"عم محمود".. على المعاش طول السنة و"سنَّان" قبل العيد

كتب: كمال عبد الرحمن

"عم محمود".. على المعاش طول السنة و"سنَّان" قبل العيد

"عم محمود".. على المعاش طول السنة و"سنَّان" قبل العيد

داخل محل صغير مُشيد بالطوب اللِّبِن، في منطقة "المدبح" بالسيدة زينب، يقف محمود مصطفى، 65 عاما، يرتدي ملابس رثة، يمسك بين يديه ماكينة حديدية لسن الـ"السكاكين"، وبجواره عددا من الآلات، يتوافد إليه مواطنون لـ"سَنّ السكاكين" وغيرها من الأسلحة البيضاء التي سيذبحون بها الهدي قبل عيد الأضحى.

"محمود" اعتاد أن يترك زوجته وأبناءه الأربعة بالإسكندرية في هذا التوقيت من كل عام بحثا عن الرزق، فمعاشه من المطبعة التي كان يعمل بها لا يتعدى الـ800 جنيه، وهذا ما جعله يبحث عن أي فرصة يزيد بها دخله: "بشتغل بعد سِن المعاش علشان أقدر أصرف على أسرتي، ومهنة سن السكاكين باب رزق اتفتحلي مقدرش أقول له لا، رغم إنه عمل شاق، يعني أي خطأ ممكن تطير فيها إيدي، لكن بنقول يارب".

شهر ذي الحجة هو بمثابة "موسم" بالنسبة له، فالإقبال على سَنّ السكاكين يبدأ في هذا التوقيت، ولا ينتهي إلا بعد عيد الأضحي بأيام، أما بقية أشهر السنة، فتشهد فيها تلك الحِرفة كسادا كبيرا، : "الناس مبتفتكرش السكاكين غير قبل العيد، وده بيأثر بشكل كبير على السنَّانين، عشان كده في ناس مبيفتحوش محلات وبيمشوا شايلين العدة بتاعتهم على ضهرهم يدوروا علي زباين"

يٌفضِّل "محمود" استخدام الحجر الدائري في سَنِّهِ للسكاكين، فهو يري أن تلك الطريقة هي الأفضل من أدوات السَّن الحديثة، هذا برغم تأكيده على خطورتها، فهي تحتاج إلى تركيز عالٍ، ويد ثابتةٍ لا تهتز أثناء العمل، وشخص يتحمل تناثر الشرارة التي تصدر من تلك الآلة".

80 جنيها هي اليومية التي يحصل عليها "محمود" من عمله في هذه المهنة، يقوم خلال اليوم بسَنّ ما يقرب من 300 قطعة، ما بين سكاكين مختلفة الأحجام وسواطير، حيث يصل سعر سن السكين الواحد لـ3 جنيهات، أما الساطور فيُكلِّف الزبون 10 جنيهات،: "بناخد أسعار قليلة من الزبون، لكن برضى بالقليل، وربنا بيكرمنى، والزبون هو المكسب الحقيقي، لأن الأهالي بيكسبوني أكتر من الجزارين، بس أنا خايف على المهنة من الإندثار، خاصة مع لجوء كثير من السيدات لشراء السكاكين الصينى". 


مواضيع متعلقة