كوفي عنان.. رحلة "صاحب نوبل" من غانا حتى أمانة الأمم المتحدة

كتب: دينا عبدالخالق

كوفي عنان.. رحلة "صاحب نوبل" من غانا حتى أمانة الأمم المتحدة

كوفي عنان.. رحلة "صاحب نوبل" من غانا حتى أمانة الأمم المتحدة

80 عاما، قضى أغلبها كوفي عنان في محاولة ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والسلم والأمن الدوليين، لم يتوانى فيهم عن تقديم المقترحات والخطط والمساعدات لإنهاء الأزمات والصراع حتى بعد تركه لمنصب أكبر مقعد بالأمم المتحدة، فيزخر تاريخه بالعديد من المواقف المميزة والجوائز البارزة التي لم يحصل عليها سوى القليل، ليحفر اسمه بأحرف ساطعة في ذاكرة الملايين بالعالم، والذي سيظل بريقه مستمرا حتى بعدما يواريه الثرى، اليوم، إذ توفي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وفقا لوكالة "رويترز".

"عنان" المولود في 8 أبريل 1938 بغانا، أول أمين عام يأتي من بين صفوف موظفي الخدمة المدنية الدولية، ما جعله صاحب مكانة مهمة في الأمم المتحدة، حيث أهله لذلك دراساته المتعددة، كونه درس في جامعة العلوم والتكنولوجيا في مدينته، والاقتصاد في كلية ماك ألستر في سانت بول، مينيسوتا 1961، ثم دراسات عليا في الاقتصاد بالمعهد الجامعي للدراسات العليا الدولية في جنيف.

بدأ مسيرته بالأمم المتحدة، حيث شغل مناصب متنوعة بين مسائل التنظيم بالإدارة والميزانية والمالية وشؤون الموظفين وقضايا اللاجئين وحفظ السلام، كما اضطلع بعدد من المهام الدبلوماسية الحساسة، وعمل بها في العديد من المناصب في أماكن متعددة من العالم منها مصر وأديس أبابا ونيويورك، ثم شغل منصب المبعوث الخاص للأمين العام في يوغسلافيا عام 1995، ومنصب المبعوث الخاص لمنظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وفي 1992 أصبح مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام، ثم نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنفس المجال لمرتين متتاليتين.

وفي هذه المناصب، عمل على صياغة نهج جديدة للتعامل مع الأوضاع المعقدة التي اتسمت بعدم اليقين والتي سادت عالم ما بعد الحرب الباردة والذي شهد مستويات لم يسبق لها مثيل من التعاون الدولي، فضلا عن انتشار الصراع على نطاق واسع أزكت ناره تأكيدات عنيفة للهويات القومية والعرقية، وطوال هذه الفترة المتقلبة، سعى عنان إلى تقوية قدرة المنظمة على الاضطلاع ببعثات حفظ السلام التقليدية والعمليات المتعددة المهام على السواء، وعلى الاضطلاع بمهام جديدة في مجال السلم والأمن الدوليين مثل "الانتشار الوقائي"، وفقا لموقع الأمم المتحدة.

في 17 ديسمبر 1996، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بأن يصبح كوفي عنان هو الأمين العام السابع للأمم المتحدة، ليضيف ثروة من الخبرة والخبرة الفنية التي اكتسبها لفترة تتجاوز ثلاثين عاما من الخدمة في المنظمة العالمية، ليشغل المنصب رسميا في الفترة من 1 يناير 1997 إلى 31 ديسمبر 2001.

وترك الأمين العام السابع للأمم المتحدة بصماته المميزة داخل المنظمة الدولية، حيث قاد مفاوضات من أجل عودة أكثر من 900 من الموظفين الدوليين إلى أوطانهم، وإطلاق سراح الرهائن الغربيين في العراق عقب غزوها عام 1990؛ وبدء المناقشات بشأن صيغة "النفط مقابل الغذاء" للتخفيف من الأزمة الإنسانية في العراق؛ والإشراف على عملية الانتقال من قوة الأمم المتحدة للحماية في يوغوسلافيا السابقة إلى قوة التنفيذ الدولية بقيادة منظمة حلف شمال الأطلسي عقب إبرام اتفاق دايتون للسلام في عام 1995.

وخلال رئاسته أيضا، أشرف على إنشاء "مركز العمليات" الذي يرصد عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام على مدار الساعة، وزاد عدد العمليات، وركز على تعزيز تأهب المنظمة للاضطلاع بعمليات حفظ السلام، ليضاعف أعداد المجموعات بها، كما عمل على تحسين "زمن الاستجابة" باتخاذ خطوات من أجل إنشاء مقر للبعثات المتأهبة للانتشار السريع، تخصص له أمانته وأفراده الآخرون.

وإلى جانب مناصبه الرسمية، شارك عنان طويلا في مجالات التعليم ورعاية وحماية الموظفين الدوليين، وأسهم في عمل مجلس التعيين والترقية والفريق الرفيع المستوى للاستعراض، وترأس كليهما، كما عمل رئيسا لمجلس أمناء المدرسة الدولية للأمم المتحدة في نيويورك في 1987، ومحافظا للمدرسة الدولية في جنيف عام 1981.

لم يقتصر تميز "عنان" على ذلك فقط، حيث يعتبر الأمين العام الوحيد الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2001، بعد أن أختيرت الأمم المتحدة وأمينها الغاني، تقديرا لعملهما من أجل أن يكون العالم أكثر انتظاما وتمتعا بالسلام.

 


مواضيع متعلقة