في وداع "إبيفانيوس".. راهب يكشف الجانب الخفي في حياة رئيس دير أبو مقار

كتب: مصطفى رحومة:

في وداع "إبيفانيوس".. راهب يكشف الجانب الخفي في حياة رئيس دير أبو مقار

في وداع "إبيفانيوس".. راهب يكشف الجانب الخفي في حياة رئيس دير أبو مقار

احتفت مجلة "الكرازة" الناطقة بلسان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في عددها الأخير، بالأنبا إبيفانيوس، أسقف رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، الذي قُتل داخل الدير يوم 29 يوليو الماضي.

ونشرت المجلة، النصف شهرية، تغطية لجنازة الأسقف وكلمة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال الجنازة، فضلًا عن البيانات الرسمية الصادرة عن الكنيسة والأجهزة الرسمية حول ملابسات مقتل رئيس الدير.

وتحت عنوان "وداعًا أنبا إبيفانيوس.. الأسقف، القديس، العالم والشهيد"، كشف الراهب يوحنا المقاري، جوانب من حياة رئيس الدير الراحل، إذ قال إنه "عاش في زهد وتجرد تام عن كل مظاهر الأسقفية، ببساطة الرهبان، بلا عمامة ولا عصا ولا صليب ذهبي، بل ولم يكن يقبل إطلاقا تقبيل يده أو السجود له تكريما لرتبته الكهنوتية، ولا حتى إجراء الطقوس الخاصة بالأساقفة عند حضوره الكنيسة من الألحان والمدايح والمزامير".

وأضاف "يوحنا": "عاش بيينا كواحد منا، بلا تعال أو ترؤس بأي شكل من الأشكال، وديعًا متواضعًا، حتى أنه لم يكن يستنكف أن يكون بيننا كالذي يخدم".

وتابع "المقاري": "كان منذ رهبنته مستعدًا دائمًا للبذل والخدمة، حتى أن أباه الروحي القمص متى المسكين اختاره لمرافقته في رحلته العلاجية لأمريكا عام 1997، وطلب منه مرافقتي في رحلتي العلاجية لألمانيا عام 2002، وظل على عهده دائمًا في الاهتمام بالمرضى، وبالأخص الذين في مراحل مرضهم الخطيرة مثل الأب باناجياس والأب لوقا، اللذان خدمهما ورافقهما حتى رقادهما الأخير، في محبة وبذل وعطاء مخلص ووداعة".

وأشار الراهب إلى أن "رئيس الدير الراحل لم يتحل فقط بعنايته للمرضى، بل تميز أيضا بحبه للدراسة والبحث، فاستأمنه الدير على المكتبة والمخطوطات، فعكف على البحث والدراسة، فأتقن اللغة القبطية واليونانية ودراسة المخطوطات، وكتب المقالات في مجلة الكرازة وفي مجلة مرقس وفي مجلة مدرسة الإسكندرية الربع سنوية، وله مؤلفات عدة مثل الدراسة في كتاب بستان الرهبان، وترجمة سفر التكوين إلى العربية من الأصل اليوناني للترجمة السبعينية، والقداس الباسيلي والغريغوري، وميامر من المخطوطات، كما استأمنه الدير على حساباته البنكية من حيث إيراداته ومصروفاته فأخلص فيها وأجادها، وحضر قبل رسامته أسقفا أحد المؤتمرات الخاصة بالدراسات القبطية مع الأنبا مارتيروس".

والأنبا إبيفانيوس، من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013، ووجد يوم 29 يوليو الماضي، مقتولا خارج قلايته –سكنه- بالدير، وأثبتت التحريات تلقيه ضربة بآلة حادة على مؤخرة رأسه أودت بحياته، واعترف الراهب المجرد "أشعياء المقاري"، بارتكاب تلك الجريمة بالاشتراك مع الراهب "فلتاؤوس المقاري"، بسبب الخوف من كشف مخالفاتهم المالية والأخلاقية بالدير.


مواضيع متعلقة