بروفايل| «عنان».. رحيل الدبلوماسى

كتب: نادية الدكرورى

بروفايل| «عنان».. رحيل الدبلوماسى

بروفايل| «عنان».. رحيل الدبلوماسى

بنظرة لا تخلو من مسحة حزن، رفع الرجل ذو الوجه الأسمر المتوج بالشعر الأبيض يده، ليعلنها صراحة: «يتعيّن، فوق كل اعتبار، السعى من أجل إحلال السلام، لأنه الشرط الضرورى لكى يتمكن كل عضو من أعضاء الجماعة البشرية من العيش بكرامة والتمتّع بالأمن»، هكذا كانت الكلمات التى استقبل بها كوفى عنان، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، فوزه بجائزة نوبل للسلام عام 2001، تتويجاً لمسيرة حافلة فى شئون عمليات حفظ السلام، انتهت مع الساعات الأولى من صباح أمس بإعلان وفاته، عن عمر يناهز 80 عاماً، فى أحد المستشفيات السويسرية بعد معاناة خلت من السلام مع المرض.

طوال ثلاثين عاماً، شغل «عنان»، مواليد «كوماسى» فى غانا، عام 1938، العديد من المناصب الدبلوماسية، قضاها بين أروقة منظمة الأمم المتحدة، التى شغل فيها منصب الأمين العام السابع لفترتين منذ 1997 وحتى 2006، حيث أوكل له العديد من المهام التنظيمية والإدارية، خاصة قضايا اللاجئين لحفظ السلام، كما تولى العديد من الملفات المهمة، التى وصفت بـ«الدبلوماسية شديدة الحساسية»، وكان على رأسها التفاوض لإطلاق سراح الرهائن الغربيين فى العراق عقب الغزو العراقى للكويت عام 1990، كما كان أول من شجع حكومة العراق على مناقشة مسألة بيع النفط لتمويل مشتريات المعونة الإنسانية، برنامج «النفط مقابل الغذاء»، وترأس أول فريق للأمم المتحدة للتفاوض مع العراق، لتحقيق هذه الغاية.

«عنان» الذى عُين فى ديسمبر 1996 أميناً عاماً للأمم المتحدة، وهو أب لثلاثة أولاد، تعتبره «أفريقيا» الدبلوماسى الأعظم عبر تاريخها، حيث تولى مهام شئون حفظ السلام فى أوقات حرجة من التاريخ فى أرجاء العالم بعد «الحرب الباردة»، وانتشار الصراع على نطاق واسع للهويات القومية والعرقية. وطوال هذه الفترة، عمل «عنان» على تعزيز فرص المنظمة الأممية للمشاركة فى «التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية»، خاصة فى مناطق الصراع فى العالم.

درس «عنان»، فى جامعة العلوم والتكنولوجيا فى غانا، وأكمل دراسته الجامعية فى الاقتصاد فى كلية ماك الستر فى سانت بول (مينيسوتا) عام 1961، وأجرى بعدها دراسات عليا فى الاقتصاد بالمعهد الجامعى فى المدينة السويسرية «جنيف»، ونال درجة ماجستير العلوم فى الإدارة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1972. ومن آخر مناصبه التى شغلها، تعيينه عام 2012 موفداً خاصاً للأمم المتحدة، والجامعة العربية، إلى سوريا، مع بداية الثورة ضد الحكومة السورية.


مواضيع متعلقة