الشاعر «الأسير»: «تعلمت الأدب فى القاهرة.. وأكتب قصائد بعاميتها»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

الشاعر «الأسير»: «تعلمت الأدب فى القاهرة.. وأكتب قصائد بعاميتها»

الشاعر «الأسير»: «تعلمت الأدب فى القاهرة.. وأكتب قصائد بعاميتها»

«كل اللى باقى فى قصتك حبة وعود.. إزاى تعود؟ وتعيد حكاية حبها، هو انت مش مرة رويت زمان أرض قحلة مشققة، وكنت مستنى تطرح حنان لقيته فى الآخر جنان، إنك تحب تعيش فى حب مع حد ملهوش الأمان»..

أبيات يُلقيها إسلام الأسير، بصوت حزين ودموع تكاد تنهمر، وسط هواة الأدب والشعر المصرى، فى إحدى الكافيهات بمنطقة مدينة نصر.. لهجته الليبية اختفت ولم تعد ظاهرة فلا أحد يستطيع أن يلاحظ أنه ليس مصرياً.. أشعاره أطربت الحاضرين، رغم أنه ظل يلقى أشعاره على مسامعهم لأكثر من ساعة ولا يزالون فى نشوة من قصائده، تهتز رؤوسهم كلما نطق بلفظ شجى، ربما لا يعرف البعض منهم أن من يلقى هذه القصائد ليس مصرياً.

إسلام، صاحب الـ٢٨ سنة، شاعر ليبى أحب الأشعار المصرية وقرر تعلم اللهجة العامية المصرية، فأتقنها وبرع فى إلقاء الأشعار والقصائد ونجح فى جذب عشرات الشباب إليه، بساطة أسلوبه خلقت منه نموذجاً لجيل جديد من الشعراء، طموحه فى أن يصل بأشعاره إلى منزلة كبيرة فى نفوس محبى الفن جعلته يترك ما تعلمه فى كلية اللغات والترجمة، ويتجه نحو تعلم أسس وقواعد بناء القصيدة الشعرية، فكان لكتب وقصائد أحمد شوقى قيمة ومحبة خاصة فى قلبه، كما كان لشعراء مصر المعاصرين ومن بينهم محمد إبراهيم أبوسنة، حضور خاص لدى الشاعر الليبى ذى الأشعار المصرية.

{long_qoute_1}

«مافكرتش للحظة واحدة وأنا فى ليبيا إنى ممكن أكون شاعر لكن ظروف مرض والدى غيرت مسار حياتى».. بهذه الكلمات أوضح «إسلام» أنه لم يكن يحب الشعر ولم يكن ضليعاً بقواعد اللغة العربية، ولكن لظروف والده الصحية، دخل الشاب العشرينى فى عالم الكتب والقصائد والمعلقات: «والدى نظره ضعف فى أواخر أيامه وكان مصمم يمارس هوايته المفضلة ويقرأ روايات، فكنت أنا عينه اللى بيشوف بيها ومن هنا بدأت أدخل وأتعمق فى الأدب العربى، والمصرى بالتحديد».

ويوضح الشاعر أنه يعيش فى مصر منذ ما يزيد على ١١ عاماً، وكتب له الخير، على حد وصفه، بأنه تمكن من الالتحاق بالأزهر الشريف وأتم به مرحلته الثانوية إلى أن تخرج فى الجامعة، حيث إن الأزهر ساعده على تعلم اللغة العربية الفصحى، وانطلاقاً منها تعلم العامية المصرية.

«إحنا ١٠ إخوات كلنا رجالة، عايشين مقسمين على مصر وليبيا، ٥ فى مصر و٥ بليبيا، بيتقال علينا إحنا واللى زيينا، عائدين مهجر ودى مقصود بيها الليبيين اللى جاءوا إلى مصر على فترات متباعدة، تحديداً فترة عمر المختار، والاحتلال الإيطالى، طبعاً إحنا فى مصر من قبل ما الأحداث الأخيرة دى تحصل، وده لأننا ارتبطنا بمصر وشعبها، أمى بدوية مصرية وأبى ليبى من مدينة جالو، اتزوج وعاش فترة فى ليبيا، وقرر يستقر فى مصر، بعد الثورة الليبية، كبرنا هنا إحنا العشرة، جزء من إخوتى قرر يرجع ليبيا بعد ما أبونا توفى، وأنا وأربعة من إخوتى قعدنا هنا، بسبب حبنا للبلد دى».

{long_qoute_2}

وأوضح «إسلام» سبب تعلقه بالشعر المصرى، ورغبته فى إلقائه باللهجة المصرية وليس الليبية: «سمعت شعر مصرى عجبنى وحبيت أقلده وكتبت بيت ثم بيتين لحد ما عرفت أكتب قصيدة كاملة، فى البداية الموضوع كان صعب، لكن ناس كتير شجعتنى أكمل فى اللون ده، لأنهم اعتبروه شكل جديد من الشعر»، وتابع «الأسير» أنه أقام عدة حفلات ولاقت نجاحاً مقبولاً، خاصة أنه ليبى ويقول شعر مصرى، فلا بد من أنه سيعانى فى البداية من قلة الإقبال، حسب قوله.

ويضيف: «طبعاً حاولت أتقن العامية المصرية، وكان ده من خلال الاستعانة بكتب الخطب الخاصة بوالدى، وكذلك كتب الأدب الشهيرة»، ويكمل أنه بعد ثورة يناير تعرف على شعراء مصريين من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، ومدوا له يد العون، من خلال إهدائه بعض قصائدهم، لكى يتعلم منها: «عرفت شعراء ومثقفين كتير، كان ليهم الفضل فى إنى أكمل مشوارى وأعافر وأعمل بدل الحفلة اتنين، أولهم فى شارع المعز، والثانية فى مكتبة مصر العامة، ودى كانت البداية، وقريب تحديداً فى معرض الكتاب العام المقبل، هيكون ليا ديوان شعر».


مواضيع متعلقة