من الأحياء الراقية إلى «الشعبية» فتش عن ويلات الحرب

من الأحياء الراقية إلى «الشعبية» فتش عن ويلات الحرب
- أحياء القاهرة والجيزة
- أرض اللواء
- الجالية اليمنية
- الحكومة اليمنية
- الخميس والجمعة
- المرافق الحيوية
- المناطق الشعبية
- المواصلات العامة
- أبناء
- أبيض
- أحياء القاهرة والجيزة
- أرض اللواء
- الجالية اليمنية
- الحكومة اليمنية
- الخميس والجمعة
- المرافق الحيوية
- المناطق الشعبية
- المواصلات العامة
- أبناء
- أبيض
لجوء أبناء الجالية اليمنية خوفاً على أنفسهم من ويلات الحرب، جعلهم يبحثون عن مسكن يلائم ظروفهم المادية، التى بدأت تتعثر عاماً تلو الآخر، حسبما قاله بعض اليمنيين القاطنين فى أحياء القاهرة والجيزة. عبدالله الحداد، 30 عاماً، يمنى الأصل، متزوج ومقيم فى منطقة فيصل منذ نحو 5 سنوات، يقول: «فى بداية مجيئنا إلى القاهرة كان اليمنى يسكن فى شقق حديثة جداً بمناطق راقية، لأن السبب وراء مجيئه كان العلاج أو السياحة، ولا يستغرق الأمر سوى شهر أو شهرين على الأكثر، كان يبحث فقط عن المتعة وصفاء الذهن، ولم يدم الحال كثيراً، فمع اشتداد الحرب وويلاتها باتت إقامة الشخص اليمنى فى القاهرة مفتوحة، ولا يعلم متى سيعود إلى بلده، وأصبح يستنزف مبالغ طائلة فى المأكل والمسكن والملبس، وأصبحت الحكومة اليمنية عاجزة أيضاً عن إرسال النفقات للجالية».
يكمل «عبدالله»: «كل هذه الأسباب جعلت الوافد اليمنى ينتقل من المناطق الراقية التى كان يقطن بها إلى مناطق أقل رقياً تبعا لحالته المادية، حتى انتهى به المطاف إلى المناطق الشعبية ليعيش فيها بحد الكفاف». «مراحل التراجع فى مستوى معيشة الفرد اليمنى بالقاهرة، وبحثه الدائم كل فترة عن سكن يلائم حالته المادية الصعبة نظراً لظروف الحرب، كل ذلك أكسبه خبرة واسعة فى إجراءات الإيجار»، على حد قول «عبدالله»، مضيفاً: «فى بداية الأمر كان اليمنى عرضة لجشع مكاتب العقارات أو السماسرة فى البحث عن شقة سكنية، أما الآن فأصبح لدينا خبرة نحن كيمنيين فى هذا الأمر».
{long_qoute_1}
رحلة البحث عن مسكن لا بد أن يكون لها معايير، على حد قول عبدالرحمن الحمادى، 35 عاماً، الذى جاء إلى مصر منذ 5 سنوات، فراراً من الحرب، وهو متزوج ومقيم فى القاهرة، يقول: «أثناء بحث اليمنى عن مسكن يجب أن يراعى عدة أشياء مهمة، وهى أن يكون المسكن قريباً من المواصلات العامة ومن المرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس والأسواق»، موضحاً أن معظم اليمنيين المقيمين فى القاهرة يلجأون إلى نظام الإيجار وقلة فقط يقومون بشراء الشقق التى يقطنون بها، قائلاً: «الإيجار مرتفع جداً الشقة إذا كانت مفروشة إيجارها يتراوح ما بين 3 آلاف إلى 6 آلاف جنيه، وعلى حسب المنطقة التى يوجد بها المسكن، وأيضاً حالة الشقة، ومن الممكن أن يتعدى ذلك المبلغ، ويوجد أيضاً من يستأجر الشقة غير مفروشة، وهذا إذا كان طالباً أو زائراً جاء من أجل العلاج فقط وسيعود إلى اليمن ثانية بعد انتهائه من العلاج، والإيجار فى هذه الحالة يتراوح ما بين ألف إلى 1500 جنيه ومع كثرة الطلب على الشقق غير المفروشة جعلته يزيد على ذلك».
ويوضح أن هناك مناطق معينة تعج باليمنيين، مثل الدقى، بسبب قربها من المطاعم اليمنية، والمنيل بسبب قربها من قصر العينى وجامعة القاهرة، ومنطقتى فيصل وأرض اللواء لكونهما مناسبين للظروف المالية للفرد اليمنى. «الابتعاد عن الوطن ليس بالشىء اليسير، ما دفعنا إلى اصطحاب بعض المقتنيات اليمنية التى تشعرنا باليمن لأنها تعود إلى التراث اليمنى الأصيل»، كلمات قالها أحمد المكش، 44 عاماً، يمنى الأصل ومقيم بالقاهرة منذ عام، ويوضح مدى ارتباط الفرد اليمنى بوطنه الأم، مكملاً: «منا من استطاع حمل بعض الأشياء معه من اليمن أثناء خروجه منها، ومنا من لم تواتِه الفرصة بسبب ضيق الوقت واشتعال الحرب وقتئذ»، ومن هذه الأشياء التى حملت إلى مصر من اليمن، ما يسمى بـ«الجنبية»، وهى عبارة عن سلاح أبيض رأسه من عظام وحيد القرن يعتبر من أهم الأشياء عند اليمنيين، ولا يخلو منزل يمنى من هذا السلاح، على حد قول «المكش»، متابعاً: «توجد أشياء أخرى حملها اليمنيون إلى القاهرة، مثل الصور، والجلباب والشال اليمنى، وهذان يكثر لبسهما فى القاهرة يومى الخميس والجمعة».
لم تقتصر المقتنيات التى اصطحبها اليمنيون معهم على هذه الأشياء فقط، بل جلبوا معهم أيضاً الشاى، والبن، والعسل، والبهارات اليمنية، لأنها من الصعب إيجادها فى بلد آخر بنفس الجودة حسب قول «المكش». ويضيف: يوجد اختلاف أيضاً فى نظام الوحدة السكنية وتكوينها، فالشقة فى اليمن تشتمل على حمام وغرفة خاصة بالضيوف فقط، وكذلك الصالة يكون بها مجلس عربى للجلوس، ولا يوجد الصالون كما فى مصر».