أضاء حولنا بنوره البهي، وأنار أذهان المؤمنين‏، اليوم آدم يُخلَق من جديد، ويطفر مع الملائكة منطلقاً إلى السماء‏، اليوم جميع أرجاء المسكونة اكتست بالفرح، لأن حلول الروح القدس قد أُعطِيَ للبشر‏‏‏، اليوم النعمة الإلهية ورجاء الخيرات غير المنظورة، تُضيء بالعجائب التي تفوق العقل، وتكشف لنا بوضوح السرَّ المخفي منذ الدهر‏، اليوم يتم قول داود القائل‏: ‏لتفرح السموات وتبتهج الأرض‏، لتفرح البقاع وكل شجر الغاب، أمام وجه الرب، لأنه يأتي الفرح، هنا أصبح بشخص والعهد".

والأنبا إبيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبا في 21 أبريل 1984، باسم الراهب إبيفانيوس المقاري، ورسم قساً في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013، ووجد يوم 29 يوليو الماضي، مقتولا خارج قلايته ـ سكنه - بالدير.

ووجهت النيابة العامة تهمت قتل الأسقف إلى راهبين في الدير أحداهما تم تجريده من الرهبنة وهو "أشعياء المقاري" وعاد إلى أسمه الأصلي "وائل سعد"، والأخر الراهب "فلتاؤس المقاري" الذي يخضع للعلاج محبوسا في مستشفى قصر العيني جراء محاولته الانتحار عقب أسبوع من ارتكاب جريمته، وتم أحالتهما إلى محكمة جنايات الإسكندرية.

ويعد الملتقى الذي يأتي بعنوان "عودة إلى الجذور" هو التجمع الأول من نوعه لشباب الأقباط من جميع أنحاء العالم، ويتضمن برنامجه بالإضافة إلى الجانب الروحي جوانب ثقافية وسياحية في معالم مصر المميزة.


مواضيع متعلقة